رئيس التحرير
عصام كامل

"نفحة" للناس الغلابة

وكأن مصر لا يوجد بها سوى هذه المستشفيات التي تقاسمت الشاشة مع دراما رمضان، ميزانيات ضخمة للإنفاق على سيول الإعلانات، وعائد تبرعات يقدر بالمليارات، وأوجه إنفاق تستوجب مئات التساؤلات..

 

وتلك قضية استهلكتنا الكتابة فيها دون رد مقنع يشفي غليل أمثالي من المشككين والباحثين عن حقيقة هذا البيزنس الخطير، لكن ما يهمنا هنا هو التأكيد على أن هذه المستشفيات لم تكن يوماً ملاذاً للمرض الغلابة، وإن كانت كذلك.. فلا مجال لمقارنتها بالمستشفيات الحكومية التي كانت ولا تزال قبلة البسطاء، ورغم ذلك توارت أمام "سبوبة" مستشفيات التبرعات، وتوارى دورها رغم أنها الأساس.

 

اقرأ أيضا: هل تمول زوجتي الإرهاب؟!

 

وهنا ندفع بنموذج المستشفيات الجامعية، التي تستقبل ملايين المرضى، ويقوم عليها أساتذة كبار، يخلصون لمهنتهم ويتصدرون الصفوف الأولى في كل الأزمات، ومع ذلك لا يعرفون للشاشة طريق، ولا يجيدون التسويق لإنجازات مستشفياتهم وهي الأحوج لتورتة التبرعات.

 

مستشفيات جامعة الزقازيق هي الأكثر إستقبالاً لمرضى محافظة الشرقية وما يحيط بها من محافظات، وفشلت الجامعة في إنجاز مستشفى الأورام التي بدأ تأسيسها منذ سنوات، وإمكانيات الجامعة لا تسمح بإنتاج إعلان واحد، ولو أنتجته.. لن تستطيع عرضه في القنوات لأن مخصصاتها المالية تعجز عن توفير ثمن عرضه، فإستمرت المستشفى حوائط فقط، وستمر عناء المرضى في البحث عن مكان في مستشفيات القاهرة التي تتحمل فوق طاقتها.

 

أما جامعة المنصورة التي حولتها مستشفيات الجامعة عاصمة للطب في مصر.. فوقفت عاجزة أمام استكمال مركز زراعة الكبد، الذي شيده أحد رجال أعمال المحافظة منذ عام، وبقيت عمليات التشطيب وشراء الأجهزة التي تحتاج إلى ٢٥٠ مليون جنيه، والجامعة هي الأخرى لا تستطيع إنتاج إعلانات وعرضها لجمع التبرعات بسبب ضعف الميزانية.

 

اقرأ أيضا: عذراً يا أطباء مصر

 

جامعة المنصورة التي تضم مركز زراعة الكلى الأول في الشرق الأوسط، ووحدة زراعة الكبد التي ساهمت بالنصيب الأكبر في القضاء على قوائم الإنتظار، وتتميز بأساتذة يعشقون مهنتهم، هذه الجامعة في حاجة إلى ٢٥٠ مليون جنيه لتحل أزمة زراعة الكبد في مصر، وإذا كانت مستشفيات إبتزاز المواطنين تعالج بالمجان.. فمستشفيات الجامعة تعالج أيضاً بالمجان، وتزرع الكلى والكبد بالمجان، ويشرف عليها علماء كبار.

 

مستشفى أورام جامعة الزقازيق ومركز زراعة الكبد بجامعة المنصورة في حاجة إلى "نفحة" من أموال التبرعات لتفتح أبوابها، وإعذروا جهل أساتذة الجامعتين بجمع التبرعات، فهذه حرفة لا يجيدها سوى قلة لا تكل ولا تمل وصدرها يتسع للاتهامات.

besherhassan7@gmail.com

 

الجريدة الرسمية