رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يفكر جيل الوسط في هدم تنظيم الإخوان واستبداله بكيان جديد؟

شعار الإخوان
شعار الإخوان

منذ سنوات كان الإسلام عند الجماعة هو منهج الإخوان، صنم صنعوه وقدسوه لدرجة أن بعض قياداتهم قال «اللهم توفني على ‏منهج الإخوان»، ما خلق حالة من الغضب ضدهم حتى عن التيار الديني الذي يمثل نفسه فكرتهم، وبعض القيادات التاريخية ‏التي وقفت في معسكرهم أصبحت تدعو الآن لهدم التنظيم وشطبه من الحياة.‏

صدام الإخوان مع المجتمع 


صدام الإخوان مع الجميع، وإعادة العلاقات بين مصر وتركيا تدريجيا، دفع بعض القيادات الوسطى في التنظيم والهاربة ‏خارج البلاد مثل أحمد عبد العزيز، مستشار الرئيس خلال حكم الإخوان يدعو إلى عدم عبادة التنظيم وإيجاد فكرة بديلة ‏تناسب الواقع والحياة.  ‏


يقول عبد العزيز: يجب أن تكون ثوابت الإخوان هي ثوابت المسلمين وليس ثوابت الجماعة، والتنظيم ككيان من البديهي أن ‏يكون لها نظامها الأساسي، ولائحتها الداخلية، ورؤيتها ووسائلها، مع التسليم بأن هذا الكيان هو محض اجتهاد، كل ما فيه ‏قابل للتعديل والتطوير، والحذف، والإضافة، والاستجابة لمعطيات الواقع، في ضوء ثوابت الإسلام، لا في ضوء ثوابت ‏ابتدعها الأتباع. ‏


وأضاف: التمسك بما يسمى ثوابت الدعوة، وما هي بثوابت في الإسلام، حجر عثرة أمام أي تغيير أو تحديث أو تطوير تحتمه ‏الظروف، وهذا يضر ولا ينفع، ويخصم من قدرة الإخوان المسلمين على المساهمة في عمل وحدة المسلمين، وهو هدف ‏لايجب أن نلزم الناس لتحقيقه بأن يكونوا تحت راية الإخوان. ‏


إبراهيم ربيع، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، والقيادي السابق بالجماعة يحذر من الاستجابة لتسويق هذه ‏الأفكار، مؤكدا أن الإخوان ما زالت تسعى بلا كلل إلى ‏اختراق مؤسسات الدولة أملا في السيطرة عليها، ومن ثم كل محاولة ‏لمغازلة الدولة حاليا لا يعني أن هناك تفكير جدي في تجديد الفكر والمنهج، بل هم يجددون الحيل والأساليب التي أصبحت ‏معروفة عن ظهر قلب، لكن المبادئ واحدة ولن يستطيعوا الخروج عنها. ‏


أجنحة التنظيم ‏


أوضح ربيع أن التنظيم الإخواني يسير بجناحين الأول سياسي حركي ويسعى للسيطرة على مؤسسات الدولة، بكل الطرق ‏الممكنة، ‏ويجند ذلك جيوش كاملة من إعلام ولجان إلكترونية وخلايا نائمة.‏

ولفت إلى أن الجناح الثاني سلفي تراثي يسعى للسيطرة على عقول ومؤسسات المجتمع، مضيفا: التيار السلفي هو أحد ‏أجنحة التنظيم ويعمل لصالحه، وقد يكون طريقه لاختراق المجتمع من خلاله بعد هدم صوري للتنظيم وبعد التمكين يكون لهم ‏حديث آخر. ‏
 

الجريدة الرسمية