رئيس التحرير
عصام كامل

احتفت بها فرنسا واضطهدوها بمصر.. هل تسببت جرأة وجمال المناضلة درية شفيق في انتحارها؟

الصحفية المناضلة
الصحفية المناضلة درية شفيق

جريئة وشجاعة، صحفية ومناضلة مصرية ظهرت في وقت عز فيه الصحفيات، لديها فصاحة في اللسان من رائدات الحركة النسوية، من أوائل الفتيات اللاتى سافرن إلى باريس للدراسة والحصول على الدكتوراه في رسالتها عن حقوق المرأة في الإسلام، هي الصحفية المناضلة درية شفيق التى رحلت فى مثل هذا اليوم 20 سبتمبر 1975.

اعترف الأستاذ الفرنسي المناقش لرسالة درية شفيق وقال: "لقد نجحت فى تصحيح أفكارنا عن الإسلام ولك أن تعتبري نفسك المدافعة عن المرأة المسلمة عامة وعن المرأة المصرية خاصة".
عندما عادت درية شفيق إلى مصر رفض أحمد أمين وكان عميدا لكلية الآداب تعيينها لتدريس الفلسفة بالكلية بحجة أنه لا يمكنه تعيين امرأة جميلة للتدريس بالكلية. 

درية شفيق أثناء اعتصام نقابة الصحفيين 


اتجهت درية شفيق إلى العمل الاجتماعي في رحلة كفاح فى شوارع وحارات مصر فدعت لمحو الأمية فى حى بولاق الشعبي، كما شاركت في الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي بتكوين فرقة شبه عسكرية من النساء حملت السلاح أوائل الخمسينيات للمقاومة ضد وحدات الجيش الإنجليزي في قناة السويس كما نادت بحقوق المرأة السياسية.

حقوق المرأة السياسية 

في عام 1954 اعتصمت درية شفيق وزميلاتها بنقابة الصحفيين احتجاجا على تأسيس لجنة اعداد الدستور الجديد بعد الثورة دون أن تمثل فيه امرأة واحدة، وأضربن عن الطعام عشرة أيام، ووعدها اللواء محمد نجيب بأن يكفل الدستور الجديد حق المرأة السياسي في الانتخاب والترشيح، وهو ما تحقق فى أول انتخابات نيابية بعد الثورة، بدخول المرأة البرلمان وعلق اللواء نجيب على المظاهرة بقوله “إنها مظاهرة كان الهدف الأول والأخير منها هو دق الطبول حول بعض الأسماء الناعمة لكى تقفز إلى الصفحات الأولى فقط”.

وهاجمتها الصحافة لآرائها المعارضة وأطلقت عليها زعيمة المارون جلاسيه لوجودها ضمن مجموعة من سيدات الطبقة الراقية.. إلا أنها انتقدت سياسة عبد الناصر، واعتصمت بالسفارة الهندية وأعلنت الإضراب عن الطعام وأصيبت بإعياء شديد، ووصفتها الصحافة العالمية بالرجل الوحيد في مصر.

وكانت هذه معركتها الأخيرة حيث وضعتها أسرتها في عزلة جبرية لمدة 18 عاما انتهت بانتحارها من شرفة مسكنها بالزمالك،  تاركة وراءها العديد من المؤلفات كان أهمها كتاب باللغة الفرنسية بعنوان “إنني فى الجحيم” تقارن فيه بين جحيم دانتي في الكوميديا الإلهية وبين الجحيم الذي واجهته في حياتها.
 قانون الأحوال الشخصية 

هاجمت قانون الأحوال الشخصية المتعاقبة في مجلتها "بنت النيل"، وطالبت بتعديل القانون بأن يكون بإحالة الحضانة إلى الأم ما دامت صالحة مدى الحياة وذلك أخذا من رأى علمائنا المسلمين الذين يرون صلاحية الأم لهذه المهمة أكثر من غيرها.

بيت الطاعة بدعة 

كما طالبت بالنسبة للطلاق فيجب أن تعوض الزوجة إذا كان الطلاق دون رغبتها، أما بيت الطاعة فرأت انه  بدعة مستحدثة في الإسلام وهو سيف مسلط في يد الرجل يساوم به المرأة.

زواج وانفصال 

طلبها للزواج الصحفي أحمد الصاوي محمد وعقد القران في منزل هدى شعراوي بالإسكندرية بمهر 25 قرشا ومؤخر صداق 300 جنيه إلا أنه قبل الدخول بها اكتشفت أنه رجعيا يرى أن المرأة مكانها البيت فتم الطلاق قبل الدخول بها، ثم التقت في باريس بابن خالتها نور الدين رجائى الوسيم الذي يصغرها بسبع سنوات وتم الزواج وإنجاب ابنتين عزيزة وجيهان.

الجريدة الرسمية