سر تراجع ترامب!
لم يقبل كثيرون تبرير "ترامب" إلغاء ضربة عسكرية أعطى الأوامر بتنفيذها لثلاثة مواقع إيرانية، ردا على إسقاط الإيرانيين طائرة درون أمريكية، وذلك قبل تنفيذ تلك الضربة بعشر دقائق.. فهم يَرَوْن أن الرئيس "ترامب" الذي وعد بطرد آلاف المهاجرين من أمريكا مؤخرا، لن يؤثر في مشاعره الإنسانية سقوط نحو ١٥٠ قتيلا من الإيرانيين نتيجة هذه الضربة، وهو ما برر به إلغاءها.
لذلك سعى بعض هؤلاء للبحث عن أسباب أخرى لتراجع "ترامب" قبل دقائق عن قراره بتوجيه ضربة عسكرية.. فقال بعض الأمريكيين إن "ترامب" حصل على معلومات تفيد أن القيادة الإيرانية غضبت من القائد الميدانى الذي أعطى الأمر بإسقاط الطائرة الأمريكية، لأنها لا تريد تصعيدا يفضى إلى حرب مع أمريكا.. غير أن تلك المعلومات بالقطع كانت ستكون متوفرة إن كانت صحيحة، قبل أن يتخذ ترامب قراره بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، مثلها كالمعلومات الخاصة بالنتائج المُحتملة لها ومن بينها سقوط المدنيين!
كما رجح آخرون خارج أمريكا تراجع "ترامب" عن توجيه ضربة عسكرية لإيران بتخوفه من أن يستتبع ذلك تصعيدا ايرانيا آخر يورطه في حرب معها، وهو الأمر الذي لا يرغب فيه، خاصة وهو يستعد لخوض انتخابات رئاسية جديدة.
إلا أن هناك من شككوا أصلا في أن ترامب اتخذ أساسا قرارا بتوجيه ضربة عسكرية، خاصة وأنه قال فور إسقاط الإيرانيين الطائرة الأمريكية إنه ليس في عجلة من أمره، وقال للصحفيين: دعونا نرى ماذا سنفعل.. أي إنه كان في مرحلة البحث والتشاور مع مساعديه ومستشاريه وأيضًا البنتاجون، كما لم يلجأ للكونجرس ليحصل منه على موافقة على عمل عسكري ضد إيران..
ولذلك يرى هؤلاء أن ما قاله "ترامب" يأتى في سياق توجيه تهديدات لإيران، خاصة بعد أن أعلن زيادة العقوبات عليها.. أو كما يقول عامة المواطنين هو من قبيل التهويش، ويبدو أن ذلك ما تراهن عليه إيران.
