رئيس التحرير
عصام كامل

"الحركة السلفية- الوهابية" كتاب يكشف خريطة الجماعات المتطرفة في روسيا

كتاب الوهابية السلفية
كتاب "الوهابية السلفية في الاتحاد الروسي"

الوهابية - السلفية في الداخل الروسي هي تيار غير متجانس للغاية. يمكن تعريف مجموعاتها الرئيسية على النحو التالي: الوهابيون "الكلاسيكيون"، الذين يطلقون على أنفسهم السلفيين (أتباع "صف الإسلام" أو "الإسلام النقي")؛ الإخوان أو "الإخوان المسلمون"؛ حزب يتوقف (الحزبيين، و هم أنصار حزب التحرير الإسلامي الإرهابي) والتبليغيين (أتباع الطائفة الباكستانية المتطرفة "جماعة التبليغ"). فإذا كنت إرهابي أو إخواني أو من أنصار حزب التحرير أو من تنظيم الدولة الإسلامية في الشام و العراق فأنت سلفي- وهابي في الأساس.

حتى إن هناك من يصنف الطوائف المختلفة من أصل تركي على أنها طوائف سلفية - وهابية في روسيا ، والتي توحدت بالاعتماد على الأعمال الأدبية لسعيد نورسي وفتح الله جولن. بالرغم من أن مواقفهم الأيديولوجية تختلف عن المواقف الوهابية، فهم يظهرون شغفًا أقل بالأصولية، ولا يبدو ارتباطهم العملي بالإرهاب النظامي واضحًا. لكن على كل الأحوال تعرفهم هيئات إنفاذ القانون و يعرفهم الصحفيين و حتى الكثير من الباحثين في روسيا على أنهم سلفيين.
تركيا تشعل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان
ويمكن أن نرى السلفية-الوهابية الروسية في شكل السلفية المتطرفة، التي تساوي جميع مؤيدي الإسلام التقليدي مع غير المسلمين، فكلاهما كفار، و تنتشر السلفية المتطرفة الجهادية بشكل أساسي في شمال القوقاز، و التي تخوض حرب مستمرة حتى الآن ضد السلطات المحلية و الفيدرالية و ضد الإسلام التقليدي و ممثلي الطرق الصوفية.

 

وفي آخر 5 سنوات يمثل هذا التيار السلفي (طبقا للمفهوم الروسي) أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والذي تنتشر خلاياه النائمة بشكل واضح في مناطق كثيرة داخل الإتحاد الروسي وغير مقتصر على مناطق شمال القوقاز.

ويمكن أن نراها في شكل السلفيين المعتدلين والذين يؤيدون إستمرار الجمهوريات الإسلامية الروسية داخل الإتحاد الفيدرالي وينبذون العنف بكل أشكاله والذين يركزون فقط على الدعوة ونشر الأفكار السلفية في المجتمع. إلا أن من وجهة النظر الأمنية والحفاظ على تماسك المجتمع ، فكلا المجموعتين تمثلان خطر كبير.

 

فالمعتدلون فقط ينتظرون، ولكن في أي لحظة يمكن أن يتحولوا إلى العنف، فلا توجد سلفية معتدلة أو غير معتدلة، فالسلفية- الوهابية خطر واضح على المجتمع الروسي وعلى الفيدرالية الروسية بسبب أنها في الواقع أيديولوجية لا تقبل القيم والتقاليد الوطنية، أو التمسك بالمذاهب أو قيم عقيدية أخرى؛ و أن لهم موقف غير متسامح تجاه الإسلام التقليدي وغير المؤمنين، فهم معادون بشكل خاص للصوفيين والشيعة ، وغالبًا ما يطلق على الأخيرون طائفة الشيطان؛ وأنهم يرغبون في إنشاء دولة "الخلافة الإسلامية" بالإضافة إلى الميل لطرق القوة في العمل الدعوي. فتعترف العديد من الجماعات الوهابية بأن الإرهاب هو الأكثر وسيلة فعالة لتحقيق أهدافك.


من يشعل الوضع في ليبيا


وللوقوف على وضع الحركة السلفية-الوهابية في الاتحاد الروسي، تطرقنا إلى بدايات هذه الحركة في الفصل الأول من هذا الكتاب. وأما الفصل الثاني فقمنا بعرض خريطة تواجد الحركة السلفية-الوهابية داخل الاتحاد الروسي؛ موقف الحركة السلفية من تنظيم الدولة الإسلامية؛ عوامل إنتشار التيار السلفي الوهابي في روسيا وطرق التجنيد في التنظيمات السلفية-الوهابية. وأما الفصل الثالث فقمنا بتوضيح أسباب إنتشار التيار السلفي على أراضي الاتحاد الروسي وطرق تجنيد أعضاء. وأما الفصل الثالث نستعرض تجربة حكومة الاتحاد الروسي في مكافحة هذه الحركة على المستويات التشريعية والأمنية والأيدلوجية.


الكتاب صدر عن المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم للكاتب الدكتور عمرو الديب أستاذ العلاقات الدولية جامعة لوباتشيفسكي ومدير مركز خبراء رياليست (النسخة العربية).

الجريدة الرسمية