رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

آن الأوان لتصحيح مسار الدراما!


لماذا تحولت الدراما عن دورها في الإفادة والإمتاع والتثقيف والتنوير إلا جلاد يلهب ظهور المصريين ويعري مجتمعهم ويسفه قيمهم وأحلامهم، حين يبرز نماذج تتجرأ على الأخلاق وتدوس القيم وتتجاهل الأهداف القومية الصحيحة لاستنهاض الهمم وضخ الحيوية الأخلاقية والثقافية وتسليط الأضواء على النماذج الإيجابية.


كنا نرجو لو سلطت الدراما ضوءها الكاشف على بناة النهضة الحديثة من شباب يكافح ويكد ويعرق في شق أنفاق قناة السويس لربط سيناء بالوطن الأم، أو في تشييد الطرق والكباري والمدن الجديدة، وما تشهده مصر من ملاحم كبرى في محور روض الفرج أو العاصمة الإدارية أو في صعود نجم اللاعب الخلوق "محمد صلاح"، الذي جاء من قرية صغيرة حتى بات من كبار نجوم اللعبة في العالم أداءً وتهديفًا وخلقًا كريمًا ليصبح سفيرًا لمصر والعرب، وواجهة مشرفة في العالم أجمع جنبًا إلى جنب نجوم لعبات أخرى على رأسها الإسكواش التي تستحوذ مصر على معظم بطولاتها العالمية.

ليس هناك ما هو أعظم من تضحيات الشهداء وأسرهم في سبيل بقاء هذا الوطن وبنائه.. فهؤلاء الأبطال قدموا أرواحهم عن طيب خاطر إيمانا واحتسابًا حتى يعيش غيرهم، وليس هناك مادة درامية أعظم من لحظات التضحية بالنفس تستقي منها الدراما روحها لتقدم للمشاهدين أعظم رسالة حب للأوطان..

ولو أحسن صناع الدراما توظيف هذه المشاهد لجنينا أعظم الثمار، ولقدمنا لأجيالنا الجديدة قدوة حسنة وفريضة غائبة في مجتمعنا رغم ما يشهده هذا المجتمع من سلوكيات مغايرة تغص بالإهمال والفساد الذي لا تألو الأجهزة الرقابية جهدًا في محاربته، ناهيك عن البيروقراطية الخانقة والمعوقة التي تحاول الدولة جاهدة القضاء عليها.. لكن تلك الآفات وغيرها موجودة بدرجة أو بأخرى في كل المجتمعات دون أن توقف سعيها الحثيث نحو بلوغ التقدم والرقي.

ولا يمنع مثل هذه الظواهر أن يحاول صناع الدراما إشاعة روح الأمل والتفاؤل والتحدي والاحتفاء بنماذج إنسانية مبهرة تعطي بلا حدود ولا انتظار جزاء أو شكور.. متى يعود الفن ملتزمًا بقضايا وطنه وأمته..ليجيب عن أسئلة محورية: ماذا أراد الغرب وجماعة الإخوان مثلا مما حدث في مصر غداة 25 يناير 2011 وحتى الآن.. وكيف دأبت تلك الجماعة على نشر الشائعات والأكاذيب والإحباط بين الشعب المصري؟!

آن الأوان أن نرى دورًا أكبر للدولة، التي على الجميع أن يمد يده لمعاونتها في تصحيح مسار الإعلام وإنتاج دراما هادفة تحرض على التفكير والإنتاج والإبداع حتى لا يترك وعي الشعب يتشكل على أيدي العابثين والساعين للربح على حساب القيم وحتى لا يتحكم الإعلام وصناعه في ذوق المشاهدين وثقافتهم.

لقد وضع الرئيس السيسي قضية بناء الإنسان في صدارة أولوياته ويبقى على الدولة والمجتمع أن يبسط يده لإنقاذ الفن والثقافة والتعليم من أيدي العابثين والمغرضين.
Advertisements
الجريدة الرسمية