رئيس التحرير
عصام كامل

سيدي الرئيس.. الشعب يريد التقاط الأنفاس

لا يمكن لأى عاقل يرى بعينيه ما شهدته البلاد من إصلاح اقتصادي ناجح، عبر بالبلاد إلى بر الأمان في أزمة كورونا، هذه الأزمة التي أربكت اقتصاديات دول كبرى، ما كان له أن ينكر ذلك ويحاول العبث بأمن البلاد من خلال إثارة الشارع على بعض القوانين التي هي بالفعل في صورة جباية مقنعة..


ومن دون الإفراط في التشاؤم في مثل هذه القوانين التي ضيقت بالفعل على المواطن معيشته، فإننا نقف أمام مجموعة تريد أن تذهب بالبلاد بسبب هذه القوانين إلى المجهول، فبعد صمت طويل لهذه المجموعة أو المجموعات التي تدعي المعارضة في الخارج، أتاحت مثل هذه القوانين فرصة ثمينة لها لخلق نوع من الحراك في الشارع الذي فقدته من سنوات..
الإخوان.. والغباء القاتل!
فبينما تسير الأمور على أرض الواقع المصري إلى الأفضل من الناحية الأمنية والاقتصادية، ورأينا إنجازا في بعض الخدمات المهملة لعهود مثل الطرق والسكة الحديد في نقلة تعتبر بحق غير مسبوقة، تؤكد أن الدولة تصلح فى الأرض ولا تفسد، وقد أحسن الرئيس صنعا عندما توجه مؤخرا وأثناء فتح مشروع مسطرد أنه شكر المواطنين لأنهم كانوا واعين ومدركين للظروف التى تمر بها الدولة، ولم ينساقوا وراء الدعوات التي ظاهرها المناداة بالتغيير وباطنها مسلك التدمير..

ونوه الرئيس إلى أن الشعب أحبط بالفعل محاولة جماعات الشر خلال الأيام الماضية لإشعال نار الفتنة، مستغلين المواقف الصعبة التى تمر بها مصر للتشكيك فى قدرة الدولة، وأضاف الرئيس أن أى إزالة تتم من أجل المنفعة العامة، ويتم نقل مالكيها إلى أماكن أكثر تطورًا، بما يحفظ حقهم فى سكن ملائم وحفظ كرامتهم، كما أن هذه الإزالات مُخطَّطة، وللصالح العام، وليست عشوائية.

نعود إلى عنوان المقال وهو عبارة عن نداء إلى فخامة الرئيس ألتمس فيه طلبا ورجاء أن يكون هناك عام أو عامين أو حتى ثلاثة أعوام تسمى بأعوام التقاط الأنفاس بعد ماراثون الإصلاح الاقتصادي، وأن تتراجع الحكومة تدريجيا عن القوانين التي أربكت بالفعل سير الدولة الحثيث نحو بناء دولة حديثة، فبعد السنوات العجاف التي عشناها فالمواطن يحتاج إلى سنة أو أكثر إلى سنوات سمان، يرمم ما أصاب كيانه من تردي وفاقه ومن شد الحزام على البطون..
السكن اللائق للمواطن.. وقانون التصالح
كما أطالب فخامة الرئيس أن يفعل كما فعل الرئيس جمال عبدالناصر عندما علم أن النسبة الأكبر من سكان مصر، هم من الطبقة الفقيرة والمتوسطة فوقف معها واستطاع أن ينقل الطبقة الفقيرة إلى مستوى قريب من المتوسطة، فكان انحيازه للعمال والفلاحين واضحا فشيد مصانع كبرى مثل الحديد والصلب ومصانع النسيج بالمحلة ومصنع ٣٦ الحربى ومصنع الألمنيوم بنجع حمادي وغيرها. وامتلك الفلاح أرضا زراعية لأول مرة بعد أن كان يعمل في السخرة..

فهل يعقل سيدي الرئيس مهما كانت المبررات أن تسلب من المواطن البسيط بيتا أنفق فيه كل مدخراته! أحيانا يكون الخبز والسكن مقدما عن الحرية وعن أشياء أخرى ضرورية. 

فهل تستجيب فخامة الرئيس لهذا النداء وهذا الرجاء لأن تكون هناك سنوات لإلتقاط الأنفاس، ووقتها ستجد مكانتك عالية ومحفورة في نفوس غالبية الشعب المصري، وبعدها يعبرون معك كل الطرق ويتقبلون منك كل السياسات.
الجريدة الرسمية