رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قاعدة فلامينغو.. صدام السفن النووية بين أمريكا وروسيا في البحر الأحمر

سفن أمريكية فى بورتسودان
سفن أمريكية فى بورتسودان بالبحر الأحمر
كشفت مصادر عسكرية سودانية، اليوم الأربعاء، أن قيادات عليا فى البلاد قررت تعليق بناء قاعدة فلامينغو العسكرية الروسية الواقعة فى بورتسودان بولاية البحر الأحمر.


وحسب المصادر العسكرية التي تحدثت لقناة "الحدث" السعودية، إن القيادة العليا في الدولة علقت أمس إكمال بناء قاعدة فلامينغو العسكرية الروسية في بورتسودان بولاية البحر الأحمر، وطلبت من قائدة منطقة البحرالأحمر إيقاف الدخول الروسي.

قاعدة فلامينغو

وبينت المصادر، أن السلطات السودانية طلبت إيقاف الدخول الروسي إلى القاعدة والحصول على تصاريح الدخول القديمة، ومنع دخول عسكري جديد من الجانب الروسي، وأكدت أنه تم إبلاغ قائد القوة الروسية المتواجدة حالياً أن المصادقة على الاتفاق لن تتم سوى بالمصادقة عليه من المجلس التشريعي أو من يمثله "مجلس السيادة الانتقالى".

حضور عسكري روسي 

وجاءت الخطوة بعدما تم الكشف عن حضور عسكري روسي ملحوظ  في قاعدة فلامينغو على البحر الأحمر شمالي مدينة بورتسودان، خلال الأسابيع الماضية.

وكانت الخرطوم وموسكو وقعتا على مسودة اتفاق لإقامة مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان يمكن أن يضم سفنا نووية.

قوام القاعدة 

وبحسب مصادر عسكرية يتواجد فى قاعدة فلامينغو نحو 70 من أفراد البحرية الروسية، من بينهم 10 ضباط، يقيمون بصفة دائمة بالقاعدة، كما جلبت تلك القوات تعزيزات شملت منصات إطلاق صواريخ، وناقلات جنود، ونصبت رادارا، ومنعت القوات السودانية من الاقتراب من مناطق تمركزها.

 وجاء قرار القيادة السودانية بوقف العمل فى القاعدة، قبل أيام من وصول سفينة استطلاع روسية إلى الميناء السودانى كان مرتقب وصولها خلال فترة وجيزة.

وفي آخر فبراير الماضي أوردت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، نقلا عن بيان من الأسطول الروسي، أن الفرقاطة "أدميرال غريغوروفيتش" وصلت إلى ميناء سوداني تعتزم روسيا إقامة قاعدة بحرية فيه، وأضاف البيان أن هذه أول سفينة حربية روسية تدخل ميناء بورتسودان.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقرّ في نوفمبر الماضي، إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان يمكنها استقبال السفن التي تعمل بالطاقة النووية. ووقتئذ نشرت موسكو مسودة اتفاق مع الخرطوم تسمح لها بتأسيس مركز لوجستي للبحرية الروسية في السودان يستوعب ما يبلغ 300 جندي وموظف، ويمكن أن يستوعب سفنا مزودة بتجهيزات نووية.

استخدامات القاعدة وتفاصيل الاتفاق 

وجاء في المسودة أن القاعدة الروسية في السودان "ستلبي أهداف الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، ولن تستخدم في مواجهة الدول الأخرى".

وأضافت المسودة أنه يمكن استخدام القاعدة في الإصلاحات وتجديد الإمدادات لأفراد فريق السفن الروسية، وأنه يحق للجانب السوداني استخدام منطقة الإرساء بالاتفاق مع الجهة المختصة من الجانب الروسي.

كما تحدثت عن إمكانية بقاء 4 سفن حربية بحد أقصى في القاعدة البحرية، بما في ذلك السفن البحرية المزودة بنظام الدفع النووي بشرط مراعاة معايير السلامة النووية والبيئية، ونصّت مسوّدة الاتفاق أيضا على أنه يحق لروسيا أن تنقل عبر مرافئ السودان ومطاراته "أسلحة وذخائر ومعدات" ضرورية لتشغيل هذه القاعدة البحرية.

ويذكر النص أن الاتفاق الروسي السوداني سيكون نافذا مدة 25 عاما، وسيُجدد تلقائيا بعد مرور 10 أعوام إذا لم يطلب أي من الطرفين إنهاءه قبل ذلك.

وتطمح روسيا فى زيادة نفوذها بالعمق الأفريقى، وكان الميناء بمثابة نقطة تمركز للوجود العسكري فى البحر الأحمر، وجاء قرار التعليق لينهى المخطط أو يؤجله.

الحرب الباردة

وكانت رست سفن عسكرية أمريكية وروسية وجها لوجه بميناء بورتسودان المطل على البحر الأحمر، وهو ما اعتبره محللون سباقا بين الدولتين للبحث عن موطئ قدم في المياه السودانية وأعاد للأذهان مشهد الحرب الباردة.

وعمدت البحرية السودانية وقتها لتخصيص مرسى للمدمرة الأمريكية "يو إس إس ونستون تشرشل" التي وصلت إلى بورتسودان نهاية فبراير الماضى الماضي بعيدا عن الفرقاطة الروسية "أدميرال غريغوروفيتش" التي وصلت إلى الميناء ذاته قبلها بأيام.

وعقب الإعلان الروسي عن القاعدة، زار الملحق العسكري لسفارة واشنطن بالخرطوم قاعدة فلامنغو وتعهد بتعزيز التعاون العسكري مع السودان.

وفي يناير الماضي قام نائب القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا "أفريكوم"  أندرو يونج، ومدير المخابرات الأدميرال هايدي بيرج بزيارة إلى الخرطوم لتوسيع الشراكة مع السودان.

كيكة البحر الأحمر

وقال ضابط في البحرية السودانية فى تصريحات صحفية حينها، إن "أمريكا أحست بأن ثمة كيكة توزع وروسيا تريد البدء في إنشاء القاعدة فسارعت لقطع الطريق.

موضحا، أن التنافس بالمنطقة بدأ منذ حرب الخليج بإنشاء الأساطيل لقواعد لوجستية قرب عملياتها.
Advertisements
الجريدة الرسمية