رئيس التحرير
عصام كامل

الكلمة قد تتعس إنسانا.. وتسعد آخر !

نبينا الكريم كان أحسن الناس خلقاً وأطيبهم كلاماً حتى مع الأعداء وقد قال عنه القرآن "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " الكلمة الطيبة من شروط الخلق العظيم بل لعلها أهم مقوماته.

 

لقد قال الله تبارك وتعالى الكلمة الطيبة وليس العمل الصالح؛ لكون الأخير سراً بين العبد وربه إذا كان صالحاً يبتغي به وجه الله.. أما الكلام فيكون وسيلة للتواصل بين الناس بعضهم بعضاً، معبراً عن مكنونات صدورهم ومقاصدهم ونواياهم.

 

ومن ثم فالله يأمرنا بقول الحق والعدل والإحسان ويعلمنا أن القول الطيب من مفاتيح السعادة التى يجب أن ننشرها على من حولنا.. وبها تتآلف القلوب وتأتلف وبالكلمة الخبيثة تتفرق وتختلف.

 

 الكلمة الطيبة!


الكلمة الطيبة تنفع صاحبها بالذكر الحسن في الحياة الدنيا وبالثواب والأجر في الآخرة حيث تعود عليه بالدعاء الصالح بعد موته، فهي ثابتة لا تعصف بها رياح الباطل.. وهي تعني الكثير والكثير ؛ فمنها إفشاء السلام، وإصلاح ذات البين، وذكر الله تعالى، وتعليم الناس خيراً.

وكم من كيان ممزق جمعته الكلمة الطيبة؛ فهى تأسر قلوب السامعين وتلم شمل المفترقين.. وكم من عداوة أذابتها كلمة طيبة ..لكن كثيرا من الناس يجهل تأثير تلك الكلمة على الآخرين؛ وينسون أن الكلمة قد تكون سبباً في تعاسة إنسان وسعادة آخر ..

 

فليقل خيراً أو ليصمت!

 

ومن ثم علينا أن ننتقي ألفاظنا، ونتقن لغة الكلام الجميل فذلك سلوك يمكن ترسيخه بالتكرار والممارسة.. لنكثر من صدقات الكلام الطيب.. وما أكثر صدقاته إن أردنا ألإحسان لأنفسنا قبل أن نحسن للآخرين لقول الله تعالى: " إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ".


الجريدة الرسمية