رئيس التحرير
عصام كامل

التسامح والقانون!

يفهم بعضنا قيمةً التسامح خطأ، ويرى أنه يعنى غض البصر عن الأخطاء وعدم محاسبة من يرتكبها وتعطيل تطبيق القانون، بينما التسامح هو نقيض التعصب والتطرف تجاه الغير المختلف عنا في كل شىء وليس في الدين فقط، وهو يقضى باحترام الآخر والاعتراف بحقه في أن يكون مختلفا عنا في رؤاه وآرائه ومواقفه واتجاهاته وانتماءاته السياسية والثقافية وحتى الرياضية والفنية.. وبذلك فان التسامح هو ضرورة لإشاعة السلام في المجتمع وضمان تماسكه وتحقيق استقراره، لأنه ينزع الحقد والبغضاء والكراهية من القلوب ويشيع المحبة في القلوب ويحض على الاحترام المتبادل بين أبنائه، ويجعل الحوار هو عنوان تعاملهم بين بعضهم البعض..

 

وعندما يشيع التسامح فى المجتمع ينحسر ويتراجع التعصب الذى يثير نزاعات وصدامات داخله بين طوائفه ومجموعاته المختلفة، سواء في الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو الانتماء العرقى والاجتماعى والجغرافي وأيضا السياسى، وكذلك ينحسر التطرّف الذى يخلق في المجتمع وحوشا آدمية، تقتل وتفجر وتخرب وتمارس كل أشكال العنف الصارخة والصادمة.

 

 

وبالتالى فإن التسامح لا يعنى السكوت عن الأخطاء والخطايا وعدم محاسبة ومعاقبة مرتكبيها، أو إعفاءهم من أن يلقوا بالقانون جزاءهم الرادع.. فإذا كان التسامح ضروريا ومهما لتماسك أى مجتمع، فإن تطبيق القانون على الجميع لا يقل ضرورة وأهمية لتحقيق هذا التماسك المجتمعى.

التسامح قيمة من مجموعة القيم الإيجابية التى تحمى التماسك المجتمعى حينما تقاوم التعصب والتطرف والكراهية في المجتمع، ولكنه لا يعنى التخلى عن محاسبة من يرتكب خطأ أو خطيئة ويخرق القانون ويمارس الفساد.. بل أن التسامح يقوى في المجتمع الذى يلتزم بالقانون ويحاسب من يخالفه. 

الجريدة الرسمية