رئيس التحرير
عصام كامل

براءة قاتل المصلين في نيوزيلندا


"برينتون تارانت" شاب أسترالى عمره لم يتجاوز الـ28 عاما، قتل 51 مصليا، وهم يبتهلون إلى الله الذي نعبده جميعا، أن يعفو عنهم ويغفر لهم، "برينتون" لم يقرر فجأة ارتكاب جريمته البشعة، حيث تشير كل المعلومات الواردة في هذا الشأن أنه عاين مسرح جريمته أكثر من مرة، وزار المسجد، ولم يخطط لارتكاب جريمته، وإخفاء نفسه أو الهروب، إذ قرر أن يبث تلك المذبحة على الهواء بعد تسجيلها بكاميرا كانت معلقة على رأسه.


"تارانت" قال إن مثله الأعلى هو "دونالد ترامب"، واعتبره الأبيض الخالص، "تارانت" ليس مجنونا، كما أنه ليس المجرم الحقيقي في تلك المجزرة، فمن الواضح أن "تارانت" رضع الكراهية من قادة -هو شخصيا- اعتبر "ترامب" واحدا منهم.. "ترامب" الذي يسعى لإقامة أسوار بينه وبين شعوب أخرى قدم مثل قادة كثيرين في أوروبا وأمريكا الرافد والمبرر للقتل على الهوية أو اللون أو الجنس، كثيرون هم من يذكون نار الحقد والكراهية بين بني البشر، هنا وهناك نستوى في ارتكاب جرائم الحقد.

"تارانت" ضحية مثل الشاب الذي ينتمى إلى داعش، كل الذين قرأوا صفحات من تاريخ الماضي اجتروا من تلك الصفحات لون الدم، لنتأكد من جديد أن إنسانيتنا لم تبرح مكانها منذ جريمة القتل بين الشقيقين "قابيل" و"هابيل"، منذ جريمة الخروج الكبرى من الجنة، كلهم تلامذة "إبليس" يستوى في ذلك "ترامب" و"نتنياهو" وقادة داعش والنصرة والقاعدة، كلهم من نفس نسل "إبليس" يذكون نار الفتنة في البشرية ليظل الدم هو التعبير الصادق عن تخلفنا.

ابتلى "تارانت" بفيروس الحقد والكراهية مثل غيره، وكان مثل غيره ضحية وسوسة أمثال "ترامب" وقادة اليمين المتطرف في أوروبا، والإرهابيين العرب الذين حظوا بدعم أوروبا لسنوات حتى يبقى الصراع قائما، "تارانت" يا سادة ليس هو المجرم الحقيقي، "تارانت" وقع ضحية غسيل دماغ مثل هؤلاء الباحثين عن الجنة في قتل المختلفين معهم في الملة أو الدين، دول بأكملها تذكى هذا الصراع، ويستوى في ذلك العرب والعجم!!
الجريدة الرسمية