رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يستغل الإخوان صراعات الإسلاميين لترجيح كفتهم؟ ‏

إبراهيم منير ومحمود
إبراهيم منير ومحمود حسين

على مدار سنوات طويلة والإخوان  يعرفون جيدا كيفية التلاعب بتناقضات الأنظمة العربية والاستفادة والتربح من أزمات ‏الفقر والبطالة والفساد لترويج أسطورة مشروعهم «الخلافة» والمثالية الأخلاقية التي عندما تفرض على المجتمع تنتهي ‏كل أزماته، ولكن وجودهم على رأس السلطة كشف عن الأحلام الخادعة لهذا المشروع، فلا هم مثاليون ولا المجتمعات ‏كذلك.‏


تناقضات الإسلاميين ‏


تلاعب الإخوان بجميع المتناقضات في المجتمعات العربية لم يتوقف عند الإسلاميين، بل استغلوا صراعاتهم وصداماتهم واختلاف مدارسهم وخطاب ‏بعضهم العنيف تجاه المجتمعات ليستغلوها في التخويف منهم، فلا أمل للوسطية إلا الإخوان، وإلا فالبديل أصعب وأكثر ‏تشددا.  ‏


استندت الإخوان إلى أراء معلنة للسلفية الجهادية، أعلنت العداء لها وممارستها وقبولها بالديمقراطية، التي لاتتفق مع ثوابتها ‏الدينية المتشددة، وعلى نفس المنوال سارت المجموعات سلفية التي تميل للأفكار الجهادية والتكفيرية، التي حاول بعضها تأسيس ‏أجنحة له في مصر مع صعود الإسلاميين للحكم مثل جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي راح ضحيتها شاب ‏بالسويس عام 2012. ‏


يقول رضوان السيد، الكاتب والمفكر، أن الإخوان كانوا يستغلون كل هذه الظواهر ليضعوا كل الأعباء على عاتق الدولة ‏الوطنية، مؤكدا أن انكشاف أوراق هذا التنظيم توضح جيدا ما هي مهمة الدولة الوطنية في عالمنا.‏


مهمة الدولة الوطنية ‏


أضاف: مهمة الدولة الوطنية حسن إدارة الشأن العام، فالدين لا يملك مهام سياسية، ولاحملة الدين بإمكانهم العمل في ‏السياسة، موضحا أن الإسلاميين نجحوا شعبيًا في بلدان العالم الإسلامي للأسباب سالفة الذكر التي عانت منها الدول ‏الوطنية.‏


تابع: هناك الآن وعي بارز بالشأن العام والصالح العام، واستغلال الدين لم يعد ممكنًا، ولا الإثارة السياسية باسمه قابلة ‏للنجاح، حيثأصبحت الشعوب ترفض الساسة المستفيدين من التوترات الدينية والراغبين في تحقيق أحلامهم باسم الدين.‏


لفت السيد إلى أن الثورة على الدولة الوطنية باسم الدين لم يعد مقبولا لدى الشارع مرة آخرى بعد المعاناة التي عاشتها ‏الشعوب من جراء مهازل الإسلاميين، موضحا أن التجربة في المنطقة تؤكدا أن هناك احتضان متبادل بين الدولة الوطنية ‏والدين دون أن يصبح الأخير عُرضة للاستغلال بعد أن اتضح للجميع أن التلاعب بالدين سبب لتأزم التجربة السياسية، ‏والفشل في إدارة الشأن العام.‏


واختتم حديثه قائلا: أصبح الشرق وربما لأول مرة شديد الحساسية ضد الإسلاميين بسبب أحداث العقود الأخيرة، ولهذا فانتظام الدولة ‏الوطنية واستقرارها وقوتها وتحريرها من تسييس الدين، ينعكس لصالح المجتمع والدين نفسه على حد قوله. ‏
 

الجريدة الرسمية