رئيس التحرير
عصام كامل

باحث: التخلص من الإسلاميين ليس هينا.. والحل حصارهم فكريا وقانونيا ‏

 التيارات الدينية
التيارات الدينية

قال سامح عسكر، الكاتب والباحث إن التخلص من نفوذ الجماعات والإسلاميين ليس بالأمر الهين، موضحا أن هذا النفوذ ‏مبني على قواعد عالمية وأجواء صراع مذهبي وقومي لا ينتهي، وأجمل الباحث عددا من النقاط في كيفية إنهاء قبضة ‏الإسلاميين على المجتمعات العربية.‏

الرأسمالية المتوحشة 


ولفت عسكر إلى خطورة ما أسماها الرأسمالية المتوحشة التي صدرها الغرب بعد انتصاره في الحرب العالمية الثانية، ‏وكانت دول في المنطقة ذراعا لهذا النفوذ الرأسمالي في تشكيل قناعات الشعوب، لافتا إلى أن الصراع الديني والقومي في ‏الشرق الأوسط، خلق أجواء انتعاش لهذه الجماعات مما ساهم في قبولها اجتماعيا وسياسيا معا.‏


تابع: تم تعزيز هذا الصراع بعد سقوط الحكم الشيوعي ونهاية الحرب الباردة بالدمج بين مصالح الرأسمالية ومصالح تلك ‏الجماعات، وهذا له جذور قديمة بتكفير الشيوعية وشيطنتها في المجتمع طوال القرن العشرين.‏


ولفت الباحث إلى أن العرب لم يتملكوا نموذجا وقدوة صالحة للحكم يمكنها التغيير، فوقعوا فريسة للجماعات التي أقنعتهم ‏بالبديل، واستغلت الجماعات هذه الفجوة في الانتشار اجتماعيا وثقافيا بالسيطرة على التعليم والمنابر، مردفا: أصبح لدى ‏الجماعات سلاحين في منتهى القوة، الأول حق تمثيل الدين والثقافة والدولة، والثاني هو المال من عدة موارد.‏

وتابع: دعمهم دول بجانب التبرعات التي كانت تأتي لهم تحت بند "خدمة قضايا الأمة" فأقاموا مشاريع دراسية وتجارية كما ‏حدث في أواخر السبعينات مثلا من صعود كبير لشركات توظيف الأموال وينتهي الآن باحتكار شبه تام للإسلاميين ‏والمحافظين على التعليم وخصوصا التعليم الخاص.‏


وأضاف: تم ضخ الأموال في الصحف وشراء كتاب وأقلام كثيرة، وتم تخصيص مساحات لزعماء الإسلام السياسي في الكتابة ‏بالصحف القومية الكبرى، الأمر الذي شكل ذراعا اجتماعيا مع الفتاوى الدينية للجماعات، لافتا إلى أن الكثير من المثقفين ‏انتبهوا لخطورة هذا التغول مثل الشاعر جمال الغيطاني الذي هاجم احتكار الإسلاميين لثقافة المصريين. ‏


واختتم: علاج هذه الظواهر يكمن في الدولة المدنية والفصل بين الدين والدولة، لعزل هذه الجماعات عن مصالح المجتمع، ‏ومنعهم من غسل أدمغة العوام وتخريب الثقافة الشعبية، مما يؤدي لحصارهم فكريا، موضحا أن الكثير من القوانين خدمت ‏التشدد الأصولي للجماعات ومثلت مصلحة مزدوجة معهم لتلقى الاستحسان من رجل الشارع، لافتا إلى أهمية تثقيف ‏المجتمع بأن مصالح الدولة العليا فقط هي الحَكَم. ‏

الجريدة الرسمية