أوبرا سيد درويش بالإسكندرية.. تاريخ يتجدد مع الفن والموسيقى

تعد محافظة الإسكندرية العاصمة الثانية لمصر، وقد كانت عاصمتها قديما، كما يطلق عليها عروس البحر المتوسط، لما تضمه المدينة الساحلية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة والجذابة على مدار تاريخها العريق، وتعد مقصدا للسياحة الخارجية لزيارة الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية والاستمتاع بطقسها المعتدل، إذ يوجد بها أكبر موانئ مصر البحرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية، كما تضم العديد من المتاحف والمواقع الأثرية مثل قلعة قايتباي وعمود السواري وكورنيش البحر وغيرها، بالإضافة إلى وجود العديد من المسارح الأثرية والفنية والتي يأتي في مقدمتها مسرح سيد درويش. 

دار أوبرا الإسكندرية أو ما يطلق عليه بين جماهير ورواد المحافظة، بمسرح سيد درويش هو مسرح الاحتفالات الرئيسي حاليا في مدينة الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط، والذي يقع بمنطقة العطارين وسط المحافظة، بالقرب من مسجد النبي دانيال وشارع السينمات ومنطقة محطة الرمل..

بني مسرح سيد درويش أو دار أوبرا الإسكندرية العام 1918، وافتتح العام 1921 في الإسكندرية، وكان يطلق عليه (تياترو محمد علي)، وما زال الاسم القديم مدونا على اللوحة التأسيسية للدار على واجهتها الرئيسية، وتسمى دار أوبرا الإسكندرية حاليا باسم فنان مدينة الإسكندرية الكبير "سيد درويش"، وذلك اعتبارا من عام 1962م؛ تقديرا له على تحديثه في مجال الموسيقي في مصر، وتعد حاليا أوبرا الإسكندرية مسرح سيد درويش هي دار الأوبرا الثانية في مصر من حيث تاريخ الإنشاء.

ويرجع تاريخ تصميم المبنى على الطراز المعماري الأيوني، للمهندس الفرنسي الشهير "جورج بارك" لآل قرداحي في المدينة، الذي استوحى تصميمه المعماري من تصميم دار أوبرا فيينا بالنمسا ومسرح أوديون في باريس، كما قام بتزيينه بزخارف أوروبية كلاسيكية الطابع كما كان سائدا في مصر بداية القرن العشرين، وقدمت عليه عروض مسرحية وموسيقية عديدة مصرية وأوروبية، وقد كان أول عرض مسرحي قدم عليه هو عرض شهرزاد في 30 من يونيو 1921 م. ويسع مسرحه الكبير 1000 مقعد، وتبلغ مساحته الكلية 4200 متر مربع، ويقع المسرح في طريق الحرية (شارع فؤاد) بمنطقة محطة الرمل.

«أيامنا الحلوة» أولى فعاليات المهرجان الصيفي بدار أوبرا في الإسكندرية

وتعرض في الدار عدة فرق مصرية وعالمية كأوركسترا القاهرة السيمفوني وأوركسترا الحجرة لأوبرا الإسكندرية، وفرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي والفرقة القومية العربية للموسيقى، أيضا تعرض على خشبة مسرح الدار فرق الباليه والأوركسترا الفيلهارموني والبيانو والرقص الحديث وفرق فولكلورية مصرية وعالمية والدخول إلى الأوبرا شأنه شأن دور الأوبرا العالمية يكون بالملابس الرسمية، حيث اعتبر الكثير من الفنانين والفنانات مسرح "سيد درويش" بيتهم الفني المفضل لتقديم إبداع الفنيات والعروض وعودة الطرب القديم من خلال تقديمها على مسرح الأوبرا الرئيسي، ومن أشهر الفنانين الذين حرصوا على زيارة مسرح الأوبرا خلال الفترة الماضية والاشتراك في الكثير من المهرجانات الفنية والموسيقى العربية، الفنان هاني شاكر وعلي الحجار ومدحت صالح وغالية بن علي وخالد سليم والموسيقار إبراهيم عبد الغفار..