رئيس التحرير
عصام كامل

4 خطايا لا تغتفر للإخوان في اعتصام رابعة العدوية ‏

اعتصامات مسلحة للإخوان
اعتصامات مسلحة للإخوان

في مثل هذا اليوم عام 2014، تسببت الإخوان المسلمين لمصر في محنة كبرى، كادت تعرض أمنها وسلامها الاجتماعي ‏لخطر غير مسبوق في التاريخ، بسبب إصرار الإخوان على رفض الإرادة المصرية ‏التي لم تذعن لتسلط الجماعة على مؤسسات الحكم، وأصدرت فرمانًا شعبيًّا بإنهاء حكم مرسي.‏


لكن جماعة الإخوان الإرهابية قررت التصعيد والاعتصام في ميدان رابعة العدوية ضد الشعب المصري ومؤسسات الدولة ‏بأكملها. ‏


فشل إستراتيجية الإخوان ‏

بعيدا عن المظلومية التي تروجها الجماعة والتي تسبب فيها بالدرجة الأولى العقلية الإخوانية المتزمتة، ‏الرافضة للابتعاد عن الدوران حول نفسها، عكس الاعتصام الفشل التام لإستراتيجية الإخوان في وجود ‏محمد مرسي وبعد الإطاحة به.‏


كانت الجماعة وأنصارها من التيارات الدينية، هم فقط الذين لم يشاهدوا ملايين المصريين في الشوارع ‏يوم 30 يونيو 2013 للاحتجاج على الرئاسة الاستبدادية والفاشلة للإخوان المسلمين، وحاولوا مرارا ‏ابتزاز الجيش والمؤسسات الأمنية وجرها للصدام مع الشعب.‏


لكنهم فشلوا بامتياز، انحاز الجيش للمصريين، وفرض ما اتفق عليه لإنجاز خارطة طريق بعد رفض ‏الجماعة الاستجابة لمطالب المحتجين بعزل مرسي وإبعاده سلميًّا عن الحكم، وإجراء مراجعة شاملة. ‏


عقلية التحريض والعنف ‏

لجأت الجماعة إلى أسلوبها التاريخي في إثارة الفوضى عندما تتعرض لمحنة، وأمرت كوادرها وأنصارها ‏من الإسلاميين بجميع أنحاء البلاد بالتجمع في ساحتي رابعة العدوية والنهضة والتظاهر دعمًا لمرسي، ‏واعتبروها ثكنة عسكرية ممنوع على المعارضين وقوات الأمن الاقتراب منها، ما أثار الخوف من ‏الطريقة التي يدار بها الاعتصام وعدم سلميته، في منطقة مأهولة بالسكان.  ‏


لجأ الإخوان إلى تحريض وسائل الإعلام الدولية، ظنًّا منها أن القوى التي مرَّرت مشروعها ووافقت عليها ‏بإمكانها إعادة عقارب الساعة للخلف، حدث ذلك في الوقت الذي كانت منصة رابعة تهدد بالتضحية بـ ‏‏100 ألف إسلامي فداء لـ كرسي الحكم، أو ما أطلقوا عليه "الشرعية". ‏

التحريض على الصدام 

فشلت الجماعة في قراءة عقل الدولة المصرية ومؤسساتها وخاصة الجيش، الذي لم يكن بإمكانه بحكم ‏مسؤولياته التاريخية الصمت أو تعريض أمن البلاد للخطر، واجتمع مجلس الوزراء ـ المدني ـ برئاسة ‏الدكتور حازم الببلاوي  وقرر فض الاعتصامات. ‏


فضّلت الجماعة التحريض على الصدام، ليتم فض الاعتصامات رغمًا عنها، وتحكم الجماعة على نفسها ‏بالإعدام، حيث فقد الإخوان بهذا التصعيد كل كوادرهم وقدراتهم المادية، بعد قطع رأس التنظيم الهرمي ‏للجماعة، مما جعله غير قادر على تنفيذ أي من مهامه التحريضية داخل مصر، واتخذ فلوله من تركيا ‏قاعدة لهم لتهديد الحكومات المتتالية، على أمل زعزعة الاستقرار داخل البلاد.

رمزية الفشل 

لم يترك الإخوان بعنادهم وتطرفهم أي مسلك آخر، كان مستقبل البلاد على المحك، لتظل رابعة رمزًا ‏تاريخيًّا لفشل هذه الجماعة وعدم قدرتها على الاستجابة للتحديات التاريخية، يثبت ذلك انغماسها في ‏صراعات طاحنة داخلية على السلطة، مزقتها إربًا وأنهت عليها للأبد. ‏

الجريدة الرسمية