رئيس التحرير
عصام كامل

"فيس بوك" السبب.. حكاوى التزوير في الانتخابات الأمريكية

ترامب
ترامب
أظهرت استطلاعات للرأي أن الناخبين الأمريكيين تعرضوا لمعلومات مضللة ومزيفة كثيرة عبر الإنترنت خاصة عبر موقع فيس بوك بشأن إنتخابات الرئاسة الامريكية، التي انطلقت يوم 3 نوفمبر الجاري ولم تحسم نتيجتها حتى الآن.


الانتخابات التي يتنافس فيها مرشح الحزب الجمهوري، الرئس الحالي دونالد ترامب، ومرشح الحزب الديقراطي جو بايدن، صاحبها ادعاءات كثيرة منها ما هو مضلل ومنها ما حقيقي حتي قبل أن تبدأ بشهور، لذا حظت بانتقادات لاذعة مقارنه بأي انتخابات أمريكية سابقة، وفي الوقت ذاته واصل فريق الرئيس الأمريكي الحالي والمرشح الجمهوري للانتخابات  الرئاسية  البحث عن شهادات حوادث التزوير  في قوائم الناخبين التي تضم أصوات ناخبين ماتوا منذ زمن طويل وبعضهم من القرن التاسع عشر،  والتي علي اثرها تقلل من مصداقية نتائج الانتخابات التي شهدتها الولايات المتحدة في 3 نوفمبر الجاري، بل وتدمر الثقة في النظام السياسي الأمريكي ككل.

المعركة المحتدمة ازدادت سوءًا بعد خسارة الرئيس الأمريكي الجهوري دونالد ترامب الذي راهن علي النجاح والفوز بجدارة علي نظيره الديمقراطي جو بايدن ، والذي كان يدعي بشكل مستمر حتي قبل الانتخابات وجود تلاعبات بقصد تزوير النتائج لصالح بايدن .. الأمر الذي مرارًا وتكرار خلال سير العملية الانتخابية الي المطالبة بوقف الفرز وإعادة فرز الأصوات من جديد في عدد من الولايات مثل جورجيا التي ستقوم  للمرة الأولى في تاريخها بمراجعة شاملة لنتائج الانتخابات الرئاسية يجر وإعادة فرز الأصوات يدويًا والتحقيق في مخالفات الانتخابات، مما يعزز فرص ترامب بمزيد من المراجعات لعمليات الفرز في الولايات التي تقدمت حملته بطعون انتخابية فيها.

ودفعت تلك الاتهامات المتداولة بين المرشحين العالم أجمع وليس الشعب الأمريكي فقط  للتساؤل عن كيف تتم عمليات التزوير في الانتخابات الأمريكية سواء عن طريق التصويت الإلكتروني أو عبر فرز الأصوات.. الكاتبة الصحفية والباحثة في الشؤون الأمريكية أريج الحاج، تري من جانبها أن عملية التزوير في الانتخابات الأمريكية ليست بالمعقدة نظرًا لعدد من الاجراءات التي يتبعها القانون الأمريكي  وكذلك التصويت المبكر عبر البريد .

 وأضافت الباحثة في الشؤون الأمريكية ، هناك  ادعاءات كثيرة لأشخاص يقولون أن  أصواتهم لصالح ترامب لم يتم احتسابها ، وأنهم عندما حاولوا الدخول بشكل رسمي للتأكد من استلام أصوتهم  لم يتم السماح لهم بذلك بل زعم البعض بأنه تم التلاعب بأصواتهم لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن إلي جانب احتساب أصوات لناخبين من المفترض أنهم صوتوا عبر البريد الالكتروني في الوقت المسموح به للتصويت، لكن بعد ذلك تم الكشف عن وفاة هؤلاء الأشخاص قبل زمن بعيد، مما يؤكد التزوير عن قصد.


 بعد واقعة تصويت ناخب متوفي، هل توجد أجهزة لرصد المتوفيين وأسمائهم؟

أكدت أريج الجاح علي وجود أجهزة لرصد المتوفيين في الولايات المتحدة الامريكية، لكن الوضع هناك يختلف عن أي بلد أخري نظرًا  لتطابق الاسماء بشكل كبير في قارة واحدة، مما قد يدفع البعض للسقوط في الخطأ واحتساب شخص متوفي بأنه علي قيد الحياة والعكس، صحيح أنها نسبة بسيطة جدًا لكن لتوخي ذلك الخطأ الذي يمكن أن يتفاقم ويضر بمستقبل دولة عظمي  لابد من استخدام الرقم القومي لضمان التأكد من إذا كان الشخص علي قيد الحياة أم لا، ليس ذلك فحسب بل عدم السماح بسريان العملية الانتخابية الا بعد التحقق من البطاقة الانتخابية لكل مواطن وهل يحق له التصويت أم لا ، الي جانب التدقيق في السيستم الخاص والتأكد من عدم وجود أعطال فنية  .

من يحق له سحب بطاقات البريد الالكتروني وكيف يتم تسليمها؟

هذه المهمة لم تصلح لأي مواطن عادي بل تعتمد علي عدة شروط يجب توافرها منها أن من يحق له سحب البطاقات الانتخابية لابد وأن يكون موظف فيدرالي يمتلك الجنسية الأمريكية ولا يحق لأي مواطن يحمل جنسية اخري تولي هذه المهمة، فتلك الجهة المعتمدة تعد حساسة جدًا ،  ومن ثم تم سحب البطاقات وتسليمها عبر الجهة المخولة اليها هي المهمة في الولاية .

أما الاشخاص الذين يقومون بالعد والفرز هم موظفين تم تعيينهم في فترة  الانتخابات ويخضعوا لرقابة خاصة من قبل لجنة الانتخابات التي تضم مراقبين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يقوموا بالإشراف عليهم طوال فترة العمل علي فرز الأصوات وتسليمها.

تأثير عمليات التزوير والفرز الخاطئ علي قوة الولايات المتحدة كدولة عظمي ؟
الولايات المتحدة الأمريكية تعرف بنزاهة نظامها الديمقراطي، كونه يعد أقوي نظام يحترمه العالم أجمع وليس الشعب الأمريكي فقط، فهو نظام تتبعه منذ بداية استقلالها عام 1776، لذا فأي تغيير في نزاهته ووجود تزوير أو مشاكل في الأصوات سيؤثر سلبًا علي قوة تلك الدولة العظمي، فالنزاهة والنظام الديمقراطي هما الطريقتان اللواتي توالت عليهما الرئاسات الأمريكية السابقة والولايات المتحدة تفتخر بتلك النظام الديمقراطي، صحيح أنه لم يتم حتي الأن التأكيد أو ثبوت عمليات تزوير رغم كثرة الشائعات المتداولة من جهة ترامب وفريقه، لكن هناك ترقب للتحقيقات التي سوف تتم في بعض الولايات من اجل اعادة فرز الأصوات يدويا للتأكد من صحة هذه الاتهامات، وإذا ما ثبت ذلك سيؤثر ذلك بالتأكيد علي النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة وعلي مكانتها كدولة عظمي.

مصير ترامب حال ثبت وجود أصوات لصالحه في بعض الولايات وكذلك بايدن ؟
الكاتبة الصحفية والباحثة في الشؤون الأمريكية تري أنه في حال ثبوت أصوات لصالح ترامب سوف تتغير الاحصائيات، لكن من المستبعد أن تمكن تلك الأصوات ترامب من دخول البيت الأبيض لأربع سنوات مقبلة  نظرًا لأن الفارق سيكون بالمئات ان وجد وليس أكثر من  ذلك، لكن ان خابت التوقعات وباتت النتائج في صالحه سيتمكن من الفوز.

الجريدة الرسمية