رئيس التحرير
عصام كامل

من البالطو الأبيض إلى البدلة الزرقاء.. القصة الكاملة لتحول حياة المتهمين بواقعة السجود للكلب

واقعة السجود لكلب
واقعة السجود لكلب

بعد أن قضت المحكمة الاقتصادية في القاهرة، اليوم السبت، بحبس المتهمين الثلاثة بالتنمر على ممرض ومطالبته بالسجود إلي كلب، سنتين وغرامة ١٠٠ ألف جنيه، تستعرض "فيتو" القصة الكاملة للواقعة المعروفة إعلاميا بواقعة "السجود للكلب".

 

وكانت البداية مع انتشار مقطع فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي في بداية شهر سبتمبر الماضي، أظهر تنمر الطبيب عمرو خيري ومتهمين آخرين (طبيب وموظف)، علي ممرض ومطالبته خلال المقطع بالسجود لكلب.


تدخل النائب العام

وتدخل المستشار حمادة الصاوي النائب العام، عقب انتشار مقطع الفيديو مباشرةً، وأمر بالتحقيق العاجل في الواقعة، ثم إصداره أوامر بحبس طبيب وموظف بمستشفى خاصّ أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار طبيب آخر؛ لاتهامهم بالتنمر على ممرض بالمستشفى -ممَّن لهم سلطة عليه- بالقول واستعراض القوة قِبَله وسيطرتهم عليه واستغلالهم ضعفه؛ بقصد وضعه موضع السخرية والحطّ من شأنه في محيطه الاجتماعي، فضلًا عن استغلالهم الدين في الترويج لأفكارٍ متطرفة بقصد إثارة الفتنة وازدراء أحد الأديان السماوية، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، ونشرهم عن طريق الشبكة المعلوماتية وبإحدى وسائل تقنية المعلومات تصويرًا مرئيًّا ينتهك خصوصية الممرض المجني عليه دون رضاه، واستخدامهم موقعًا وحسابًا خاصًّا على الشبكة المعلوماتية بهدف ارتكاب تلك الجرائم.

 

ضبط المتهمين
 

ووقفت النيابة العامة على المستشفى المصوَّر فيه الواقعة، فاستعلمت عن أطرافها، وكلَّفت جهات الشرطة بالتحري وصولًا لملابساتها، فأسفرَ الاستعلامُ والتحري عن تحديد مرتكبي الجريمة الثلاثة؛ طبيبين وموظف بالمستشفى، وسألت «النيابة العامة» المجني عليه فشهد بتفصيلات ما تَعرَّض له من تعدٍّ على نحوِ ما ظهَرَ بالمقطع المتداول، مستغلين ما لهم من سلطة وظيفية عليه، موضحًا أن التصوير المتداول الْتُقط دون عِلمه أو رضاه مُبديًا تضرره من نشره، وما حاق به من تداوله بين أهل بيته وقريته.

 

وأمرت النيابة العامة بضبط المتهمين، فأُلقي القبض على الطبيب والموظف الظاهريْنِ بالتصوير وباستجوابهما أنكرا ما نُسب إليهما، وتوافقت أقوالهما مع ما شهد به المجني عليه في التحقيقات، وبرَّرا ما ظهر في التصوير باعتياد تقبُّل المجني عليه المزاحَ منهما ومن المتهم الهارب الذي صَوَّر المقطع، على نحو ما تُدوول، وهو ما أنكره المجني عليه من قَبوله هذا المزاح أو رضاه به، مدعيين تصريح المتهم الأخير لهما ولآخرين باختراق حسابه على تطبيق التواصل الرقمي «WhatsApp» منكرين علمهما بكيفية نشر المقطع المتداول، بينما أقرَّا بصحة ما حواه التصوير وصحة ظهورهما فيه.


كواليس أولى جلسات المحاكمة

وفي ١٨ سبتمبر، شهدت المحكمة في أولى جلسات المحاكمة حضور المتهمين مرتدين ملابس السجن البيضاء، كما حضر المجني عليه يسانده عدد من أقاربه إلى الجلسة.


وبدأت الجلسة في تمام الساعة الثانية عشر ظهرًا وأعلن محامي الممرض عن رفض موكله التام لأي محاولات للصلح، مؤكدا ثقته في نزاهة القضاء المصري وطالب بتعويض قيمي يقدر ب مليون جنيه عن الأضرار التي تعرض لها موكله.  


كما ظهرت علامات الإرهاق والحزن على ملامح الممرض ضحية واقعة السجود للكلب، كما أكد في تصريحات خاصة لـ "فيتو" أنه يثق في نزاهة القضاء المصري وأن لن يتنازل عن حقه ولن يقبل بأي محاولات للتصالح نهائيا.


كواليس الجلسة الثانية

وفي يوم ٢٥ سبتمبر الماضي، وصل "الطبيب عمرو خيري" والمتهمين الاخرين إلي المحكمة الاقتصادية في القاهرة، لحضور ثاني جلسات محاكمتهم، وأكد محامي الممرض ضحية واقعة فيديو السجود للكلب في تصريحات خاصة لـ فيتو، آنذاك أن موكله سيتخلف عن حضور ثاني جلسات محاكمة المتهمين بإهانته.

 

وطالب دفاع المتهم الرئيسي "الطبيب عمرو خيري"، المحكمة خلال الجلسة بفحص مقطع الفيديو الذي أظهر الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فنيا.


كما تقدم دفاع الطبيب بطلب للمحكمة، لمعرفة المسئول عن نشر مقطع الفيديو المصور والذي أظهر واقعة السجود للكلب على مواقع التواصل الاجتماعي.


فيما أشار دفاع الطبيب الثاني المتهم في نفس القضية إلي أن مقطع الفيديو كان عبارة عن "مزاح" ولم يقصد موكله التنمر علي الممرض.


من جانبهم، شدد دفاع الممرض ضحية التنمر، علي ضرورة توقيع أقصى عقوبة ممكنة على المتهمين وعدم الرأفة بهم، منددا ببشاعة الواقعة، كما استشهدوا بآيات قرآنية من سورة البقرة تندد بمثل هذه الأفعال.


وشهدت الجلسة الثانية من محاكمة الطبيب المتهم بإهانة ممرض والتنمر عليه في الواقعة المعروفة إعلاميا بـ "السجود لكلب"، حضور محامي عن قرية القلج بلدة الممرض، واتهم الطبيب عمرو خيري بإهانة أهالي قرية "القلج" إحدي قري مركز الخانكة التابع لمحافظة القليوبية، ووصفهم بلفظ نابي وطالب بحق أهل بلدته.


واتخذت المحكمة آنذاك قرارها بتأجيل محاكمة المتهمين إلي جلسة اليوم السبت الموافق ٩ أكتوبر.

الجريدة الرسمية