رئيس التحرير
عصام كامل

تحتفل الكنيسة اليوم.. معلومات عن عيد الصليب

فيتو

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بتذكار عيد الصليب، وهو العيد الذي تتحد فيه مع الكنيسة الإثيوبية، وهو أحد الأعياد المسيحية المهمة والشعبية نظرا لأهمية الصليب في المعتقد المسيحي بأنه شهد عذاب وموت المسيح.


وتتأهب الكنائس دائمًا للاحتفال 3 مرات سنويا بهذا العيد الأولى يوم الجمعة العظيمة (يوم الصلب)، والثانى عيد اكتشاف الصليب على يد الملكة هيلانة، والدة الملك قسطنطين، والثالث استعادة خشبة الصليب في عصر الإمبراطور هيرقل من الفرس، بعد نحو 14 عاما من أخذه.

وتعود ذكرى اكتشاف الخشبة التي صلب عليها المسيح، والتي أخفاها اليهود سنوات طويلة تحت تلال من القمامة بعد صلبه سنوات طويلة – وفق المعتقد المسيحي، وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هوريان الرومانى والذي حكم خلال الفترة (117 – 138 م) أقام على هذا التل ( المدفون تحته الصليب) في عام 135 م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.

وفى عام 326م أي عام 42 وفق التقويم القبطى، تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، وذهبت إلى أورشليم – القدس حاليًا - ومعها نحو 3 آلاف جندى من جيش ابنها والتقت القديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في الكشف عن الصليب للتبارك منه، وبعد جهد كبير من البحث أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن.

وبعد جهود من البحث عثروا على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الأول والثاني على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته - وفق ما سرد المؤرخون.

فأخذت الملكة هيلانة الصليب المقدس ولفته في حرير غالي الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب، وأرسلت بعدها للبابا أثناسيوس بطريرك الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية آنذاك فجاء ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال عظيم عام 328 م - تقريبًا.

وظلت خشبة الصليب في كنيسة القيامة حتى 4 مايو عام 614 حيث أخذه الفرس بعد احتلالهم مدينة أورشليم (القدس) وهدمهم كنيسة القيامة، وفي سنة 629 انتصر الإمبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس وأعاد الصليب إلى أورشليم.

ويذكر المؤرخون أن الإمبراطور هرقليوس حينما اراد الدخول لحمل الصليب وهو مرتدى الأحجار الكريمة ورداء الملوك المرصع بالذهب لم يتمكن من حمل ( خشبة الصليب) فأشار إليه البطريرك آنذاك ويدعى زكريا وقال للملك:" حذار أيها الإمبراطور إن هذه الملابس اللامعة وما تشير إليه من مجد وعظمة، تبعدك عن فقر المسيح يسوع ومذلة الصليب "، ففي الحال خلع الإمبراطور ملابسه الفاخرة وارتدى ملابس بسيطة وتابع مسيره حافي القدمين حتى الجلجثة حيث رفع خشبة الصليب بالقدس وبات يهلل المسيحيون قائلين" لصليبك نسجد، ولقيامتك المقدسة نمجد ".

يذكر أن علامة الصليب المقدس علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيد المسيح الموت على الصليب - وفق التقليد المسيحى - فاتخذه الإمبراطور قسطنطين الكبير علامة النصر في كل حروبه، وبنى الكثير من الكنائس وأبطل الكثير من عبادة الأوثان، وحاليا صارت الكنيسة ترسمه على حيطانها وأعمدتها وأوانيها وكتبها، وملابس الخدمة.
الجريدة الرسمية