رئيس التحرير
عصام كامل

مخاطر الكتمان!


أمر مفهوم أن تنصح الأجهزة الأمنية بالكتمان والسكوت وعدم الحديث عندما تثار أقاويل وادعاءات، فالكتمان نهج ضرورى للأمن في كل مكان، لأنه يساعده في أداء مهامه وإنجاز أعماله وضمان نجاح تحقيقاته..


لكن ليس مفهوما ولا مقبولا الآن في ظل الثورة التكنولوجية العالمية في وسائل الاتصال وشبكات التواصل الاجتماعى، أن يلتزم السياسي بالصمت أو الكتمان.. وهذا ما عناه الرئيس السيسي عندما تحدث في مؤتمر الشباب عن مخاطر الكتمان التي تفوق الآثار الجانبية للشفافية والمصارحة..

حيث إن للكتمان والتزام الصمت تجاه ما يثار ويشغل بال الرأى العام مخاطر كبيرة، لأنه يصيب الرأى العام بالبلبلة ويفقده الثقة في كل شىء، ويسهل العمل لمن يريد تضليله وتوجيهه في الاتجاه الذي يَصْب في مصلحته.. أما القول بأنه لا يصح النزول إلى مستوى أصحاب الادعاءات والأقاويل فهو قول بات غير مستساغ، في ظل ثورة الاتصالات التي جعلت ما يحدث في مكان من العالم يعرف به تفصيلا من يعيشون بعيدا بآلاف الأميال عن موقع الحدث..

وذات الشىء ينطبق على القول بأننا نحتاج لأن نتفرغ لعملية البناء التي نحتاج لها بإلحاح، لا أن نبدد وقتنا في الرد على كل من هب ودب كما يقال.. فتضليل الرأى العام وإثارة شكوكه وإصابته بالبلبلة من شأنه أن يقضى على عملية البناء من أساسها، لذلك لا مناص ولا غنى الآن عن التواصل الدائم والمستمر مع الرأى العام والحديث المستمر معه، حماية له من التضليل، وإنقاذه من الوقوع في براثن الشكوك..

وإذا كان ذلك ضروريا طوال الوقت، فهو أضحى ضروريا أكثر في ظل ثورة الاتصالات العالمية، والتي استثمرتها التنظيمات الإرهابية، واستغلتها الأجهزة التي تسعى لتقويض كيان الدولة الوطنية، خاصة في منطقتنا.. الآن لا غنى عن المصارحة والمكاشفة والتواصل المستمر الذي لا ينقطع مع الرأى العام.. فهو مثل الزرع يحتاج لرعاية لا تتوقف وعناية لا تنتهى.
الجريدة الرسمية