رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا نوجد بدائل أخرى لـ «حل الإخوان» ؟

شعار الإخوان المسلمين
شعار الإخوان المسلمين

لازالت شهادة الشيخ محمد حسان الداعية السلفي، أمام محكمة جنايات أمن الدولة في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية داعش ‏إمبابة، والتي قدم خلالها اعترافات مثيرة أخطرها عن الإخوان تلقى بظلالها على المشهد المصري، وأصبح كل جزء فيها يحتاج إلى تفكيك وتوضيح، إذ ‏يحمل الرجل أهمية كبرى عند جمهور السلف، وله تأثير حتى اليوم، رغم الانتكاسات الكبيرة التي أصابت التيارات الدينية بعد إسقاط ‏الجماعة عن حكم مصر. ‏


نفق صعب


كان الشيخ محمد حسان حاول الخروج من نفق صعب، وجد نفسه يُدفع إليه بقوة، بعد إقرار مجموعة من الدواعش أنهم تربوا على ‏أفكاره، هو ومحمد حسين يعقوب، وإبو إسحاق الحويني، ورغم التباين الشديد بين شهادة محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وثباته على ‏بعض مواقفه القديمة، إلا أن رؤيته وتحليله للفشل الحقيقي للإخوان، الذي زعم أنه جاء بسبب عدم إتقانهم لما أسماه بـ«فقة ‏الدولة» لازال يفجر الكثير من الجدل.  ‏


عدد من الكتاب والباحثين خلال الأيام الماضية، اجتهدوا في ضحض شهادة محمد حسان عن الإخوان، ولاسيما أن هناك أزمة مستعصية ‏على الحل، نابعة من داخل التنظيم نفسه وليس لها علاقة بإمكانية تجاوز فقه الجماعة إلى فقه الدولة، بل القضية أخطر بكثير. ‏

 

أزمة عميقة 


يرى رامي العلي، الكاتب والباحث أن أزمة جماعة الإخوان الإرهابية، عميقة وبنوية، ابتداء من المنطق الذي يقف وراء فكرها ‏ورؤيتها للواقع، مضيفا: التنظيم يعيد تجربة أوروبا في القرون الوسطى عندما كانت الدولة هي ظل الله على الأرض ويجب أن ‏تحكم بالكتاب المقدس.‏


تابع: الجماعة تريد دولة مسلمة، بفهم الجماعة للإسلام حتى لو كان فهمًا سطحيًا يصب في خدمة رجالاتها، مردفا: أزمة الإخوان ‏الحقيقية أنها تريد  احتكار الإسلام، والأزمة الأخرى في البنية التنظيمية التي تعظم ثقافة التنظيم السري، التي بدأت منذ قرون مع ‏إخوان الصفا أو غيرها من الطوائف الباطنية. ‏

ثقافة العنف 


استكمل الباحث مؤكدا أن الإخوان لاتستطيع التخلص من ثقافة العنف التي تظهر في اللحظات الحرجة التي تمر بها الجماعة، ‏موضحا أن لهذه الأسباب وغيرها بما لا يتسع المقام لذكره، الجماعة غير قابلة للإصلاح ولا بديل سوى حلها وطي صفحتها ‏وإزالتها عن كاهل الأمة والمجتمع والدول العربية.‏

 

الجريدة الرسمية