رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعمق جائحة كورونا الفجوة بين الشمال والجنوب في إسبانيا وإيطاليا؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد أن بدأت إيطاليا في تخفيف القيود التي تهدف إلي وقف انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 والعودة إلى العمل ، سلطت صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية الضوء علي الفجوة بين الشمال والجنوب في كل من إسبانيا وإيطاليا.

 

وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها إلي أن المناطق الجنوبية في إيطاليا ، عانت من وفيات أقل بكثير في هذا الوباء مقارنة بالشمال الأكثر ثراءً ، إلا أنه من المتوقع أن يترك الضرر الاقتصادي الناجم عن الأزمة ندوبًا أعمق في الجزء الجنوبي من البلاد.

 

وقالت "يحدث هذا الانقسام بين الشمال والجنوب في أجزاء أخرى من جنوب أوروبا مثل إسبانيا ، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم التفاوتات الإقليمية التي تتزايد منذ سنوات في كلا البلدين".

 

ووفقاً لمكتب الإحصاءات الوطني في إيطاليا ، ارتفع إجمالي عدد الوفيات خلال شهر مارس في شمال إيطاليا مقارنة بمتوسط ​​الشهر نفسه على مدى السنوات الخمس الماضية بنسبة 94.9 % ، بينما كانت الزيادة في جنوب إيطاليا تقدر بنسبة 2 % فقط.

 

وفي إسبانيا سجلت أكثر منطقة في إسبانيا من حيث عدد السكان وواحدة من أفقر مناطقها الأندلس ، أكثر من 1300 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا ، مقارنة مع أكثر من 5500 حالة تم تسجيلها في كاتالونيا الأكثر ثراء ، وأكثر من 8500 تم تسجيلها في العاصمة مدريد.

 

وأضافت الصحيفة "من المتوقع أن تعود الحياة إلي طبيعتها في المناطق الشمالية أسرع من الجنوبية ، بفضل قواعدها وبنيتها الصناعية والزراعية القوية ، وفي غضون ذلك ، من المرجح أن تتأخر المناطق الجنوبية في العودة إلي ما قبل ظهور فيروس كورونا ، نظراً لاعتمادها علي السياحة والتي من المتوقع أن لا تتراجع خلال الفترة المقبلة ايضاً".

 

اقرا ايضا: 

الأولى أوروبيًّا بحالات الشفاء.. سر انخفاض عدد المتوفين بكورونا في برلين 

 

السياحة

يعتبر النمو الاقتصادي العام في إيطاليا ضعيفاً بعض الشيء منذ الأزمة المالية الأخيرة ، ولكن أرقام النمو الوطنية أظهرت التفاوت الراسخ بين الجنوب والشمال ، حيث نما الاقتصاد الإيطالي ككل بنسبة 0.3% في عام 2019 ، وكانت نسبة النمو في شمال ووسط البلاد بنسبة 0.5 % ، بينما انكمش اقتصاد الجنوب بنسبة 0.3 % ، وفقًا لتقديرات جمعية التنمية الاقتصادية في جنوب إيطاليا. 

 

وبعد تفشي فيروس كورونا ولجوء أغلب الدول في العالم إلي إيقاف الرحلات الجوية ومنع التجمعات وإغلاق المتنزهات والأماكن الترفيهية والشركات ، والإكتفاء فقط بالأعمال الضرورية ، انهارت السياحة في جنوب إيطاليا ، ويقول عميد قسم المال والاقتصاد بجاممعة لويس في روما ، ستيفانو مانزوتشي "من المرجح أن يكون تأثير أي انتعاش اقتصادي ، أبطأ بكثير في الجنوب من الشمال" . 

 

وتابع "في نهاية القصة سيكون لدينا جنوب أفقر من أي وقت مضى ، وهذا سيؤدي إلى تفاقم الاختلاف بين الجنوب وبقية البلاد التي كانت تزداد سوءًا منذ عقود".

 

إقامة مناطق خضراء

ويقول السياسي الإسباني ومدير مركز السياسة الاقتصادية والاقتصاد السياسي في كلية إدارة الأعمال «Esade» توني رولدان ، إن على الاتحاد الأوروبي الاستجابة لهذه الاختلافات الإقليمية من خلال المصادقة على "المناطق الخضراء" التي يمكن أن تنقذ موسم السياحة الصيفية في جنوب أوروبا.

 

وأضاف "كما أن الحكومة الإيطالية يمكنها البدء في بناء بنية تحتية جديدة للطرق والسكك الحديدية من أجل ربط جنوب إيطاليا بشكل أفضل مع بقية البلاد علي المدي الطويل".

 

 وواجهت الحكومة الإيطالية انتقادات بأن المساعدات المالية التي تقدمها حالياً ، مثل التمويل للمناطق المحلية لتوفير الغذاء للمحتاجين ودعم المدفوعات للشركات الصغيرة المغلقة ، إجراءات قصيرة المدى ، ولن تفعل الكثير لتغيير المسار الاقتصادي للجنوب الإيطالي.

الجريدة الرسمية