رئيس التحرير
عصام كامل

الحكم أو الموت !

قال الرئيس البرازيلى جابير بولسو نارو إنه أمامه ثلاثة اختيارات.. الحكم أو الموت أو السجن مشيرا إلى أن خيار السجن غير وارد بالنسبة له لأنه لن يقبل بأى تهديد.. أى أنه متمسك بالحكم مادام على قيد الحياة ولن يمنعه عنه إلا الموت فقط.. وهذا المنطق ساد فى منطقتنا ردحا طويلا من الزمن، حيث الحكام لا يتركون الحكم إلا بالموت، وبذلك فان تداول السلطة مرهون بوفاة الحكام فقط.. وقد شاهدنا رئيسا فى بلد لا يريد ترك الحكم رغم أنه صار قعيدا ولا يقدر على الحركة الطبيعية.. وشاهدنا أيضا ملوكا وأمراء يحتفظون بالحكم رغم وقوعهم فى أسر أمراض تمنعهم من القيام بمهام هذا الحكم.

 

 

وهذه المعضلة وجدت الدول الغربية حلا لها من خلال تحديد الفترات الزمنية لرؤسائها أو رؤساء حكوماتها.. وذلك بالنص فى دساتيرها على ألا يتجاوز كل رئيس فترتين فقط.. غير أن بين هذه الدول الغربية وجدت دول لا تضع سقفا لزمن الحكم فيها، مثل ألمانيا التى قررت المستشارة ميركل أن تترك الحكم بإرادتها الشخصية.. ولا تقيد إسرائيل أيضا حق أحد فى الاستمرار بالحكم للأبد مادام يفوز حزبه فى الانتخابات ويقدر على تكوين ائتلافات حزبية برلمانية تساعده فى تشكيل الحكومة، وهذا ما فعله بنيامين نتنياهو الذى تشبث بالحكم بقوة ليحمى نفسه من السجن الذى يهدده بسبب تورطه فى قضايا فساد.

 

وهكذا السلطة شديدة الإغراء ولذلك عادة لا يتم التفريط فيها بسهولة، وقد رأينا كيف انخرط الإخوان فى عنف واسع بالبلاد حينما تمت الإطاحة بهم من السلطة.. ولا يستثنى من ذلك حتى البلاد التى تضع سقفا زمنيا لسنوات الحكم.. حتى الولايات المتحدة التى تفعل ذلك فإن كل حزب من الحزبين الذين يتم فقط تداول السلطة بينهما، وهما الحزب الجمهورى والحزب الديمقراطي، يخوض دوما صراعا شرسا للاحتفاظ بالسلطة.

الجريدة الرسمية