الفروق بين الفطر الأسود والأبيض والأصفر.. العفن الأسود الأكثر انتشارا.. أعراض الأبيض تشبه كورونا.. والأصفر يظهر في حالات فردية

انتشرت الفترة الأخيرة حالة من التخوفات والهلع بعد تردد أنباء عن انتشار فطريات تسبب أمراض خطيرة بدأت في الهند، وتتنوع تلك الفطريات ما بين الفطر الأسود والأبيض والأصفر، بما دفع الكثير حول التساؤل عن طبيعة تلك الفطريات، وما هي الفروق بينها.

الفطر الأسود، وفق ما أكده الدكتور محمود حامد أستاذ العلوم الطبية، هو مرض ينجم عن من فطر "mucormycosis"، ومعروف باسم الفطر الأسود، وهو عدوى فطرية للجيوب الأنفية ويصعب علاجها، وغالبا ما تكون قاتلة، يصيب الحالات التي لديها مناعة ضعيفة ولوحظ انتشاره في المرضى الذين عولجوا مؤخرًا من فيروس كورونا.

تحدث معظم الحالات لدى مرضى السكري الذين يعانون ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم، بعد حوالي أسبوعين من التعافي من مرض كوفيد -19.

يلقي بعض الأطباء باللوم على الإفراط في استخدام الكورتيزون (وهي أدوية مثبطة للمناعة) لعلاج كوفيد -19، بينما يشير آخرون إلى أن فيروس كورونا نفسه هو العامل المثبط للمناعة الذي يساعد الفطريات في الانتشار، وكثيرا ما يتسبب في استئصال العين.

مع امتداد النظم الصحية إلى نقطة الانهيار ونقص اللقاحات، يتجه البعض إلى الطب التقليدي.

وقد حذرت الجمعية الطبية الهندية (IMA) هذا الأسبوع الناس من تلطيخ الجسم بروث البقر والبول، وهي ممارسة يعتقد البعض أنها تحمي من الفيروس.

وقال جاي جايالال، الرئيس الوطني للمعهد: "لا يوجد دليل علمي ملموس على أن روث البقر أو بوله يعمل على تعزيز المناعة ضد كوفيد -19، فهو قائم كليًا على المعتقد".

وتعزي بعض التقارير الانتشار الكبير للمرض بالهند إلى تلطيخ أجساد المرضى بروث البقر؛ ما يؤدي إلى تعرضهم للفطر mucormycosis ".

أما الفطر الأبيض فهي عدوى تحدث بسبب العفن الفطري، الذي يسمى "الفطريات المخاطية" الموجودة في البيئة، في حين أن المرض ليس معديًا، ويعاني المصاب أعراضا مشابهة لكورونا، ولكن الفحص يظهر سلبي الإصابة بالفيروس.

يستنشق المريض هذا العفن، وينتشر في الأعضاء الحيوية ويسبب مضاعفات، ويعد أكثر فتكا من الفطر الأسود، حيث يؤثر على الدماغ أو الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو الكلي.

يمكن أن تظهر أعراض المرض أيضًا مشابهة لأعراض عدوى الفطريات السوداء في الحالات، ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من عدوى شديدة، عندما ينتشر الفطر في الرئتين، قد تظهر أعراض أكثر خطورة، كما يمكن أن تعاني مضاعفات الجهاز التنفسي حيث تؤثر الفطريات البيضاء في الصدر والرئتين، يمكن أن يعاني الشخص أعراضا مثل السعال وألم الصدر وضيق التنفس، يمكن أن تسبب العدوى أيضًا العديد من الأعراض الالتهابية الأخرى، مثل التورم والالتهابات والصداع المستمر والآلام.

أما بالنسبة للفطر الأصفر، وفقا للتقارير، فقد تم اكتشاف أول حالة إصابة بالفطر الأصفر في غازي آباد بالهند، على الرغم من عدم توفر الكثير من المعلومات حول هذه الحالة، فقد حذر الأطباء من أن الفطريات الصفراء يمكن أن تكون أكثر خطورة من الفطريات السوداء والبيضاء.

الفطر الأصفر

أكثر ترويعًا بسبب الطريقة التي تؤثر بها في أعضاء الجسم الداخلية، على عكس الفطريات البيضاء والسوداء، يبدأ الفطر الأصفر داخليًا، ويسبب تسرب القيح، وبطء التئام الجروح، وفي الحالات الخطيرة، ومن أبرز أيضا الأعراض المعروفة عنه أنه يسبب فشل الأعضاء والنخر الحاد، ولخمول الحاد، فقدان الشهية، فقدان الوزن وضعف التمثيل الغذائي، العيون الحمراء الغارقة.

ووفق ما أكده الدكتور أمجد حداد أستاذ الحساسية والمناعة، فإن الفطر الأبيض يصيب المرضى ناقصي المناعة ومرضى السكر وأصحاب الأمراض المزمنة، ومن يتناول الكورتيزون، وغير منتشر في مصر حاليا، ليس له علاقة بكورونا، والفطر الأصفر ظهر في حالات فردية بالهند نتيجة نقص المناعة وتلوث البيئة، أما الفطر الأسود فقد ظهرت حالات فردية منه في مصر ولا داعي للقلق منه، فهو موجود منذ القدم، ولا بد من الحفاظ على النظافة وعدم تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب.