رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإسلام قرآن وسنة


تعددت أسماء الكتب والرسالات السماوية منذ أبينا آدم عليه السلام أبو البشر وأول الأنبياء إلى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ما بين صحف وكتب مجملها كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه ثلاثا وسبعون كتابا المعلوم للعامة، منها صحف أبراهيم، والزبور، والتوراة، وإلإنجيل، والقرآن، وكلها جمعت في دين الإسلام..


فكلها تدعو كما أنزلها الله تعالى إلى الإيمان بالله تعالى وتوحيده وعبادته، وإلى المكارم والفضائل والمحاسن، وإلى الإعمار والبناء والعدل والمساواة والرحمة والتراحم والإحسان والخير وحسن الجوار وصلة الأرحام، وتنهى عن الفساد والهدم والخراب والظلم والجور والفحشاء والمنكر والبغي والعدوان بكل صوره وأشكاله.

هذا ومعلوم أن الدين عند الله الإسلام، وأنه تعالى قد ختم الرسالات السماوية برسالة الإسلام وارتضاها سبحانه وتعالى لعباده وخلقه. وانتقى لها صفوة خلقه وأكرمهم عنده وأحبهم إليه، وجعله إماما للأنبياء وسيدا للمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن رسالة الإسلام تقع ما بين كتاب الله تعالى وقرآنه المنزل على قلب حبيبه ونبيه ورسوله ومصطفاه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهو الكتاب الجامع لكل الرسالات السماوية..

وفيه وضع سبحانه وتعالى بعلمه القديم الإحاطي كل ما تنتظم به حركة الإنسان في رحلة حياته على الأرض إلى أن يلقى ربه عز وجل ويسعد به في دنياه وأخراه، وما تستقيم به الحياة وتقام به الخلافة التي أرادها في الأرض.. يقول سبحانه: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، و"هو كتاب كريم منزل من لدن حكيم عليم خبير" و"لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه".

فهو كتاب حق جعله الله تعالى تبيانا لكل شيء ونورا وهدى ورحمة وشفاء لما في الصدور، وفيه قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "عليكم بكتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يمله الأتقياء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به أفلح، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم"..

هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم عنه أيضا: "إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقف، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته، كل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول "ألم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف"..

هذا وكتاب الله تعالى محفوظ بحفظه تعالى من النيل منه ومن التحريف.. يقول سبحانه: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. هذا عن الشق الأول من رسالة الإسلام وهو كتاب الله تعالى.. وأما عن الشق الثاني وهو السنة النبوية المطهرة فهي تقع ما بين ثلاث هي: السنة القولية، أي ما استنه صلى الله عليه وسلم سواء أمرا أو نهيا أو حكما أو حدا أو تفصيلا لأوامر الله تعالى وأحكامه أو تحذيرا أو تبشيرا أو تخويفا أو إرشادا وتوجيها بالقول. وهذا ما يسمى بالسنة القولية..

والمظهر الثاني من السنة النبوية الشريفة يسمى بالسنة الفعلية، أي ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والمظهر الثالث يسمى بالسنة التقريرية، أي ما فعله أحد من الصحابة رضي الله عنهم على عين رسول الله أو علم به صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليه وأقره..
Advertisements
الجريدة الرسمية