رئيس التحرير
عصام كامل

الفيروس غير المستجد!

عندما اجتاح العالم فيروس كورونا كان ثمة حرص ممن يتحدثون عنه من أطباء وإعلاميين ومسئولين على وصفه بالمستجد.. فرغم أنه ينتمى لعائلة فيروسات كورونا التي عرفناها منذ سنوات، إلا أنه كان جديدا بالنسبة للجميع، ولم يكن لدينا معلومات مؤكدة حوله، وكان التعامل الطبى معه يتسم بالتجريب..


لدرجة أن ارتداء الكمامة التي يعتبرها الجميع الآن هي السبيل الوحيد للحماية من الإصابة بالفيروس لم يكن يراها كثيرون في البداية مهمة، حتى أن المسئولين عن منظمة الصحة العالمية كانوا يشددون فقط على المصابين لارتدائها ويعفون من ارتدائها غير المصابين!..

الصين بلا كورونا.. كيف؟!

كذلك كانت النصيحة الذهبية للوقاية من الإصابة بالفيروس هي حبس الناس داخل جدران منازلهم، ولكن عرفنا الآن بعد الدراسة أن المناطق المفتوحة هي الأكثر أمانا من الفيروس! 

وهكذا تراكمت لدينا خبرات ومعلومات جديدة غيرت بالتأكيد من نظرتنا لهذا الفيروس، وطريقة مقاومته وعلاج المصابين به.. بل صرنا قريبين جدا من إنتاج لقاح، بل لقاحات للوقاية منه.. لم يعد إذن هذا الفيروس الذي اكتشفته الصين في نهاية ديسمبر الماضى وبدأ ينتشر خارجها مع بداية العام الحالى، مستجدا..

ولذلك لم يعد أحد تقريبا في العالم كله يصفه بأنه مستجد.. اختفى هذا الوصف في أحاديثنا عن هذا الفيروس، وحل مكانه حديث عن الموجة الثانية التي بدأت تعانى منها بشدة أوروبا، وأدت إلى زيادة أعداد المصابين في العالم إلى أرقام قياسية تفوق أرقام الاصابات في موجته الأولى! 

أكذوبة الإعلام المحايد!
ومع أن فيروس كورونا لم يعد مستجدا لنا إلا أن الاضطراب ظل هو السائد في التعامل عالميا له حتى الآن، خاصة في تلك الدول التي دهمها في جولته الثانية.. حيث بعضها اضطر للإغلاق شبه الكامل، أو الذي يسمى ذكيا، بينما بعضها مازال حائرا في اللجوء لهذا الإغلاق.. كما أن هذا الفيروس، الذي لم يعد مستجدا، ما زال يحصد أعدادا غير قليلة من حياة المصابين به في موجته الثانية، رغم تراكم خبرات مواجهته وعلاجه عالميا! 
الجريدة الرسمية