رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب سقوط كابول وعودة طالبان.. الانسحاب الفوضوي أبرزها

أسباب سقوط كابول
أسباب سقوط كابول وعودة طالبان

وصف ضابط أمريكي كبير سيطرة حركة "طالبان"، (المحظورة في روسيا)، على العاصمة الأفغانية كابول، بـ "النهاية المؤلمة"، في إشارة إلى نهاية الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان، بعد نحو عقدين من الحرب التي راح ضحيتها الآلاف ووصلت تكلفتها إلى آلاف المليارات من الدولارات.

حرب مرهقة 

قال الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، الذي شارك في حرب أفغانستان لنحو عقد من الزمان، إن الشعب الأمريكي أراد تلك الحرب المرهقة أن تنتهي وطالب بذلك خلال حكم العديد من الرؤساء الأمريكيين.

وتابع ستافريديس، الذي كان يشغل منصب قائد القيادة العليا لحلف شمالي الأطلسي "الناتو": "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أرادت أن تنهي المشكلة فتسببت في حدوث نزيف لشرف أمريكا وقتلت آمال وأحلام مواطنين أفغان خاصة النساء والفتيات"، حسبما ذكر في مقال نشرته مجلة "تايم" الأمريكية.

 

كيف سقطت كابول؟

تحدث الضابط الأمريكي الكبير عن رحلته إلى أفغانستان، التي بدأت في الـ 11 من سبتمبر عام 2001، عندما رأي طائرة "بوينج 757" التي اصطدمت بالمبنى، الذي كان يعمل به.

 

وبعد ذلك بدأت رحلته مع الحرب على الإرهاب بفرقة خاصة من العسكريين الذين كانت مهمتهم تندرج ضمن تلك الحرب العالمية، مشيرا إلى أنه عمل في العديد من المهام بعدها حتى أصبح مسؤولا عن مهام استراتيجية بشأن أفغانستان، عندما كان يتولى منصب القيادة العليا لحلف "الناتو".

 

الحروب الأبدية

يقول الضابط الأمريكي إنه بدأ رحلته عام 2001 مع ما أصبح يطلق عليها لاحقا "الحروب الأبدية"، التي بدأت في أفغانستان ووصلت إلى العراق، حتى تقاعد عام 2013.

 

"أحدثت تلك الحروب تغييرا كبيرا في الجيش الأمريكي"، مضيفا: "أشاهد الآن الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان وسقوط كابول بحزن شديد".

 

ما هي حصيلة حرب أفغانستان؟

يقول الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، إن تلك الحرب راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف جندي من القوات الأمريكية وقوات الحلفاء، وتسببت في إصابات كبيرة لعشرت الآلاف من الجنود، بينما وصلت نفقاتها إلى آلاف المليارات من الدولارات.

وتابع: "مئات الآلاف من الأفغان راحوا ضحايا لتلك الحرب ما بين قتيل وجريح".

هل تستحق حرب أفغانستان هذا الثمن؟

يقول القائد السابق بـ "الناتو": "كل حرب ينتج عنها إهدار للوقت والمال والدماء"، مضيفا: "لكني أعتقد أننا ذهبنا إلى أفغانستان ردا على هجمات الـ 11 من سبتمبر ودافعنا عن أمريكا عندما وقفنا على الجانب الآخر من العالم لمنع تكرار تلك الهجمات".

لماذا عادت طالبان؟

قال قائد القيادة العليا لحلف "الناتو" السابق، إن سقوط كابل في قبضة "طالبان" له عدة أسباب أبرزها عناد مقاتليها وأساليبهم المبتكرة ومرونتهم، إضافة إلى إصرارهم على مواصلة القتال دون هوادة.

مثلها مثل أي حرب... يمكنك أن تتحدث عن مزايا العدو.

 

يقول جيمس ستافريديس: استخدمت طالبان كل الأساليب الناجحة التي يستخدمها المتمردون:

إرهاب السكان المدنيين.

مهاجمة المنشآت الحيوية.

تقويض الاقتصاد.

تنفيذ هجمات على قوات نظامية.

اختراق وحدات الجيش الأفغاني.

اتباع سياسة النفس الطويل لانهاك العدو.

لماذا لم نتعلم من التاريخ؟

يقول الضابط الأمريكي الكبير: "لماذا لم تتعلم الولايات المتحدة الأمريكية من التاريخ... ما حدث في أفغانستان تكرار لما حدث في فيتنام.

 

قول الضابط الأمريكي المتقاعد إن جميع الجهاديين حول العالم سيحتفلون بما وصفه بـ "انتصارين عظيمين" يفصل بينهما 20 عاما.

 

وتابع: "الأول هو سقوط برجي التجارة العالمية والثاني هو سقوط كابول".

متى سقطت كابول؟

أعلنت حركة "طالبان" الأحد الماضي، سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابول، حيث لم يتمكن الجيش الأفغاني من صدها، في الوقت الذي غادر فيه الرئيس أشرف غني البلاد.

 

وجاء ذلك عقب سحب أمريكا قواتها من البلاد بعد تدخل عسكري دام نحو عقدين من الزمان بدأتها عام 2001، عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر.

الجريدة الرسمية