رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. مطالب بتحويل منزل البابا شنودة لمزار ديني|فيديو

في ذكرى ميلاده..
في ذكرى ميلاده.. مطالب بتحويل منزل البابا شنودة لمزار ديني

تمر اليوم الذكرى الـ98  لميلاد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي رغم رحيله منذ أكثر من 9 سنوات ما زال يذكره الجميع برجل المحبة لما عهدوه فيه من وطنية ومواقف إنسانية وتسامح تتناقله الأجيال جيلا تلو الآخر.

 

بابا العرب

بابا العرب ومثلث الرحمات وحكيم الكنيسة ورجل الوطنية العديد من الألقاب نالها البابا شنودة واليوم الثلاثاء تطل علينا ذكرى الميلاد للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا رقم ١١٧ الذي رحل عن عالمنا في هدوء منذ ٩ أعوام عام ٢٠١٢ عن عمر يناهز الـ٨٩ عاما ودفن جسده بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في الفيوم كما أوصى تاركا خلفه إرثا عظيم من المحبة والوطنية التي يشهد لها الجميع ممن عاصروه وممن شهد لقاءاته المتلفزة.

منزل صامد

في الذكرى الـ 98 لمولده ترصد فيتو حكاية منزله وحجرته التى شهدت ولادته وما زالت صامدة رغم رحيله عنها وعن الدنيا وكيف أثرت تعاليم البابا في أبناء القرية مما جعلهم ينتهجون نهجه في تقديم يد العون للآخر وينشرون السماحة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد من خلال لقاء مع أحد أقاربه ومعاصريه.

 

مولده بقرية سلام

ولد البابا شنودة بمنزل بسيط بقرية سلام، التابعة لمحافظة أسيوط في 3  من أغسطس عام 1923، وبعد ولادته بـ٣ أيام فقط توفيت والدته ليعاني من قهر اليتم وهو رضيع، وعاش يتيم الأم الأمر الذي دعا بعض السيدات من الجيران في القرية لإرضاعه حتى المسلمات منهن وقصة إرضاعه من الحاجة صابرة المسلمة  حكاها بنفسه وتداولها أبناء قريته.

أعظم بطارقة التاريخ

سنوات عدة منذ رحيل البابا شنودة عن الحياة ويطالب أهالى القرية الفقيرة بتحويل المنزل الذي شهد ولادة روحه الطاهرة وسمعت جدرانه بكاء وصوله للدنيا لمزار سياحى أو مسبح يحمل اسمه تقديرا لدوره ولشخصيته  العظيمة وتكريما لمكانته كرجل دين عشقه المصريون كغيره من رجال الدين الذين تقام لهم العديد من المزارات والمقامات، ولكن دائما ما تقابل طلباتهم بالرفض من قبل المسئولين رغم افتقار القرية لأي معلم قبطي سواء كنيسة أو دير أو مسبح حتى بات المنزل في حالة من الإهمال الشديد وأصبح مأوى للحشرات والزواحف وتسكنه الأشباح وخاصة انه ما زال مسجلا وملكا باسم البابا شنودة أعظم بطاركة التاريخ وأقربهم لقلوب الناس.

منزل البابا

يقول الجد كامل نان رشيد موظف بالمعاش ٨٤ عاما أحد اهالى قرية سلام مسقط رأس البابا شنودة واحد أقاربه وجيرانه وممن عاصروه وجلسوا معه قبل نياحته "انه عاصر البابا شنودة ويعلم وقت وقصة مولده في إحدى حجرات المنزل الذي مازال قائما حتى اليوم بذاته وان البابا ولد في ذلك المنزل ولكن والدته توفيت بعد ٣ أيام فقط مما اضطر أخيه الأكبر روفائيل ان يصطحبه لطنطا وعاد بعدها بعدة سنوات ليتم تستنينه ولفت نظر الطبيب المسنن الى واقعة وفاة والدته ليتم كتابة تاريخ ميلاده بشكل صحيح وعاش في المنزل ولكنه تركه وغادر ثم التحق بالدير وترهبن ولكنه ظل يأتي احيانا للمنزل وحينما باع والده ارض المنزل اشتراه البابا وظل بإسمه حتى اليوم "

كامل رشيد احد اهالى قرية البابا 

١٠٠ عام على مولده 
ويضيف نان ان المنزل مازال منذ والدة البابا اقترب على ١٠٠ عام قائما ومازالت حجرة والدته تحمل بركاته حتى اليوم باسم البابا مطل عل جهتين أحداهما على النيل والاخري في وسط البلد لافتا إلى أن اهالى القرية طالبوا مرارا وتكرار المسئولين بتحويل المنزل إلى متحف صغير يضم مقتنياته ويحمل صوره بدلا من تركه مهجور بهذا الشكل المسئ ولم يطالب الاهالى حتى بتحويله الي كنيسة او مكان للصلاة رغم أن القرية تفتقر لوجود كنيسة ولكن المنزل على مساحة قيراطين وبه جزء من المسلح ويحتاج إلى أن يكون مزارا سياحيا يرفع من شأن القرية ويعظم موقع ولادة العظيم البابا شنودة هناك العديد من أماكن أولياء الله وحتى الشعراء والفنانين يتم تحويلها لمزارات ومنزل وحجرة البابا شنودة تستحق النظر من قبل المسئولين ونحن فخورين بميلاده هنا ونعيش ببركاته حتى اليوم.

 

قيمة المنزل من قيمة صاحبه

وفى تصريح سابق بشأن هذا المنزل قال الانبا لوكاس أسقف أسيوط الجديدة والفتح وابنوب أن البابا شنودة روحه الطاهرة واثره يسرى في ربوع مصر بأكملها ولكن منزله ورغم انه قداسته لم يزوره منذ وقت كبير حتى قبل رحيله الا انه يمثل قيمة عظيمة شهدت مولد وانبعاث روح عظيمة وكان يجب أن يستغل في إعادة تنظيمه وترتيبه وعرض بعض مقتنيات البابا كمتحف اى يبنى مكانه طنية او مسبح فقيمة المكان من قيمة صاحبه وليس بما يحتويه.

منزل البابا شنودة 

مسيحي يتبرع بارضه لبناء مسجد

وتعد قرية سلام قرية البابا شنودة من أكثر القرى في الصعيد التى تضرب مثلا في الوحدة الوطنية والتى يرجع البعض سببها إلى تعاليم البابا شنودة لأهلها وقيامه بالعديد من الأفعال التى تحث على الإخاء والمواطنة وحب الآخر في ذات البلد حتى صار البابا شنودة معشوق للمسلمين قبل الأقباط وظهر من القرية من يسيرون على خطأه فقام أحد المواطنين الاقباط من أبناء القرية بالتبرع بقطعة أرض ملكه لبناء مسجد وبالفعل تم بناؤه وافتتاحه مؤخرا في القرية، ففي مبادرة لبث روح الوحدة الوطنية ونشر السلام قام نادر رامز بالتبرع بقطعة ارض تخطت ال١٠ قراريط لإحدي جمعيات تنمية المجتمع في قرية سلام لبناء مسجد عليها وتم الموافقة عليها وبناؤه مؤخرا تحت اسم مسجد الحق.

المحامي نادر رامز 

تعاليم البابا

ويقول المحامي نادر لفيتو تربيت على تعاليم البابا شنودة ورأيت ابي يسير على خطاه فكانا قدوة لي في التسامح والوحدة الوطنية ووالدي تبرع قبل ٢٠ عاما بقطعة ارض وتم بناء مسجد الشيخ مناع عليها بذات القرية وهو احد أولياء الله الصالحين لذلك لم يكن هذا جديد علينا وانا تربطني علاقة جيدة بجيراني من المسلمين وسرت امتدادا للبابا ولوالدي وتبرعت بقطعة ارض للقضاء على الفتنة والكراهية وإقامة مسجد عليها لنثبت للناس كافة ان جميع الاديان تدعو للمحبة والتسامح كما قال البابا الله محبة فنحن بها قادرين على وأد الفتن الطائفية وكل بيوت الله سواءا كنائس او مساجد واحدة وتدعو للتسامح والإخاء.

البابا ال117
الجدير بالذكر أن البابا شنودة البابا رقم 117 للكنيسة المصرية وظل على الكرسي البابوي 41 عاما عاصر جميع الرؤساء باستثناء الرئيس السيسى في حقبة زمنية طويلة وصعبة، تنازعتها السياسات العاتية والتيارات المُتطرفة ولكن عاشت الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، عصرها الذهبى في عهده  حيث الانفتاح الكنسي والروحي والتعليمي والسياسية وكان رجل مثقف واعى وشاعر سريع البديهة وعرف عنه انه خفيف الظل له العديد من القفشات كما عددت مواقفه الوطنية الرائدة وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام بما في ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن، وعدد غير محدود من الشمامسة.

الجريدة الرسمية