رئيس التحرير
عصام كامل

بالوثائق.. الرجل الذي باع مصر !

بعد أكثر من 120 عاما علي صدوره يصل الكتاب إلي مصر ويقوم المركز القومي للترجمة وفي انحياز للمسئولية الوطنية بترجمته ونشره في بلادنا.. إنه كتاب "نهب مصر.. قصة العار" لـ جون سيموركي الذي يحكي كيف وصلت مصر إلي الاحتلال بسبب ديون الخديو إسماعيل!

 ليحكي بريطاني القصة الحقيقية في حين يزيف مصريون القصة الحقيقية لتجميل عهد إسماعيل!

 

جون سيموركي بريطاني عاصر عهد الخديو إسماعيل.. وشاهده فيحق له أن يشهد عليه خصوصا أنه قبل أن يقدم مؤلفه المهم طالع وراجع الأرشيف البريطاني ووثائق الحكومة البريطانية وبرقياتها وجلساتها!

 ليس رغيا ولا ثرثرة في الهواء ولا يرفع شعار "أهو هو كده" كما يفعل بعض مدعي التأريخ في بلادنا!

 

قروض وضرائب

 

والمؤسف أن الرجل يحكي -في الكتاب الذي ترجمه أوائل عام 2019 باقتدار عزالدين شوكت، قصة الضغوط التي تم ممارستها على الخديو إسماعيل لسداد الديون التي تسبب فيها ، وشكل من أشكال ذلك كان برفع الضرائب على الفلاحين المصريين الغلابة، وكذلك الإفراط في العنف ضدهم  بتحريض من القنصل البريطاني وكذلك الفرنسي بالقاهرة!

رهن الخديو إسماعيل أرض مصر ليحصل عام 1870 على قرض قيمته 7 ملايين جنيه لم يتحصل منها إلا على 5 ملايين! بالطبع كان الرهن دون علم تركيا التي أمر سلطانها بمنع إقراض مصر بعد اقتراض الخديو إسماعيل في عامين فقط من بين عامى 1862 و1864 مبالغ ضخمة جدا

 منها قرض شخصي بمبلغ 10 ملايين جنيه إسترلينى لم يدخل ميزانية الدولة، وفى عام 1866 اقترض قرضا آخر بقيمة 3 ملايين إسترلينى، وفى عام 1868 حصل علي قرض ثالث أكبر بقيمة 11،5 مليون إسترلينى !!

ومن  قرض بقيمة 32 مليون جنيه تسلمت  مصر 20 فقط إلى مبلغ 72 مليونا تسلمت منها 45،5 مليونا فقط وكانت فوائد القروض غير معقولة بلغت رقما غير مسبوق في الإقراض، إذ كانت بين 13% و26% وكان يتم خصم فوائد القروض السابقة من القروض الجديدة!

 

الخلاصة كان وصول الديون إلي 127 مليونا بأسعار وقتها كانت 10 ملايين عندما تسلمها الخديو إسماعيل! كل هذه الأموال صرفت علي البهرجة والحياة المترفة والملذات والمجاملات ، في حين وكما يقول الكتاب حفرت الترع والرياحات وكل ما تبقي للشعب بالجهود الذاتية!

 

 

النتيجة عجز عن سداد الديون ثم تدخل في شئون مصر لسدادها ثم مندوب أجنبي يراجع وصولا إلي صندوق الدين إلي بيع أسهم قناة السويس ذاتها بحالها ومحتالها كلها مثل هذا اليوم 25 نوفمبر 1875 ليبدأ الاحتلال الأجنبي لبلادنا ولأكثر من سبعين عاما!

هذا الرجل يوجد في بلادنا من يمدحه ويجمل عصره!! وهم أنفسهم من يهاجمون ويشوهون ضمن عملية تزييف الوعي الوطني بطلا مثل أحمد عرابي صاحب أول صيحة في العصر الحديث تقول "مصر وجيش مصر للمصريين"!! هؤلاء راقبوهم وتتبعوهم وافض.. هم في كل مكان!!

الجريدة الرسمية