رئيس التحرير
عصام كامل

الجو غير الجو والكارثة في الأفق !

بعد عامين، بسبب جائحة كورونا اللعينة، وتحت حراسة خمسة آلاف جندي إيطالي، ومروحيات في الجو فوق مقر الاجتماع الدولي، عقدت أمس واليوم، قمة مجموعة العشرين، الدول الأغنى والأكثر تصنيعا، في العاصمة الايطالية روما. يحضر القمة الرؤساء الأضداد- الحلفاء. بايدن وماكرون تصالحا أول أمس علي خلفية أزمة الغواصات الاسترالية البريطانية الفرنسية، ووصف بايدن ما فعلته أمريكا من سلب الصفقة من فرنسا لحسابها بأنه عمل افتقر إلى اللياقة. 

 

جونسون وماكرون أيضا علي خلاف، منبعه الدور البريطاني في صفقة الغواصات.. وقبل يومين احتجزت فرنسا سفينة صيد بريطانية، ووصف بوريس جونسون الإجراء بغير اللائق بين صديقين وحليفين.. وفي القمة أردوغان وبايدن وبينهما بوتين الغائب شخصيا، الحاضر إلكترونيا، ومعه في الخلفية بطاريات الصواريخ SS 400، ويغيب عن الحضور الشخصي أيضا الرئيس الصيني.

 

 

وكان أمين عام الأمم المتحدة جوتيريش حذر مرات عديدة من أن التغير المناخي علي الكوكب كارثة يتحمل مسئوليتها هؤلاء الصناعيون العشرون، الذين يتسببون في الاحترار، وارتفاع درجة الحرارة الي أكثر من درجتين! وللعلم فإن التغير المناخي، الحر اللافح القاتل، والبرد القاتل الزمهرير، والأعاصير، والفيضانات، والانبعاثات الغازية، وأنهار الحمم والصهير، جميعها صارت من علامات الحياة اليومية والموسمية علي كوكب الأرض طيلة العامين الأخيرين علي وجه الخصوص. حيث خسرت البشرية نتيجة الكوارث الطبيعية أكثر من 2 مليون شخص، أضف إليها وفاة أكثر من 5 ملايين شخص بسبب كورونا، أضف إلى ذلك خسائر للاقتصاد العالمي تعدت ال 3 تريليون دولار.

 

المناخ وأشياء أخرى

 

كانت أمريكا ترامب انسحبت من اتفاقية المناخ، اتفاق باريس. لعام 2015، ثم عاد بايدن إلي الاتفاق، ومع الحضور العالي إلا أن الآمال محدودة في اتخاذ إجراءات فعالة وعملية للحد من التدهور البيئي. أقصى ما يطمح إليه الحاضرون، عبر عن ذلك بوريس جونسون، الحفاظ علي الارتفاع الحالي ومقداره درجتان مئويتان. كانت لمصر كلمة فاصلة في هذا السياق، وهو دعم القارة الأفريقية بالمليارات، لكن الغرب تقاعس وتململ وضرب عرض الحائط بقرارت ثورية سابقة.

 

ولأنها قمة الأغنياء فإن المناخ ليس القضية الوحيدة، بل هنالك قضايا الأمن النووى والتفاوض مع إيران، وهناك قضايا ليبيا والسودان وأفغانستان.. وقضية الديون، والتضخم المالي الرهيب الذي يضرب الاقتصاد العالمي حاليا، والنقص الواضح في إنتاج السلع والمواد الغذائية بسبب أزمة الطاقة وارتفاع أسعارها المفاجئ.. مع كورونا.. بعد نهاية هذا المؤتمر، سيتوجه اليوم أيضا المجتمعون إلى مدينة جلاسجو البريطانية لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي cop 26، بحضور ١٩٧دولة.

 

يجتمعون، يعبرون عن المخاوف، ثم ينفضون، بينما درجات الحرارة تواصل الارتفاع .. ويذوب الجليد في القطبين.. ويرتفع بالفعل منسوب المياه في المحيطات والبحار.. وتبدو مدن وقارات ساحلية مرشحة للاختفاء. سبقت هذه القمة خمس وعشرون قبلها وستخلفها خمسون بعدها.. لكن الاجتماعات ستكون تحت الماء !

الجريدة الرسمية