رئيس التحرير
عصام كامل

تطوير التعليم بين الواقع والمأمول مرة أخرى!

أتابع في الفترة الأخيرة بكل شغف وأمل مثل جميع المصريين الخطوات العديدة التي اتخذتها الحكومة لتطوير جميع عناصر ومراحل العملية التعليمية في بلادنا المحروسة، نظرًا لما يمثله هذا الشأن الحيوي من انعكاسات شديدة الأهمية على مستقبل الوطن..

 

ولكن كل المؤشرات والنتائج المتعلقة بعملية التطوير المنشودة، والتي تم تداول حقائقها ووقائعها وأحداثها على نطاق واسع في جميع وسائل الإعلام، لا تبشر بأي بادرة خير (حتى الآن).

 

ويؤسفني القول إنه يبدو واضحًا وضوح الشمس أن التخطيط الذي تم وضعه للنهوض بالعملية التعليمية لم يكن محكمًا على الإطلاق؛ لأنه أغفل معطيات ومعايير أساسية عديدة كان ينبغى وضعها مسبقًا في الاعتبار، وهو ما يعني أننا لم نحسن القراءة السليمة لواقع العملية التعليمية، وخاصة أهم عنصر فيها وهو "العنصر البشري".

 

اقرأ أيضا: إفطار العظماء

 

ومن المهم هنا إذا كنا جادين حقًّا في تحقيق الرؤية الإصلاحية المنشودة أن نسأل أنفسنا بمنتهى الأمانة والموضوعية عما إذا كنا نمتلك الآليات والأدوات الصحيحة التي تعيننا على تحقيق هذه الرؤية، والتي تتناسب مع الواقع الأليم والمعقد الذي يغلف جنبات هذه المنظومة البائسة في بلادنا.

 

والإجابة القاطعة أننا بدون أدنى شك نعاني نقصًا حادًا ومخيفًا (كمًا، وكيفًا) في امتلاك هذه الآليات والأدوات سواء على المستوى المركزي، أو على المستوى اللامركزي في جميع المحافظات، وهو ما يستوجب من السيد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني وفريق عمله التحليل الموضوعى والأمين للوقائع السلبية العديدة التي شابت عملية التطوير حتى الآن والنظر لها بعين الاعتبار واستخلاص الدروس المستفادة منها، حتى لا تتحول عملية تطوير التعليم التي انتظرناها جميعًا إلى سراب، لأنه لو حدث ذلك (لا قدر الله) سنطيح بجميع أحلام الوطن وسندفع جميعًا ثمنًا غاليًا للغاية لن نقدر على تحمل تبعاته في المستقبل.

 

اقرأ أيضا: قبل ان يجرفنا الطوفان!

 

سبق أن كتبت هذا المقال منذ عام كامل في نفس هذا المكان تحديدًا، وأجد أنه يجب على إعادة نشره مرة أخرى، لأنه بكل أمانة وصدق ما زلت أجد شكوى مُرة حتى الآن تصل لدرجة اليأس والقنوط من نظام التعليم الحالى، بإجماع أعداد هائلة من جميع من أقابلهم من مديرين ومعلمين وطلبة وطالبات وأولياء أمور ومتخصصين وخبراء لا غبار عليهم، وهو ما لا يمكن أن يتصور معه أن يكون كل هؤلاء على باطل. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية