رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم العالي تطيح بطلاب الثانوية البريطانية لصالح الوافدين

يوما بعد يوم تعلو أصوات استغاثات طلبة الثانوية البريطانية IGCSE وأولياء أمورهم بعد أن اتضحت الصورة كاملة في السبب وراء الإطاحة بأبنائهم خارج كليات القمة من الطب والهندسة برغم حصولهم علي مجاميع مرتفعة جدا.

ولأن ربنا سبحانه وتعالي عرفوه بالعقل.. فلا يمكن لأحد أن  يعقل أن يكون الحد الأدني لدخول كلية الطب هو 100 %. أما الطالب الحاصل علي 99.5 % يدخل جامعة خاصة أو أهلية طبقا لنصيحة معالي الدكتور خالد عبد الغفار لهم خلال مداخلة تليفزيونية! 

 

 أولياء الأمور الذين دفعوا دم قلبهم في تعليم أولادهم أرقي تعليم في مصر يتساءلون في حيرة.. لماذا قامت وزارة التعليم العالي ومكتب التنسيق بغلق أبواب كليات القمة أمام أولادهم ومنعتهم من الالتحاق بها.. وبالتالي منعهم من الالتحاق حتي بنظام الدراسة بالساعات المعتمدة (الكريديت) بمصروفات؟؟ وتلاه السؤال البديهي الذي طرأ علي أذهان أولياء الأمور هو: إذا كان أولادنا قد حرموا من الالتحاق بنظام الساعات المعتمدة  فمن هم الطلاب الذين  التحقوا بنظام الساعات المعتمدة مكان أبنائهم؟

 

 

ببساطة.. لقد  تمت التضحية بطلبة IG ومنعهم من دخول الجامعات الحكومية حتي تذهب أماكنهم للطلاب الوافدين الذين يلتحقون بمجاميع متدنية تقترب من 70%.. وتم سد المنافذ أمام طلاب الثانوية البريطانية IG للالتحاق بالجامعات الحكومية برغم حقهم القانوني والدستوري حتي لا يجدوا أمامهم طريقا لدراسة ما يرغبون فيه سوي الجامعات الخاصة والأهلية !

 

أي أن الآية انقلبت لتصبح الجامعات المصرية الحكومية ذات المستوي العلمي الراقي من حق الوافدين الأضعف دراسيا وبمصروفات قليلة.. أما أبناء البلد المتفوقون فيدرسون في الجامعات الخاصة التجارية ذات المستوي العلمي المتواضع وبمصروفات عالية جدا !!

 

أبناء مصر أولى بجامعاتها

 

معالي الدكتور وزير التعليم العالي.. نعلم أنه توجد مبادرة لإخواننا في الدول العربية لكي يدرسوا ويتعلموا في مصر.. أهلا وسهلا بهم.. وإنما ليكن ذلك في الجامعات الخاصة والأهلية، وهؤلاء لن يمثل لهم مسمي الجامعة أي فارق، نعم.. هذا هو المنطق، وهذا هو العدل. وأبناء مصر المتميزين والمتفوقين أولي بجامعاتهم العريقة التي بناها الشعب من أمواله لتعليم أبنائه وليس لتعليم أبناء دول أخري.

 

وحتي وإن كانت الحجة بأن أعداد الناجحين والمجاميع زادت عن كل عام نتيجة دفعة كورونا المؤجلة أو نتيجة ضم دفعة g11 (ثانية ثانوي) مع  g12  للتقديم للجامعات فهذا ليس ذنب الطلاب ولا قرارتهم. وإنما المجلس الأعلي للجامعات ووزارة التعليم العالي بإمكانها تعديل أعداد المقبولين بالجامعات لاستيعاب هذه الزيادة حتي لا تحدث طفرة جنونية بالتنسيق وقد تم ذلك أكثر من مرة عند زيادة أعداد الثانوية العامة وارتفاع نسب المجموع.

 

يا معالي وزير التعليم العالي.. إن المناصب زائلة.. والكراسي التي تجلسون عليها اليوم لن تكون لكم غدا.. ولن يبقي من أي مسئول سوي سيرته العطرة وقراراته العادلة المنصفة.. أو سيرة ملعونة وذكري سيئة بسبب قراراته الظالمة التي أضرت بمستقبل أبنائنا.. فاختر ما يليق باسمك ومكانتك. ولن يلومكم أحدا علي وقوفكم مع طلاب متفوقين ومتميزين علميا يحملون شهادة عالمية.

 

إن أعداد الناجحين من ig  ليست هي المشكلة ولا إرتفاع تقديراتهم هي المشكلة.. ولا يمكن التعلل بذلك.. ولكن أماكنهم في الجامعات الحكومية تم حرمانهم منها.. لصالح الطلاب الوافدين.. تلك هي المشكلة بكل بساطة.

وعلي من خلق المشكلة حلها.. وهو قادر علي ذلك ولن يعدم الحيلة  سواء بإعادة التنسيق مروة أخري مع تنسيق الأمريكان المؤجل.. أو فتح التقديم للدراسة بنظام الساعات المعتمدة مباشرة طبقا لمجاميع التنسيق بالسنوات السابقة.. من أجل إنقاذ فئه المتفوقين من أبناء مصر وقع عليهم ظلما بينا.

الجريدة الرسمية