رئيس التحرير
عصام كامل

الأقصر الأفريقي يتحدى "كورونا"

يفتتح مساء غدا الجمعة الدورة التاسعة لمهرجان "الأقصر للسينما الأفريقية"، في عرس فني سياحي يليق ببلد عريق مثل مصر، حيث تنقل الذهبيات كل الوفود والفرق وضيوف المهرجان علي عبر النيل الي معبد الأقصر، ليبدأ إستعراض "رد كاربت"، لتتوالي بعدها مراسم الإفتتاح داخل معبد الأقصر الشامخ.

 

والحقيقة أن الشموخ هو الصفة الأصيلة التي لازمت دورات هذا المهرجان منذ دورته الأولى، التي أقيمت بعد فترة قصيرة جدا من ثورة 25 يناير، وسط مخاض صعب على كل الأصعدة، مثلما لازمه عنصر التحدي لهذه الظروف، وكلاهما "الشموخ والتحدي"، هما السمتان الرئيسيتيان الملازمتان لكل دوراته التالية..

 

اقرأ ايضا: عندما قابل هاري.. سيجال

 

حيث يناضل المهرجان كل دورة وسط تحديات مادية ومعنوية وإجتماعية صعبة، يصر دوما على تجاوزها بنفس روح الشموخ التي يتحرك بها صناعه وعلى رأسهم الصعيدي الطموح، والسيناريست المبدع سيد فؤاد، والمرأة الحديدية المخرجة عزة الحسيني، وجوقة كبيرة من المبدعين والجنود المثابرين لايتسع المقام لذكرهم.

 

وعلى سبيل المثال وليس الحصر كان مهرجان الاقصر واعيا بالتحديات الإفريقية، وأهميتها، فنراه يجتذب المخرج الاثيوبي الكبير هايلي جريما لسنوات لمحاضرات وورش متزامنا مع مفاوضات سياسية صعبة تخص مياه النيل، كما نراه يلعب على دعم مصر في دورها الريادي الأصيل إفريقيا بالتمدد سينمائيا فيعقد الشراكات مع المهرجانات الموازية، ويفتح الباب لعرض الأفلام المهمة، بل ويقدم إسبوعا للسينما الإفريقية بدار الأوبرا المصرية للتعريف بأهم الأفلام، وصناعها من قارتنا الضخمة والمهمة، وهكذا.

 

لقد ولد مهرجان الاقصر قويا وشامخا منذ دورته الأولى بفضل المثابرة والجهد للقائمين عليه، وهو يواصل هذا الشموخ بروح التحدي هذه الدورة من خلال فعاليات وبرامج عديدة أبرزها الإحتفال بمرور 60 عاما على إنشاء فرقة رضا للفنون الشعبية، تلك الفرقة التي حملت تراث الفنون الشعبية المصرية لجميع دول العالم، وهي الفرقة التي خلدت مدينة الأقصر التي يحمل إسمها المهرجان في أغنية بديعة فكانت سبباً للتغني بهذه المدينة التاريخية العظيمة.

 

اقرأ ايضا: يسرا.. حدوتة مصرية

 

كما تحتفل هذه الدورة بمئوية وحش الشاشة فريد شوقي، حيث يعتبر المهرجان هذه الدورة مهداة لأسمه، ولتفرده والتاريخ الفني الذي قدمه هذا الفنان الخالد بدوره في ذاكرة السينما المصرية.

 

ويهدي المهرجان دورته التاسعة للممثل المالي ستيجي كوياتي والفنانة المصرية القديرة عقيلة راتب بحضور حفيدتها جيهان جلال، والمخرج المصري أسامة فوزي بحضور شقيقته عفاف جرجس فوزي، وكذلك للمنتج التونسي أحمد بهاء الين عطية، ناهيك عن تكريم النجوم جيمي جون لوي وعمرو عبدالجليل وزينة وميمونة ندياي.

 

هكذا يواصل الأقصر السينمائي النجاح في دورته الجديدة، ليواجه مخاوف فيروس "كورونا"، ذلك الشبح القادم لإثارة الفزع في العالم، والذي تسبب في إلغاء فاعليات عديدة على المستوى العالم.

 

الجريدة الرسمية