رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

غاية الإسلام

للإسلام مقاصد وضرورات من أجلها جاءت شريعته الغراء وهي: حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ النسل والعرض، والإسلام ليس بعبادات وطقوس تؤدى وشكليات ورسوم بل هو منهج قويم ودين حياة، ولكن للأسف الشديد هناك بعض من الناس غير مدركين لحقيقة الإسلام وجوهره العظيم، وقاصر فهمهم على إنه مناسك تؤدى ورسوم ولحية كثيفة وجلباب قصير وعمامة وعدبة ووجه عبوس وغلظة، وكل هذه المفاهيم خاطئة تماما وبعيدة كل البعد عن الغاية من العبادات والحكمة الإلهية فيها والمراد منها وبعيدة أيضا عن المفاهيم الصحيحة لأعظم منهج ورسالة..


الإسلام رسالة الله الخاتمة للرسالات السماوية ودين الإسلام هو الدين
الذي أثنى عليه الله سبحانه وتعالى ووصفه بالدين القيم وارتضاه لعباده، والاسلام كمنهج نظم حركة الإنسان في الحياة بحيث لا يكون مصدر ضرر لأحد من الخلق ولا ضرار له من أحد، وغاية الإسلام أن يؤدي الإنسان أمانة الاستخلاف في الأرض والتي تتلخص في ثلاث هي: عمارة الأرض وعدم إفسادها بعد إصلاحها، وإقامة العدل الإلهي بين الخلق مع اختلاف عقائدهم ومذاهبهم، ونشر الرحمة الإلهية في ربوع الأرض..

العبادات والمعاملات
وهذه هي الحكمة والغاية من العبادات، هذا والعبادات في حد ذاتها ليست بغايات وإنما الغاية منها ما تثمره من حسن المعاملات فالدين المعاملة كما أشار النبي الكريم صلى الله عليه وعلى أله وسلم، هذا ومعلوم أن الدين يدور حول ثلاثة محاور هي، العقائد والعبادات والمعاملات، واذا صحت العقائد وسلمت من الضلالات والمفاهيم الفاسدة صحت العبادات وإذا صحت العبادات وسلمت من الرياء والنفاق ومن المفاهيم الضالة والأفكار الشاذة المضلة صحت المعاملات واستقامت حركة الإنسان في الحياة..

هذا بالإضافة إلى أن لكل عبادة حكمة إلهية وثمرة يسعد بها صاحبها ولنعطي أمثلة على صحة ذلك، فبالتوحيد الخالص ينتفي الكفر والشرك، وبإقامة الصلاة تطهر النفس وتتزكى وينتهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر ويجتنبهما تماما وفي قول الله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"، وقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: "من لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"..

الزكاة والفقراء 
إشارة وتأكيدا وبيانا على حكمة الله من الصلاة والغاية منها، وهكذا بالنسبة للزكاة الغاية منها تطهير النفس من الشح والبخل والأنانية وحب التملك والحرص وحب الدنيا وإكناز المال وعبادته، هذا وتأليف القلوب ونزع الغيرة والحسد من نفوس الفقراء والمساكين والمحتاجين تجاه الأغنياء، وهكذا الحكمة من الصوم تسامي النفس عن عالم المادة وتغذية الجانب الروحي وإحساس الأغنياء بحاجة الفقراء وألم الجوع والحاجة وارتقاء الصائم إلي عالم الملكوت وإظهار محبته لله تعالى وصدقه في طاعة الله تعالى..

وهكذا الحج الحكمة والغاية منه التجرد لله تعالى وإقبال العبد على الله عز وجل بعد تركه للدنيا ونعيمها والقاءها من وراء ظهره، وهكذا لكل عبادة ومنسك حكمة إلهية وغاية وثمرة..

الخلاصة: الدين حب وأخلاق كريمة ورحمة وتراحم ومودة وجبر خاطر وتعاون وبر وإحسان ومواساة وعفو وحلم ولين جانب وطيب وحسن معاملة ليس مع المسلم فقط بل مع كل البشر مهما كانت ملته وعقيدته ومع الأرض التي نحيا عليها ونأكل من خيرها ومع كل الكائنات التي تتعايش معنا على هذا الكوكب، الخلاصة إن الإسلام سلام مع جميع الخلق وتسليم لله عزوجل فيما أمر ونهى، ورضاء بقضائه وقدره، فأحبوا الناس لله وأحسنوا إليهم لوجهه تعالى، هذا هو مفهومي للدين.
Advertisements
الجريدة الرسمية