رئيس التحرير
عصام كامل

فضل المواظبة على صلاة قيام الليل والوتر

صلاة القيام
صلاة القيام

فرض الله علينا خمس صلوات ومنها صلاة الشفع والوتر، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى، حتّى رأى البعض من أصحاب العلم، أنّها من الواجبات، ولكنّ الصحيح أنّها من السنن المؤكّدة الّتي ينبغي على المسلم المحافظة عليها وعدم تركها، وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهنّ حتى أموت، صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر ). 

يبدأ وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، وأقل ركعاتها ركعة واحدة وأكثرها (11) ركعة، أو (13) ركعة، يصلّيها المسلم مثنّى مثنّى، ثم يوتر بواحدة، أدنى الكمال (3) ركعات بسلامين، وأحيانا بسلام واحد، وتشهّد واحد في آخرها، وللصلاة شروط إذا اختل أيٌّ منها كانت الصلاة باطلة، لذلك سنوضح كيفيّة أداء صلاة الشفع والوتر.


كيفيّة أداء الشفع والوتر

صلاة الشفع لغةً هو العدد الزوجي، عكس الوتر، وهناك سنن ثابته تؤدّى بعد صلاة العشاء، وهي ثلاثة:سنّة العشاء البعديّة: وهي ركعتان.
 

قيام الليل، حيث يصلي الشخص ما شاء ركعتين ركعتين.
الوتر، فله أن يوتر بركعة واحدة، أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع.

 

   فإذا أراد الشخص أن يصلّيها، يجب عليه أن يكون طاهرًا، وأن يستقبل القبلة، ويستحضر النيّة، ويستر العورة، وأن يكون موعد الصلاة قد حان، فلا يجب أن تصلّى في غير موعدها، ثم يقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى وهذا ما ورد في السنّة، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة سورة الإخلاص، وإذا صلّى المسلم الوتر يتشهد مرّة واحدة في آخره ثم يسلم.


   إن أوتر المسلم بتسع ركعات يتشهّد مرّتين، مرة بعد الركعة الثامنة ولا يسلم، ثم يقوم للركعة التاسعة ويتشهد ويسلم، ومن الأفضل أن يوتر المصلي بركعة واحدة مستقلة، ثم يقول بعد السلام:( سبحان الملك القدوس)، ثلاث مرات ويمد صوته في الثالثة، ويصلي الوتر بعد صلاة التهجد، فإن خاف ألا يقوم أوتر قبل نومه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أولَه. ومن طمع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ. فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ )، ومن أوتر أول الليل ثم قام آخره صلى شفعًا بدون وتر، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا وتران في ليلة )، من شاء يقنت في الوتر ومن شاء تركه مع العلم أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قنت في الوتر، فإذا صلى المسلم ثلاث ركعات مثلًا، رفع يديه بعد القيام من الركعة الثالثة، أو قبل الركوع بعد انتهاء القراءة، فيحمد الله تعالى ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء مما ورد، ومنه:" الللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت".

 

فضل القيام والشفع والوتر

يترتّب فَضْلٌ عظيمٌ على صلاة الليل، يحوزه من أدّاها وحَرِص عليها، ويتمثّل الفَضْل في أمورٍ كثيرةٍ، منها:

  أنّ قيام الليل دأب المُتّقين والصالحين من المؤمنين، وقد وصفهم الله -تعالى- بذلك، ومدحهم لقيامهم الليل في مواطن كثيرةٍ، منها قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).

أنّ في المداومة على قيام الليل اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كان يقوم الليل حتّى تتورّم قدماه؛ كما روت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).

أنّ الله -تعالى- رتّب ثوابًاً جزيلًا، ونعيمًا عظيمًا في الجنّة لمَن يُقيم الليل؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطْعِمُوا الطَّعامَ، وصِلُوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).

أنّ صلاة الليل تفضُلُ صلاة النهار -فيما سوى الفرائض-؛ كما جاء في حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)؛ إذ إنّ الليل وقتٌ تتنزّل فيه السكينة والرحمات، وأحرى أن تُجاب فيه الدعوات.

الجريدة الرسمية