رئيس التحرير
عصام كامل

البرهان: مهدنا الطريق لتولي حمدوك رئاسة الحكومة المقبلة بالسودان

حمدوك والبرهان
حمدوك والبرهان

قال القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان: إن رئيس الوزراء المُقال، عبد الله حمدوك ما زال مرشحًا لرئاسة الحكومة المقبلة.

وقال "البرهان" خلال لقاء مع حركة ثوار ديسمبر المستقلين، نقله التلفزيون السوداني: "حمدوك مرحب به ونقول له لقد مهدنا لك الطريق"، لافتًا إلى أن "هناك مفاوضات مستمرة مع حمدوك ونعرض عليه أن يستكمل معنا المشوار".

وأضاف البرهان: أخبرت حمدوك أن نخرج معًا لنقوم بما قمنا به مؤخرًا لكن قوى سياسية عطلت الاتفاق الثنائي معه، لافتًا إلى أن "حمدوك حاول الإصلاح عبر مبادرته لكن بعض القوى السياسية منعت جهود إنجاحها".

وتعهد البرهان باختيار رئيس وزراء مستقل وأن المشاورات جارية بهذا الشأن، مضيفًا أنه "في عشرة أيام سنستكمل تشكيل مؤسسات الدولة وبمشاركة الجميع دون اصطفافات حزبية".

وتابع القائد العام للجيش السوداني: "القوى السياسية تصارعت من أجل المكاسب السياسية والمناصب السيادية"، لافتًا إلى أنه "تحدث مع رؤساء الأحزاب في السودان لكن كانوا يبحثون عن "المصالح الشخصية".

ولفت البرهان إلى أنه "على مدار عامين فشلت الفترة الانتقالية في حل القضايا العالقة كتشكيل البرلمان والمحكمة الدستورية".

 

قائد الجيش السوداني 

​وأعلن قائد الجيش السوداني قبل أيام فرض حالة الطوارئ في البلاد وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، متهمًا المكون المدني في السلطة بالتآمر والتحريض على الجيش.

ووصف مسؤولون في الحكومة وهيئات مدنية سودانية خطوات البرهان بالانقلاب العسكري، بينما اعتبرها الأخير تصحيحًا للمسار الانتقالي.

وعلى صعيد آخر كشف دبلوماسيون أخطر الدقائق التي عاشها السودان، قبل إعلان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قراراته المصيرية بشأن الحكومة الانتقالية، وإلغاء مجلس السيادة والوزراء.

قال دبلوماسيون لوكالة "رويترز": إنه قبل ساعات من تحرك الجيش السوداني، حذَّر المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، كبير جنرالات البلاد من اتخاذ أي خطوات ضد المكون المدني في مجلس السيادة.

 

تحذيرات جيفري فيلتمان

وكان جيفري فيلتمان، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن إلى القرن الأفريقي، قد توجه إلى الخرطوم يوم 25 أكتوبر 2021، مع تزايد المخاوف من أن العملية الانتقالية تواجه مشاكل بسبب تصاعد التوتر بين العسكريين والمدنيين.

 

وتابعت "رويترز" نقلًا عن مصادرها، لكن بدلًا من التمسك بهذا التحذير، فعل الجيش العكس تمامًا، بناءً على خطة للسيطرة على البلاد، وقال دبلوماسيان وثلاثة مصادر رسمية سودانية إن الخطة وُضعت خلال الأسابيع الماضية.

 

وتابعت المصادر، أنه بعد أن غادر جيفري فيلتمان، قام جنود يرتدون الزي الرسمي بتجميع الحكومة المدنية في حملة اعتقالات قبل الفجر، قبل أن يعلن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حل الحكومة.

 

إقناع حمدوك 

وأشارت المصادر، إلى أنه حتى اللحظة الأخيرة، كان الجيش يأمل في إقناع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بإقالة حكومته حتى يتمكنوا من السيطرة على العملية الانتقالية دون استخدام القوة مع إبقائه في منصبه، إلا أن رئيس الوزراء الأخير رفض التعاون مع المؤسسة العسكرية.

 

ويعكس قرار تجاهل تحذيرات الولايات المتحدة – التي ألقت بثقلها الدبلوماسي والمالي وراء عملية الانتقال – والمضي قدمًا فيما وصفه أحد الدبلوماسيين والمصادر السودانية المطلعة على الأمر بأنه "خطة بديلة" بدون حمدوك، المخاطر التي يواجهها الجيش، والتي يقول المحللون إنها ترى مخاطر متزايدة من استمرار الحكم المدني.

 

وفي اجتماعه الأخير مع برهان، قال أحد الدبلوماسيين الذين اطلعوا على الاجتماع، رافضًا الكشف عن هُويته: إن فيلتمان وضع برهان تحت ضغط كبير لعدم القيام بأي شيء ضد الحكومة، لتخفيف التصعيد.

 

وتابع: لكن البرهان تعرض أيضا لضغوط من فصائل في الجيش لاتخاذ خط متشدد مع المدنيين، بحسب الدبلوماسي، وقال: خلال اجتماع مغلق بين الجنرالات، قرروا اتباع "الخطة ب"، وكانت هذه هي الفرصة الأخيرة لحمل حمدوك على المشاركة.

 

وجاءت زيارة فيلتمان بعد أسابيع من التصعيد وعلامات على تعميق الانقسامات، سواء بين المدنيين أو الجيش أو داخل الجيش.

 

تسلسل الأحداث

ومنعت احتجاجات مجموعة قبلية، الواردات الأساسية في ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد، ووصلت الأمور إلى ذروتها بعد 21 سبتمبر، عندما قالت السلطات إنها أحبطت مؤامرة انقلاب منسوبة إلى فصائل عسكرية متمردة وموالين للبشير.

 

وفي 16 أكتوبر، بدأت الجماعات المتمردة والأحزاب المتحالفة مع الجيش اعتصاما في الخرطوم، ودعت الجيش إلى حل الحكومة، وردًّا على ذلك نظَّم معارضو استيلاء الجيش على السلطة مسيرات ضخمة يوم 21 اكتوبر.

 

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان فولكر بيرتس، إنه اجتمع مع زعيم عسكري من المجلس السيادي وأنهما بحثَا إمكانية إجراء حوار بقيادة الأمم المتحدة.

 

وأضاف: "كما أشار إلى أن الجيش قد يتحرك بالطبع، وحذرت بشدة من القيام بذلك".

 

الاجتماع الأخير

وقال آدم حريكة، المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء: إن حمدوك كان لا يزال يجتمع مع برهان في مقر قيادة الجيش في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد الماضي، قبل ساعات من وضعه قيد الإقامة الجبرية.

 

ورفض حمدوك حل الحكومة دون عملية سياسية، حسبما قالت "حريكة" لرويترز.

 

وقال البرهان للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي: إنه ناقش مع فيلتمان الانقسامات السياسية التي "تهدد أمن البلاد"، وأنه عرض على حمدوك عدة خيارات لحل الأزمة.

 

بيان مجلس الأمن

وطالب مجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، بعودة الحكومة المدنية في السودان التي أطاح بها العسكريون مطلع الأسبوع الجاري.

 

وتبنى مجلس الأمن بالإجماع بيانا أعرب فيه عن بالغ قلقه -مطلب روسي- إزاء التحرك العسكري الذي شهده السودان مؤخرًا.

 

وينص البيان على أن أعضاء المجلس "يدعون السلطات العسكرية في السودان إلى استئناف عمل الحكومة المدنية المدارة من قبل مدنيين بناءً على أساس الوثيقة الدستورية وغيرها من الوثائق الأساسية الخاصة بالفترة الانتقالية".

الجريدة الرسمية