رئيس التحرير
عصام كامل

سلم الدائري!

هناك مقولة تقول: الحاجة أم الاختراع.. ومعناها أن كل اختراع وراءه حاجة أو هو تلبية لحاجة.. وتعالوا نطبق هذه المقولة على السلم الخشبى الذى جاء به شخص فى أحد المناطق التى يطل عليها الطريق الدائرى ليستخدم بديلا لسلم حجرى تم إزالته في إطار خطة توسعة الطريق وتحويله إلى طريق سريع لا تعترضه أو تعطله مواقف الميكروباصات العشوائية.. فهذا السلم الخشبى استغل فيه صاحبه حاجة سكان المنطقة للصعود إلى الطريق الدائرى لركوب الميكروباصات كما كان الحال سابقا، وهى الحاجة التى لم يفكر فيها الذين خططوا لتوسعة الطريق الدائرى وتحويله إلى طريق سريع على غرار ما حدث فى توسعة طريق القاهرة. الإسكندرية الصحراوى عندما تم إنشاء طريق داخلى تستخدمه السيارات على جانبيه..

 

ظاهرة عشوائية

 

 وعندما لم يتم تلبية حاجة السكان بشكل مخطط تمت تلبيتها بشكل عشوائى.. والسبب أنه لم يتم التفكير في حاجة هؤلاء السكان أصلا، وإنما كل التفكير كان مركزا فقط على حاجة مستخدمى الطريق الدائرى من قبل.. ولذلك فكر أحد الأشخاص أن يلبى هذه الحاجة وأن يستثمر ذلك في الحصول على دخل مقابل استخدام السلم الخشبى الذى لاقى إقبالا من سكان تلك المنطقة.. وربما تحاكى مناطق أخرى يطل عليها الطريق الدائرى ما حدث فى تلك المنطقة مما يحبط تحويله إلى طريق سريع. 

 

 

وبالطبع من الممكن أن تقوم الشرطة بحملة أو أكثر لإزالة مثل هذه السلالم الخشبية على الطريق الدائرى، لكنه لن يمنعها أساسا، إنما ربما يزيد فقط من سعر استخدامها عندما سيضيف أصحابها إلى السعر تكلفة مخاطر مصادرة تلك السلالم!.. لذلك الحل الوحيد لمواجهة تلك الظاهرة العشوائية أن تتم تلبية حاجة سكان المناطق التى يطل عليها الطريق  الدائرى والمتمثلة في توفير مواصلات لهم تمر في مناطق سكنهم للوصول إلى أماكن عملهم والعودة منها، أى بإنشاء طرق داخلية على جانبى الطريق الدائرى.. هذا هو الحل السهل والناجح إذا كنا نؤمن إننا نشق ونحسن الطرق من أجل الناس أساسا، كل الناس وليس بعضهم فقط.       

الجريدة الرسمية