رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سميحة أيوب : هذه أسرار انفصالي عن محسن سرحان ومحمود مرسي ورفضي الإنجاب من سعد وهبة

فيتو

  • قلت لمخرج "تيته رهيبة".. "يا نهار اسود.. أشتغل مع هنيدي؟!".. والفيلم أكسبنى شعبية الأطفال
  • رُشِّحتُ لدور "فاطمة تعلبة" في مسلسل "الوتد".. وفوجئت بهدى سلطان تلعبه
  • لو لم أكن ممثلة لتمنيت أن أكون راقصة باليه
  • تجربة أشرف عبدالباقي ليس لها علاقة بالمسرح.. ولكنها اسكتشات ضاحكة
  • عبدالناصر لم يمنع فيلمًا واحدًا أو مسرحية من العرض.. والسادات أوقف بنفسه عرض مسرحية "الأستاذ"
  • لم أولد ممثلة.. ودخولي عالم الإخراج المسرحي "نزوة"
  • حب سعد الدين وهبة لى جعله يفعل المستحيل لكي يتزوجني
  • اتفقتُ مع محمد صبحي على الاشتراك سويًا في عدة أعمال مسرحية
  • أعتز بكل تكريم حصلت عليه من رؤساء الجمهوريات.. ولكن أفخر بوسام هذا الرئيس
  • لست راضية عن بعض أعمالى.. واضطررت لها للإنفاق على مسرح الدولة
  • جميع أعمالي المسرحية من الوزن الثقيل جدًا
  • السيسي امتداد للحلم الناصري.. وأقول للحكومة "الضرب في الميت حرام"
  • امتلكت أول سيارة بالتقسيط.. بعد 15 عامًا من العمل


أجرى الحوار: محمد طاهر أبو الجود
عدسة: هدير صالح

«أحمد الله.. فالطبيعة كانت سخية معي حتى أعطتني شكلا وصوتا يليق بكل الشخصيات التي أديتها».. بصوتها المميز الذي لا تخطئه أذن، بدأت الفنانة القديرة سميحة أيوب، حوارها معنا في منزلها بالزمالك، بتلك الجملة التي تحمل دلالة واضحة على حجم موهبتها الكبيرة التي منحها الله إياها وميزها بها عن غيرها.

تؤمن بمقولة: "أعطني مسرحا أعطك شعبا مثقفا وعظيما"، لذا كرست حياتها كلها على خشبة "أبو الفنون"، تاركة إغراءات السينما، فمنذ صغرها بحثت عن القيمة التي تقدمها للناس، ولم يشغلها للحظة واحدة الشهرة أو جمع الأموال، لتنال على ذلك حب الناس لأعمالها وقيمتها الفنية.
هي فنانة من طراز خاص، عندما تشاهد أعمالها تشعر بعبق التاريخ والحضارة، لمَ لا وهي سيمفونية مصرية كاملة الملامح والتفاصيل، ضاربة في الجذور، حينما تشاهد أعمالها المسرحية تراها تقف شامخة على خشبة "أبو الفنون".
هي كلثومية الأداء على المسرح، تملأ بإبداعها أفئدة عشاقها، وفنها الراقي يطهر بقدسيته كل الآثام والجرائم التي ارتُكبت باسم الفن.. هي أيقونة حقيقية تشع نورًا في وجوه الأحبة، ورمزًا للأصالة المصرية، ورائدة وسفيرة الفن الأصيل.. إنها سيدة وزعيمة المسرح العربى الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي تحكى في هذا الحوار جانبًا من أسرار وكواليس 60 عامًا من النجاح والتألق.


**في البداية.. هل لعبت الصدفة دورها في دخولك عالم التمثيل؟
- بين الطفولة والصبا وعمري لم يتجاوز الـ14 عامًا دخلت الفن صدفة، عبر بوابة المعهد العالي للفنون المسرحية، فخلال مرافقتي لصديقتي التي ذهبت لتمتحن في المعهد، سُئلت من قبل المسئولين عما إذا كنت أحب التمثيل، فأجبتهم حينها: أحبه، ولكني لم أسجل اسمي في كشف الممتحنين، حتى فوجئت بقبولي وتسجيل اسمي كطالبة مستمعة بالمعهد، وبعد إتمامي سن الـ16 عاما أصبحتُ طالبة نظامية، ودعني أقل لك إن الفن لم يجرِ في دمي، ولم أولد ممثلة، ولكن بعد التحاقي بمعهد الفنون المسرحية اكتشفت بداخلي موهبة التمثيل.. واجعلني أصدقك القول: "مكنش في دماغي أكون ممثلة، ولكن اكتشفت جوايا الموهبة".. ولم أجد من يدفعني نحو التمثيل، ولكنني كنت محاطة بالكثير من العوامل السلبية التي تدفع إلى إقصائي، ولكني واجهتها بالإصرار والصبر ومحاربة اليأس والإحباط بداخلي، ومنذ صغري وأنا أنظر للقيمة التي يمكن أن أقدمها للناس، ولم أفكر للحظة واحدة في الشهرة أو جمع المال.

**هل هناك فيلم أثار شهية حب التمثيل بداخلكِ؟
- فيلم الحذاء الأحمر، يعد أحد أهم كلاسيكيات القرن الماضي، صدر سنة 1948، وتدور قصته عن راقصة باليه، وأُعجبت للغاية بالكلاسيكيات والأحداث والقصة الموجودة بالفيلم. وتستعيد ذكريات الطفولة: "كنت لسه عقل طفلة، وقلت في نفسي يا سلام لو اطلع راقصة باليه"، كنت أحلم بأن أكون راقصة باليه، ولكن وقتها لم يكن هناك أكاديمية فنون، أو معهد لدراسة الباليه.

**كيف نجح زكي طليمات أن يكسر بداخلكِ الميل للغرور خلال فترة توهجك الفني؟
- في البداية كان حريصا على أن يكسر مقاديفي جدًا، وعندما رأى موهبتي والتزامي بتعليماته وإضافتي لها، تعهدني بالرعاية.. وأؤكد لك أنني لم أصب بداء الغرور ولو للحظة، وأرى أن الغرور بداية النهاية، واستمرار الإنسان في النجاح يكمن في دأبه على التعلم.

** احكي لنا نصيحة قدمها لكِ الراحل زكي طليمات، ولم يمكنك نسيانها؟
- قدم لي العديد من النصائح، فعندما كان يرانى مندمجة مع زميلة ما- يعرف حقدها عليّ- يقول لي: "لا تثقي في أحد كل الثقة..عدوك ابن مهنتك"، ووقتها لم أشغل عقلي، وعندما كبرت عرفت بأثر رجعي ما الذي كان يقصده.

** وماذا عن أول عمل شاركتِ فيه؟
- رواية "البخيل" للأديب الفرنسي موليير، تعتبر أول ظهور لي على خشبة المسرح، وكنت وقتها ما أزال تلميذة، ولم أتقاضَ أي أجر حتى بعد تخرجي من المعهد، حيث كان راتبي 12 جنيها.

** ما سر عشقك للوقوف على خشبة المسرح ؟
- صعوبة التمثيل على المسرح تستنفر اجتهاد الممثل خلال أداء دوره، من أجل أن يصدق الناس رسالته، وعند إحساسه بتفاعل الجمهور معه، يشعر بالمتعة، ودائمًا أحرص على عدم اختيار الأدوار "المريحة"، وبالعودة لتاريخي تجد أن جميع أعمالي المسرحية من الوزن الثقيل جدًا، وكبيرة، وعميقة، ولا تحمل جانب "اللايت"، وجزء منها باللغة العربية الفصحي.. وأؤكد أن: "كل مسرحية تعبت فيها كنت أستمتع أكثر.. والحمد لله أثمر في النهاية".

** من الفنان الذي تستمتعين بالعمل بجواره على خشبة المسرح؟
- كنت أستمتع بالعمل بجوار الفنان الراحل عبدالله غيث، وشكَّلنا ثنائيا جميلا ورائعا في المسرح القومي.


** كيف جاء لقب سيدة المسرح العربي؟
- حصلت على هذا اللقب سنة 1972 في سوريا، وأطلقه عليَّ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، فخلال منحي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، قال لي: "تقدمي يا سيدة المسرح العربي"، وبعد خروجي من القصر الجمهوري يومها فوجئت بالتليفزيون والصحف والإذاعة يبرزون حصولي على هذا اللقب.

** هل جمعك حوار مع حافظ الأسد خلال التكريم؟
- خلال لقائنا بـ5 دقائق فقط صارت بيننا صداقة قوية، وكأنني أعرفه منذ فترة طويلة، حيث وجدته رجلًا بسيطًا وعظيما، وحينها عدد لي أعمالي، وأخبرني أنه يحرص على متابعة ومشاهدة أعمالي الجيدة خلال فترة الراحة، وعندما سألته: "هو حضرتك عندك وقت تتفرج على أعمالي؟"، فأجاب: "بالطبع خلال فترة الراحة وعندما يكون لديَّ فسحة من الوقت أشاهدها بعد توجيهي لمن في القصر بجمعها وتجهيزها، وبعد مشاهدتها أستمتع جدًا"، وظل يطربني بالكلام الحلو.

** حصلتِ على أكثر من 50 جائزة وتكريما ماهو التكريم الذي تعتزين به والأقرب إلى قلبك؟
- كان لي الحظ في الحصول على عدد من التكريمات، حيث حصلت على وسام الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبعدها جائزة الدولة التقديرية خلال فترة الرئيس السادات، ثم وسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسى الأسبق جيسكار ديستان، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السورى حافظ الأسد، وفي العام الماضي منحتني الدولة أرفع درجة تكريم "قلادة النيل"، وفي الحقيقة أعتز بكل تكريم حصلت عليه من رؤساء الجمهوريات، ولكن المقرب إلى قلبي وأعتز به للغاية وسام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والسر في ذلك عظمة هذا الزعيم الذي لا يزال يعيش بيننا، رغم رحيله عن عالمنا.

** ما الذي كان يميز فترة عبدالناصر؟
- كانت فترة توهج في كل شيء، سواء في المسرح، أو التأليف، والموسيقي، والأغاني الوطنية الرائعة التي لم تتكرر في أي عصر.. وأرى أن فترة الستينيات كانت خصبة جدًا؛ لأن النظام كان يعرف جيدًا قيمة الثقافة في تشكيل وجدان الإنسان، وكانت البلد فيها عبق بشكل مميز ليس كما هو الحال الآن، وخلال هذه الفترة كان الاحترام والإبداع والاجتهاد عنوانًا لأخلاقيات الناس، أما الآن فيمكنني أن أصف أخلاقيات الناس بـ"الشرشحة"؛ بسبب غياب الضمير وانعدام الأخلاق، واعتبرها نتاج سلسلة الفساد المتراكمة، مثلما الحال في نظرية الأواني المستطرقة.

** هل نرى لكِ تجربة مسرحية جديدة في القريب العاجل؟
- اتفقت مع الفنان محمد صبحي على الاشتراك سويًا في عدة أعمال مسرحية، ولكن التجربة لم تنضج بعد، وهي في مرحلة التجهيز حاليا.

**كيف تنظرين لتجربة الفنان يحيي الفخراني في المسرح؟
- في الحقيقة تجربة "الملك لير" بناءة ورائعة جدًا، وتضم عددا من الفنانين الكبار، وحجم الإنفاق عليها كبير جدًا، وأتمنى من القطاع الخاص أن يتبنى هذه التجارب المسرحية الجادة والجيدة، وإعادة التجرية عشرات المرات، ولكن لا أعتقد قدرته في ذلك؛ لأن الرأسمال يهدف لتحقيق المكسب.

**وكيف تقيمين تجربة مسرح الفنان أشرف عبدالباقي قبل إغلاق صفحاتها الأخيرة؟
- ما قُدم ليس له علاقة بالمسرح على الإطلاق، ولكنها اسكتشات ضاحكة، والضحك الموجود فيها للاشيء، والعروض التي رأيتها تحمل الشتائم والسباب.. أما المسرح الحقيقي فيعني الثقافة وتقويم أخلاقيات الناس.

**كانت لكِ 5 تجارب في الإخراج المسرحي من بينها (مقالب عطيات-ليلة الحنة)..كيف تقيمين هذه التجربة؟
- الإخراج بالنسبة لي حدث عارض، ولكن التمثيل هو أصل العمل عندي، وقد يكون الأمر بالنسبة لي "نزوة" ولكن استمتعت بها، وأتذكر أنني أخرجت "مقالب عطيات" مجبرة، حيث عينت وقتها رئيس شعبة، وتغيب المخرج ولم يعد من سفره، وكنا وقتها مرتبطين بالظهور في وقت معين، فذهبت لرئيس الهيئة سيد بدير، وطلب مني إخراجها، وبعد تردد وافقت، وحققت المسرحية نجاحا كبيرا.

**ما سر ابتعادك عن المسرح الخاص؟
- لم أعمل قط طوال حياتي في المسرح الخاص، وكل أعمالي المسرحية كانت على خشبة مسرح الدولة؛ حيث إن المسرح الخاص يهدف إلى المكسب قبل تقديم القيمة.

**بصراحة..هل راضية عن مجمل أعمالك السينمائية؟
- لست راضية عنها بالكامل، واضطررت لتمثيل عدد من الأفلام غير الجيدة من أجل الإنفاق على مسرح الدولة؛ لأنه كان فقيرًا ولم أستطع من الميزانية المخصصة "الفتات" شراء فستان، أو الأدوات والديكور المطلوب للعرض.. واشتركت في 43 فيلمًا، منهم 15 لست راضية عنها، ولكن هناك عددا من الأفلام الجميلة التي أعتز بها مثل "إفلاس خطبة"، "جسر الخالدين"، "فجر الإسلام"، "جفت الأمطار"، وليس في الإمكان وقتها أبدع مما كان.
.
**وما سر ندمك أو عدم رضاكِ عن بعض الأفلام؟
- بنبرة حزينة: "السينما ليس الفن الذي أرغب فيه أو أحبه؛ كونه لا يحمل فكرًا أو رسالة مثل المسرح"، وما كان يثير استيائي وعدم الرضا بداخلي عن بعض الأفلام، شيء سأطرحه في جملة: "واحد طيب وواحدة طيبة، وواحد شرير وواحدة شريرة، دول عايزين يخربوا بيت دول.. ليه؟.. مش عارفة؟"، وأرى أن أدواري في السينما لا تحمل الرسائل التربوية المهمة التي قدمتها على المسرح، وفي بعض الأفلام جسدت فتاة جالسة إلى البار ومُمسكة بسيجارة، لذلك لم أتقبّل هذه النوعية من الأدوار.

**وماذا عن دورك في فيلم "أرض النفاق"؟
- تضحك: "فيلم ظريف.. لحد دلوقتي بيتذاع والناس حباه أوي وأنا مستغربة.. مش شايفة فيه حاجة"، ولا أعتبره أحد الأفلام التي أعتز بها، ولكنه من الأفلام الظريفة.

*اشتركتِ مع الفنانة فاتن حمامة في أكثر من عمل سينمائي، مثل "موعد مع السعادة"، "بين الأطلال"..برأيك ما الذي كان يميزها؟
- اعتبرها فنانة عظيمة في السينما، مثلما أنا في المسرح، وكانت تربطنا علاقة صداقة قوية خلال فترة الدراسة، وعندما حضرت حفل زفافي قالت لي: "هاعمل في فرحي زي اللى عملتيه بالظبط"، وبالفعل هذا ما حدث، عندما تزوجت من عز الدين ذو الفقار بعد زواجي بـ11 يومًا، ومع انشغال كل منا لم تعد العلاقة قوية مثلما كانت في السابق.

**بعد 17 عامًا من الابتعاد عن السينما..عدتِ في تجربة جديدة مع الفنان محمد هنيدي في "تيتة رهيبة"..كيف رأيتِ نفسك في هذه التجربة؟
- كنت ضد فكرة العودة للسينما من جديد، وعندما رشّحني المخرج سامح عبدالعزيز للمشاركة في الفيلم، رفضته قبل أن أقرأ السيناريو، لكنه أصر وألح عليّ أن أقرأه، حتى وافقت بعدما وجدته عملا تربويا ولطيفا لا يحمل إسفافا ولا ابتذالا.

**وماذا عن محمد هنيدي؟
- عندما أبلغني المخرج بتواجد هنيدي بالفيلم، قلت له: "يا نهار أسود..اشتغل مع هنيدي"، وبعدها قلت لنفسي: "انتي ليه جامدة.. انتي مش بتحبي تتغيري في الأداء.. تحرري من أدوار الشريرة والجالسة على البار"، حتى أقنعت بالموافقة على العمل، وكان الجو أسريا لطيفا، أما هنيدي فرأيته شخصا ظريفا ومرحا ومهذبا جدا..والحمد لله حقق الفيلم نجاحا على الرغم من التوقيت الصعب خلال فترة الثورة.

**من المسرح والسينما إلى الدراما.. ماذا عن أبرز المسلسلات التي تعتزين بها؟
- لا يمكنني حصر تلك الروائع، ولكن يمكنني أن أعرض عددًا منها، "لحظة اختيار"، "أوان الورد"، "الضوء الشارد"، "الدعوة خاصة جدا"، "جبال الملح"، "عطش السنين"، أما دوري في مسلسل "أميرة في عابدين" فأديته مجاملة للفنانة سميرة أحمد، وأسامة أنور عكاشة، حيث أنه لم ينل إعجابي ولم يكن جيدًا بالنسبة لي.

هل كنتِ المرشحة الأولى لتجسيد شخصية "فاطمة تعلبة" في مسلسل "الوتد"؟
- هذا حقيقي.. رشحت للدور من قبل رئيس مجلس إدارة "صوت القاهرة" آنذاك، وتواصلوا معي من أجل إقناعي للعب الدور، حتى فوجئت بالفنانة الراحل هدي سلطان تصور المسلسل.. قلت وقتها:" كويس..هي فنانة كبيرة، وحلو"، واجعلني أؤكد لك أن القائمين على مسلسل "الوتد" في "صوت القاهرة"، ولجنة القراءة، شعروا أن تجسيدي لـ"فاطمة تعلبة" كان سيضفي رونقًا وطابعًا أكثر تميزًا على الشخصية، ولكن في الحقيقة هدي سلطان قدمت دورا هائلا.

**كيف يمكننا التعامل مع خطر الإخوان الداهم الذي يهدد حياة المصريين؟
- أرى أن وجود عدة مسلسلات جيدة تبرز هذا الخطر، يمكنها القضاء على فكر التنظيم الإرهابي، فالفن سلاح قوي لمحاربة الفكر المتطرف.

**كيف رأيتِ الأعمال الدرامية في رمضان 2019؟
- يظهر على ملامح وجهها الغضب والاستياء: "عنوانها الهيافة..وكل الكوميديا ومعظم المسلسلات زفت"، وأؤكد أن العمل "الهايف" لن يجد رواجًا في المشاهدة، والاستخفاف بعقول الناس لن يفلح أبدا.

**هل جفت مصر من الكتاب والمؤلفين الجيدين؟
- لدينا كتاب جيدون جدا، وخلال مشاركتي في لجنة جائزة ساويرس الثقافية، أخرجنا مسرحيات رائعة، يمكنني أن أصفها بأنها "تهبل وتجنن"، ولكن للأسف لم تأخذ مسرحية واحدة لتنفيذها.. مصر ولادة، بها كتاب ومخرجون وممثلون، ولكن الأمر متعلق بكيفية توظيفهم بشكل جيد، وإيمان كل منهم بنفسه واحترام وحب ما يقدمه.. ويجب على الدولة أن تنتج؛ لأنها الفترة الماضية تركتنا للتجار وأصحاب الإعلانات ورأس المال، حتى ضاع الفن، وأصبح الممثل هو الحاكم الناهي في العمل، أما في السابق فكان المخرج هو المسيطر في العملية الفنية برمتها.

**كيف ترين ملامح الفن الآن؟
- ملامحه بالنسبة لي لم تعد واضحة، ولكن علينا أن ننتظر قليلًا حتى نضع وصفًا دقيقًا له سواء باليأس، أو الازدهار، وأصفه حاليا بـ"عامل زي اللي اتزحلق على قشرة موز، لا وقع ولا واقف صالب طوله"، وعندما يستقر يمكننا وصفه.. والقضية ليست أزمة مواهب أو نص، ولكن أزمتنا في الفهلوة و"جالا جالا"، والصدق وعدم احترام ما نقدمه، فعندما نحب ما نعمل ونحترمه سينطبع ذلك على الناس.


**برأيك عبدالناصر لم يكن ديكتاتورًا مثلما يزعم البعض؟
- بكل تأكيد لم يكن كذلك، وأرى أن عبدالحكيم عامر هو السبب في نكسة 1967، وأجهزته المعاونة، أما حرب اليمن فتعد خطأه الوحيد، في حين أن الوحدة مع سوريا كانت مشروعا رائعًا ولكن تم تخريبه؛ لأنه لا يخدم بقاء إسرائيل..وأؤكد لك أن عبدالناصر لم يمنع فيلمًا واحدًا أو مسرحية من العرض، في حين أن السادات أوقف بنفسه عرض مسرحية "الأستاذ" للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، والذي يطالع فيها زوجي الراحل حال أهل مدينة بائسة، وقد أصابتهم حالة مرضية غريبة مؤداها أنهم أصيبوا جميعا بالصمم التام فكانوا كلهم لا يتكلمون وكلهم لا يسمعون، فالمحيطون بالسادات وقتها أخبروه :"وهبة بيهاجمك ياريس..وبيشتموك"، فقال لهم:"شيلوها"، دون أن يعرف قصتها أو رسالتها.. وبصراحة مع رحيل عبدالناصر تدهور حال الفن والتعليم، وأرى أن إنفتاح السادات اَفة البلد الحقيقية.

**قلتِ في عام 2014 أن السيسي امتداد للحلم الناصري..هل لا تزالين عند رأيك؟
- برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، ما أزال عند رأيي.. وأرى أن السيسي ورث تركة ثقيلة معبئة بالمشكلات والأزمات والخراب، وهو يحاول جاهدًا إصلاح ما يمكن إصلاحه، ولكنني أري أن توقيتات الحكومة في إجراءات الإصلاح الاقتصادي غير موفقة وسيئة، فمثلًا توقيت تحريك أسعار السولار والبنزين ليس جيدًا، وجاء في وقت الناس تصرخ من الغلاء، لذا فأنني أقول لهم: "الضرب في الميت حرام"..ولكن لدى أمل كبير في أن ينصلح حال البلد في المستقبل؛ لاسيما بفضل المشروعات التي تم تنفيذها، ولكننا بحاجة أكثر الآن لإنشاء المصانع لزيادة عجلة الإنتاج.

**ما الذي يعنيه لك زوجك الكاتب الراحل سعد الدين وهبة؟
- بكلمات ملؤها الحب والحنين: "أكثر ما كان يميزه مخه وثقافته وشخصيته وحبه للبلد.. وكان يشجعني على العمل، وحَسَن المعشر، وهذا كان كفيلًا بإبقاء الحب مشتعلا بيننا"، وأتذكر أن حبه لي جعله يفعل المستحيل كي يتزوجني، حيث ظل يحيطني بكل الحب والود من أجل إتمام زواجنا، ولقد أراد الله أن تستمر هذه الزيجة.

وما هو سبب تخوفك الإنجاب منه؟
- كان لديَّ ولدان ولديه ابنتان، ولم يكن لدينا وقت كاف بسبب عملنا لتربية الأبناء.. وخلاصة القول:"مش هينفع نخلف ونديهم للخدامين يربوهم".

**وكيف تصفين فترة زواجك من الفنان الراحل محسن سرحان والتي لم تدم سوي 3 سنوات؟
- "كنت عيلة لا أفهم يعني إيه زواج؛ لذلك لم أوفق معه، وانفصالنا كان بناءً على مجمل مواقف وتصرفات ازعجتني".

**هل اصطدم عملك بحياتك الخاصة مع زوجك الفنان الراحل محمود مرسي؟
- "كان يرغب في ترك التمثيل، لذلك خيرني بين العمل وحياتي الشخصية، لأنني كنت كثيرة التركيز في عملي الفني".

**كيف أسدل الستار على العلاقة بينكما؟
- عندما اخترت التمثيل دون تردد، طلّقني دون علمي، واندهشت عندما علمت بخبر الطلاق من صديقة لي؛ لأنه اتخذ قراره بعد حوار عادي جدًا، بعدما رفض سفري، في حين أنني كنت مصرة على السفر.

**ما حقيقة زواجك من المخرج أحمد النحاس وما أثاره مؤخرًا حول علاقتكما؟
- بحزن عميق: "أغلب الناس لا ينظرون إلى الأمر الجيد إطلاقًا، بل يلهثون وراء السيئ، وهذا ما حدث معي"، ولا يمكنني التعليق عن تصرفات رجل استولى على ١٢٠ ألف دولار من حسابي، وأؤكد أن الحقائق هي ما تدوم وتستمر، أما الكذب فطريقه قصير جدًا مهما صدقه البعض، وما حدث معي أنني تعرضت لعملية نصب من جانب المدعي، حيث كان يقوم بتزوير توقيعي على الشيكات لكي يتمكن من سحب أموالي من البنك، وفي النهاية ثقتي في ربنا سبحانه وتعالى والقضاء كبيرة للغاية.

*ما أصعب اللحظات التي مرت عليك؟
- فقدان ابني محمود سرحان، وأصدقك القول إنني لم أتجاوز حزني على ابني إلى الآن، وما زلت أتحسر عليه وأبكي لفقدانه.


**هل كنتِ حقًا درعًا وسيفًا للفنانة سميرة عبدالعزيز خلال الحرب التي شنت ضدها في المسرح القومي؟
- بالطبع.. كانت هناك محاولات قوية، مثل التي تعرضت لها، من أجل "تطفيشها" من المسرح، ولكني تصديت بقوة للجميع، ووقفت معها حتى تجاوزت المحنة، وأخرست ألسنة الحاقدين.

**ما سر الديمومة بينك وبين الفنان نادية لطفي؟
- باختصار: "فينا من بعض كتير..أحبها جدا وهي كذلك، وليست من ضمن الناس اللى سقطوا منى في السكة، وأنا مسقطتش منها، ونحن مرتبطتين ببعض مثل التوائم..وهي من الأصدقاء اللى أنا غنية بيها، كذلك صديقة عمري سميرة عبدالعزيز، ومديحة حمدي، نعم الباز، آمال بكير"

**ما قصة أول سيارة امتلكتِها؟
- لا يمكنني أن أنسى ذكرى هذه السيارة، والتي امتلكتها بعد 15 عامًا من العمل، حيث اشتريتها بالتقسيط من رجل يوناني يدعي "فوتي" واهتم جدًا بالسيارة؛ لأنني فنانة، وكان نوعها "فيات 1100"، وأحدثت ضجة اَنذاك "قلبت الدنيا".

**كيف تقضين يومك الآن؟
- أقضيه مثل أي امرأة مصرية بسيطة، فبعيدًا عن التصوير والعمل، أحرص على الطبخ بنفسي، وأشتاق دوما لأكلات"المسقعة، الملوخية، والبامية" أقوم بتحضيرها بنفسي، ولكنى ماهرة في عمل "الملوخية"، وليس لي نظام غذائي معين، وللأسف لم أمارس طوال حياتي أي نوع من الرياضة؛ بسبب "الكسل"، ولكنى أحمد الله أن وهبني شكلًا لطيفا.

**ما رسالتك للدولة؟
- يجب الاهتمام بالثقافة، وما أراه أن الثقافة "مش في دماغهم خالص"، ويجب إعادة هيكلة ماسبيرو ليعود للإنتاج من جديد.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية