رئيس التحرير
عصام كامل

«القنطرة شرق والفردان».. أحد أبطال أكتوبر يكشف تفاصيل معركتين غيرتا مجرى الحرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
18 حجم الخط

حرب أكتوبر والاستعداد لها ملحمة تاريخية لم يستطع أحد حتى الآن جمع كافة بطولاتها أو معاركها بالكامل وكل يوم نكتشف الكثير وبمناسبة الذكرى 37 على أعياد تحرير سيناء نقدم خلال السطور القادمة ذكريات البطل سامح العشري عن حرب التحرير.


وقال: "كنت أثناء حرب أكتوبر برتبة نقيب كل همنا خلال هذه الفترة النصر أو الشهادة حيث قاتلت من أجل بلدي ولعلها رسالة للشباب اليوم حيث كان عمري وقتها 26 عاما فقط وكنت مسئوﻻ فأنا جزء بسيط من منظومة قوامها أبناء الشعب المصري العظيم".

وتابع: "أهم معركتين في حرب أكتوبر من وجه نظري غيرتا مجرى الخطط العسكرية وما زالت تدرس حتى الآن هما:

أولا ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ ﺷﺮﻕ وﻫﻲ إﺣﺪﻯ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﺣﺮﺏ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺼﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ ﺷﺮﻕ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺣﺼﻮﻥ ﺧﻂ ﺑﺎﺭﻟﻴﻒ، ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﺳﺒﻌﺔ ﺣﺼﻮﻥ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﺣﻴﺚ إﻥ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤراء، ﻭﻟﺬﻟﻚ اﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪﺍ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ 7/8 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻴﻦ ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ 18 ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺰﻳﺰ ﻏﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻳﻮﻡ 7 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﺣﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻤﻬﻴﺪﺍ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻫﺎ وجا ﺀ ﻳﻮﻡ ﺍلإﺛﻨﻴﻦ 8 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻭﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ 18 ﻣﺸﺎﺓ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﻓﺆﺍﺩ ﻋﺰﻳﺰ ﻏﺎﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﻄﺮﺓ ﺷﺮﻕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺎﺻﺮﺗﻬﺎ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﺛﻢ تمﺍﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ، ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﺎ ﻭﺩﺍﺧﻞ ﻣﺒﺎﻧﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ﻭﺗﻢ ﺃﺳﺮ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻓﺮﺩﺍ ﻟﻠﻌﺪﻭ ﻫﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺃﺫﻳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﻣساء يوم 8 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮﻃﻴﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ودي بداية تحرير سيناء.

أما المعركة الثانية كانت معركة الفردان ﻓفي ﻳﻮﻡ 8 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1973 ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪﺓ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺎﺓ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺼﺪ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻟواء 190 ﻣﺪﺭﻉ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ (ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 75 ﺣﺘﻰ 100 ﺩﺑﺎﺑﺔ) ﻭﺗدﻣﻴﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﺩﺑﺎﺑﺎﺗﻪ ﻭأﺳﺮ ﻗﺎﺋﺪ ﺇﺣﺪﻯ ﻛﺘﺎﺋب اﻟﻠﻮاء ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﺴﺎﻑ ﻳﺎﺟﻮﺭﻯ.

واستطرد: "ﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺃﺳﻠﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﻫﻮ ﺟﺬﺏ ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺪﺭﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﻗﺘﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺃﺱ ﻛﻮﺑﺮﻯ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺡ لها ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻰ ﺍلأﻣﺎﻣﻰ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ 3 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ.. ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺎﺓ ﺧﻄﻴﺮﺍ ـﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ـ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻔاﺟأﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ.. ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻝ ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮاء ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻘﺘﻞ أﻄﻠﻘﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﺍأﺳﻠﺤﺔ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻗﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺸﺎﺓ ﺣﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﺪﺓ.. ﻣﻤﺎ ﺃﺣﺎﻝ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﻟﻰ أشد أنواع ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ.. ﻭ ﺧﻼﻝ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺗﻢ ﺍﻻﺳﺘﻴﻼء ﻋﻠﻰ 8 ﺩﺑﺎﺑﺎﺕ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻢ أﺳﺮ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪ ﻋﺴﺎﻑ ﻳﺎﺟﻮﺭﻯ ﻗﺎﺋﺪ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻟواء ﻧﻴﺘﻜﺎ ـ 190 ﻣدﺭﻉ".
الجريدة الرسمية