رئيس التحرير
عصام كامل

«20 شهرا وبعدين احكموا».. طالبان تطلب من المجتمع الدولي مهلة قبل تقييمها

أفغانستان
أفغانستان

طالبت حركة "طالبان" التي استولت على السلطة في أفغانستان المجتمع الدولي منحها مهلة 20 شهرا قبل تقييم نتائج حكمها.

ونقل عضو لجنة الثقافة في "طالبان"، إنعام الله سمنكاني، على حسابه في "تويتر" اليوم الجمعة عن وزير الاقتصاد في الحكومة الأفغانية الجديدة التي شكلتها الحركة، قاري دين محمد حنيف، قوله: "لا نطلب من العالم مساعدتنا أو التعاون معنا، كما فعل النظام السابق. ساعد المجتمع الدولي السلطات السابقة على مدى 20 عاما غير أنها فشلت على أي حال. ليمنحنا العالم 20 شهرا قبل الحكم فيما إذا كنا نجحنا أم لا".

وقدمت "طالبان" لدى استيلائها على الحكم في أغسطس وعودا طموحة منها تشكيل حكومة تمثيلية شاملة واحترام حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة ومحاربة الإرهاب، غير أن ذلك لم يؤد إلى تبديد مخاوف المجتمع الدولي إزاء مستقبل البلاد تحت إدارة الحركة المتطرفة.

في أول تعليق من قبل الإدارة الأمريكية ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، خطط طالبان بأعمال أحكام قطع الأطراف وعقوبات الإعدام في أفغانستان.

حركة طالبان

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، إن واشنطن تندد بأشد العبارات بتصريحات لمسؤول في حركة طالبان قال فيها إن الحركة ستعيد العمل بالإعدام وقطع الأطراف كعقوبات في أفغانستان.

وأضاف برايس، ردا على تصريحات الملا نور الدين ترابي القيادي في الحركة لوكالة أسوشيتد برس، إن تلك الأعمال ستشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان

في وقت سابق، قالت ميشيل باشليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنها تلقت تقارير موثوقة عن انتهاكات خطيرة من جانب طالبان في أفغانستان، بما في ذلك "إعدامات بإجراءات موجزة" للمدنيين وقوات الأمن الأفغانية الذين استسلموا.

وحسب "رويترز"، فلم تذكر باشليت تفاصيل عمليات القتل في خطابها أمام مجلس حقوق الإنسان، لكنها حثته على إنشاء آلية لمراقبة أعمال طالبان عن كثب.

وكان اعلن الملا نور الدين ترابي، أحد مؤسسي حركة "طالبان" وأبرز منفذي تفسيرها المتشدد عندما حكمت أفغانستان سابقًا، إن "طالبان" ستنفذ عقوبات الإعدام وبتر الأيدي، لكنها قد لا تفعل ذلك في العلن.

الملا نور الدين ترابي

ورفض الملا نور الدين ترابي في حديث إلى وكالة "أسوشيتد برس" الغضب حيال الإعدامات التي نفذتها "طالبان" في الماضي، والتي كانت أحيانا تحدث على مرأى ومسمع الحشود في ملاعب رياضية، وحذر العالم من الصدام مع حكام أفغانستان الجدد.

وقال من كابول: "الجميع انتقدنا لتنفيذ عقوبات في الملعب، لكننا لم نقل أبدا أي شيء بشأن قوانينهم وعقوباتهم".

وأضاف: "لا أحد سيخبرنا ما يجب أن تكون عليه قوانيننا. سنتبع الإسلام وسنضع قوانيننا بناء على القرآن"- على حد قوله-.

تطبيق الحكم المتشدد

ومنذ سيطرة "طالبان" على كابول في 15 أغسطس الماضي، يراقب الأفغان والعالم لمعرفة ما إذا كانوا سيعيدون تطبيق حكمهم المتشدد مثلما كان الأمر في أواخر التسعينات من القرن الماضي.

رؤية متشددة

وتشير تصريحات ترابي إلى أي مدى لا يزال قادة "طالبان" متمسكين برؤية متشددة، حتى بالرغم من تبنيهم أساليب التكنولوجيا وتغييراتها، كـ: الهواتف المحمولة والمقاطع المصورة.

وكان ترابي، الستيني، وزيرًا للعدل وكبير ما يطلق عليها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - أو الشرطة الدينية عمليًا - خلال الحكم السابق لـ"طالبان".

وعلى صعيد اخر خرج مئات الأفغان، في مظاهرة احتجاج في كابول، وذلك لمطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن مليارات الدولارات من احتياطيات البنك المركزي المحجوبة خارج أفغانستان، في الوقت الذي تجد فيه حكومة طالبان صعوبات في احتواء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

مليارات أفغانستان

وتأتي المظاهرة، التي جرى تنظيمها بشكل جيد ورُفعت فيها لافتات بعبارات مكتوبة باللغة الإنجليزية، في وقت يصعد فيه مسؤولو طالبان مطالب تسليم أكثر من تسعة مليارات من الاحتياطيات الأجنبية المتحفظ عليها في الخارج.

وكتب سهيل شاهين المتحدث باسم طالبان على تويتر عن المظاهرة، مؤكدا دعم الحكومة الجديدة للمتظاهرين ومطالبهم، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

وتزايدت الضغوط للإفراج عن أموال البنك المركزي مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي أعقبت انهيار الحكومة المدعومة من الغرب في الشهر الماضي، ما جعل الملايين يواجهون صعوبات في تحمل ارتفاع أسعار الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية.

الجريدة الرسمية