رئيس التحرير
عصام كامل

أنا منحاز!

أروض نفسى دوما أن أكون منحازا للحقيقة عندما أكتب، حتى ولو جاءت هذه الحقيقة على غير ما أهوى وأرغب.. فالحقيقة هى تمنحنى أولا فرصة لأعرف الأمور على حقيقتها، وبالتالى نقل هذه الحقيقة كما هى للقارئ، ليعرف ويتبين ثم ليحكم ويتخذ الموقف الذى يرغب أو يشاء.. ولذلك أصمد وأتمسك بالمواقف التى أتبناها لأننى اقتنعت وأمنت بها بعد معرفة الحقيقة .


أقول ذلك بمناسبة ما كشفت عنه الانتخابات الامريكية الرئاسية الأخيرة بيننا نحن غير الأمريكيين.. فقد صار الانحياز هو سيد الموقف فى تناول الوقائع والتطورات الخاصة بهذه الانتخابات، خاصة وأنها اتسمت بالدرامية الشديدة هذه المرة.. حيث انحاز البعض منا ممن تصدوا لتحليل وتناول هذه الانتخابات إلى ترامب بينما انحاز آخرون لمنافسه بايدن.. ومازال هذا الانحياز يفرض نفسه على تحليلاتهم وكلامهم وكتاباتهم حتى الآن بشكل مثير .

صفقة خروج ترامب!

إنهم تجاهلوا الحقائق والمعلومات الصحيحة وغلَّبوا هواهم.. فمن رغب فى هزيمة ترامب فى هذه الانتخابات جاهر بذلك بوضوح.. ومن خشى فوز بايدن لم يتمكن من إخفاء ذلك.. وهكذا لم تكشف انتخابات أمريكا انحياز فقط إعلامها الذى اصطف إلا قليلا ضد ترامب، وإنما كشفت أيضا انحياز الإعلام العربى أيضا الذى انقسم ما بين الانحياز إلى ترامب أو الانحياز إلى بايدن!

لقد كانت أمام إعلامنا العربى فرصة لتوجيه درس بليغ للإعلام الأمريكى، لكن كما نردد ونقول يبدو أننا كلنا فى الهم شرق.  
الجريدة الرسمية