رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا تستدعي السفير الأمريكي بعد تصويت الكونجرس على "مذابح الأرمن"

فيتو

وسط علاقات متوترة بين أمريكا وتركيا أقر مجلس النواب الأمريكي في خطوة تاريخية قرارا بالاعتراف رسميا بـ"الإبادة الجماعية للأرمن" على يد الإمبراطورية العثمانية، وهي خطوة أغضبت تركيا وسارعت أنقرة بالتنديد بها.

واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الأمريكي في أنقرة ديفيد ساترفيلد اليوم الأربعاء بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح الاعتراف بقتل الأرمن قبل نحو قرن من الزمن بوصفه إبادة جماعية ودعوة المجلس إلى فرض عقوبات بسبب توغل تركيا في سوريا.

وأيد مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة أمس الثلاثاء قرارا يعترف بأن عمليات القتل الجماعي التي تعرض لها الأرمن قبل 100 عام إبادة جماعية، في تصويت رمزي لكنه تاريخي سارعت تركيا بالتنديد به.

ووافق المجلس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بأغلبية 405 أصوات مقابل 11 صوتا على القرار الذي يؤكد أن سياسة الولايات المتحدة التي تعتبر مقتل 1.5 مليون أرمني على يد الإمبراطورية العثمانية خلال الفترة من 1915 إلى 1923 إبادة جماعية. ولم يتضح بعد مصير التشريع في مجلس الشيوخ، إذ لم يتحدد بعد موعد لإجراء تصويت مماثل.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنها تشرفت بالانضمام إلى زملائها في "إحياء ذكرى إحدى أكبر الفظائع في القرن العشرين: القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف من الرجال والنساء والأطفال الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية".

ويعتبر الأرمن أن القتل الجماعي لشعبهم بين عامي 1915 و1917 يرقى إلى مصاف الإبادة، وهو ادعاء لا تعترف به سوى نحو 30 دولة وتنفيه تركيا بشدة.

وأتبع النواب الأميركيون الغاضبون الاعتراف بـ"الابادة الارمنية" بصفعة ثانية لأنقرة من خلال تمرير قانون يفرض عقوبات على تركيا بسبب عمليتها العسكرية ضد الاكراد.

وتعثرت على مدى عقود في الكونجرس تشريعات تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن لمخاوف من أن تعقد العلاقات مع تركيا وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها حكومة أنقرة على واشنطن.

غير أن المشرعين الأمريكيين يستشيطون غضبا من تركيا منذ شهور بسبب شرائها منظومة دفاع صاروخي روسية في تحد للعقوبات الأمريكية، ولتوغلها في الآونة الأخيرة في شمال سوريا لمحاربة المقاتلين الأكراد بعدما سحب ترامب فجأة القوات الأمريكية من المنطقة.

وتقبل تركيا بأن كثيرا من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية قتلوا في اشتباكات مع القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها تشكك في الأرقام وتنفي حدوث القتل على نحو ممنهج أو أنه يمثل إبادة جماعية. وتعتبر أنقرة أن التدخل الخارجي في هذه القضية تهديد لسيادتها.

وسارعت تركيا بالتنديد بالتشريع الذي أقره مجلس النواب الأمريكي، قائلة إن قرار الإبادة الجماعية "يخلو من أي أساس تاريخي أو قانوني، وباعتباره خطوة سياسية بلا معنى فإنه موجه فحسب إلى جماعات الضغط الأرمنية وتلك المناهضة لتركيا".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية