رئيس التحرير
عصام كامل

نحن والسودان والسد الإثيوبي

بدون مقدمات وبشكل مباشر نحن نحتاج إلى مشاورات عاجلة مع الأشقاء فى السودان لتنسيق مواقفنا حول ما يتعين أن نقوم به فى أزمة سد النهضة الاثيوبى فى ظل تعنت إثيوبيا الذى يسد كل السبل وآخرها السبيل الأفريقى لإيجاد حل لهذه الأزمة التى تضرنا معا، نحن والأشقاء فى السودان.


لقد أعلن أمس وزير الرى السودانى تمسك السودان بضرورة منح الخبراء المراقبين فى المفاوضات التى يرعاها الاتحاد الأفريقى فرصة بعد أن استعصى إيجاد حلول للخلافات بين المتفاوضين، وذلك قبل أن يتم استئناف هذه المفاوضات مجددا كما يتوقع فى نهاية هذا الأسبوع، مشيرا ضمنا إلى أن هذه الأزمة قد تستمر طويلا، وذلك عندما قال إنه يتعين البحث عن حل عاجل لتأثيرات السد الإثيوبي على سد الروصيرص السودانى إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق حول تشغيل وملء السد الإثيوبى والذى سوف يتم فى شهر يوليو المقبل مع بدء موسم الفيضان الجديد.

مصر والسودان وسد إثيوبيا !

واليوم أعلن وزير الخارجية السودانى تصريحات جديدة ألمح فيها إلى مطالبة السودان باللجوء إلى التحكيم لحل تلك الأزمة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لملء وتشغيل السد الاثيوبى، ومؤكدا إن ذلك هو المطروح على الأطراف الثلاثة فى المفاوضات بينهم، ليس موضوع تقسيم مياه النيل الأزرق، لأنه كما قال زميله وزيرى الرى هو الذى يتضمنه إعلان المبادئ الذى وقعته البلدان الثلاثة عام ٢٠١٥، وإنما التوصل إلى اتفاق ملزم لتشغيل وملء السد.

وكل ذلك وغيره يجب أن نبحثه سويا، نحن والأشقاء فى السودان، خاصة بعد أن بدأوا يعانون أضرار السد الإثيوبى عليهم، والتى تمثلت فى توقف سد الروصيرص عن العمل خلال فترة الملء الأول لهذا السد، فضلا عن تعرض مساحات من الأراضى السودانية للغرق مع بدء إثيوبيا فتح بوابات السد.

بايدن وسد اثيوبيا !

وكل ذلك وغيره يحتاج بالطبع لتنسيق مصرى سودانى على كل المستويات الآن، لأن ذلك سيكون عاملا مهما للإسراع فى إقناع إثيوبيا بضرورة التخلى عن تعنتها والقبول بالتوصل إلى اتفاق ملزم لتشغيل وملء السد، يراعى مصالح كل الأطراف.. وبالتأكيد الاتصالات المصرية لا تتوقف حول هذا الموضوع وغيره، فان ثمة مناورات عسكرية مشتركة تمت بيننا مؤخرا أثارت قلقا إثيوبيا لم يخفه السفير الاثيوبى فى السودان..

لكن من الأفضل أن تتم بيننا اتصالات خاصة بأزمة السد الإثيوبى لتنسيق مواقفنا فى أية مباحثات مقبلة، أو للإتفاق على الخطوة المقبلة إذا أخفقت المباحثات التى تتم برعاية أفريقية، خاصة بعد أن ألمح وزير الخارجية السودانى عن وساطة أمريكية وعن اللجوء إلى التحكيم.. وياحبذا لو أعلنوا نحن والأشقاء فى السودان عن هذه المباحثات علنا، مثلما كانت المناورات العسكرية بيننا علنية، فإن ذلك ستراعيه إثيوبيا على مائدة المفاوضات معها.        
الجريدة الرسمية