رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة المومياوات!

أستطيع أن أشغل نفسي مثلما شغل آخرون أنفسهم للأسف في رصد عدد من الملاحظات على حفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى متحف الحضارة الجديد.. لكنى لا أريد أن أشغل نفسى كما فعل هؤلاء عما هو أهم وهو الرسالة التي قدمها هذا الحفل الذي تجمع فيه المصريون، الصغار منهم قبل الكبار، أمام شاشات التليفزيون ليشاهدوه.. وهى رسالة لم تقدم لنا فقط نحن المصريين، وإنما قدمت للعام كله، بمن فيه من خصوم وأعداء، وأيضًا بمن فيه من أصدقاء وأشقاء !


وفحوى هذه الرسالة أننا بلد صاحب أول حضارة عريقة عرفتها البشرية.. حضارة صنعت له ولغيره تقدما كبيرا ضخما في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية.. ومازالت آثارنا التي لا نكف عن اكتشاف المزيد منها كل يوم تؤكد ذلك.. وهكذا هي رسالة أكبر بكثير جدا من محاولة إبهار الأجانب بآثارنا لجذبهم لزيارتنا وتنشيط السياحة الأجنبية في بلدنا التي تضررت في عصر الوباء وتراجع حركة السفر والطيران في العالم كله..

حضارة عظيمة
إنها رسالة تنبيه لنا وللعالم بأننا أصحاب تلك الحضارة العظيمة العريقة الممتدة جذورها في تاريخ البشرية، وأن هذه الحضارة صاغت لنا أسسا لحياتنا، بل لحياة كل البشر على الأرض، قبل أن تصنع لنا دولة قوية مزدهرة اقتصاديا وعلميا وسياسيا، تقوم على العدل والمساواة وكل القيم التي يتغنى الغرب بها الآن.. كما صنعت لنا الأسس الأولى لهوية وطنية خاصة تبلورت عبر الزمان ونحن متمسكون بها وحريصون على إزالة ما لحق بها من تشويه وطمس لمعالمها.

أغلبه متعمد وممنهج، لاستنهاض هذا البلد من جديد حتى يقدر على وصل حاضره الحافل بالتحديات الصعبة مع ماضيه الحافل بالإنجازات الضخمة.. وشاءت الأقدار أن ياتى هذا الحفل برسالته المهمة عقب النجاح الكبير الذي حققناه بعقول وسواعد أبنائنا في إنقاذ قناة السويس وحركة التجارة العالمية من جنوح السفينة البنمية في وقت قياسى.
الجريدة الرسمية