رئيس التحرير
عصام كامل

سيادة الوزيرة!


الضجة التي أثيرت مؤخرا حول إقالة الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب تؤكد أنه على حق، وأن السيدة الوزيرة التي غضبت منه بشدة لأنه خاطبها على الملأ بلقب دكتورة وليس سيادة الوزيرة مما جعلها تنصرف غاضبة من متابعة أحوال المرضى والسؤال عنهم، قائلة له أنت تخاطب سيادة الوزيرة وليس طبيبة، وقبل أن تصل إلى مكتبها كانت قد اتخذت قرارا بإعفائه من منصبه.


وصدر بيان من الوزارة بعدها بدقائق يؤكد أن المعهد في حالة يرثى لها، وأن قوائم الانتظار تشهد تراجعا في المعدلات على عكس الحقيقة، حيث صدر بيان من الوزارة نفسها قبل فترة قصيرة يؤكد أن معهد القلب يحقق إنجازا كبيرا في معدلات قوائم الانتظار، ومعنى هذا أن الدكتورة وزيرة الصحة أو سيادة الوزيرة -كما تحب أن تسمع- غلبت غضبها وسلطتها على مصلحة المرضى، وانحازت دون تفكير لإعفاء طبيب يشهد له الجميع بالكفاءة والنزاهة والانحياز للمرضى دائما. 

وقبل أن يكون دكتور جمال شعبان عميدا للمعهد كان يشغل قبل ذلك نائبا لعميد المعهد، وكان اسمه يتردد على كل لسان، وكان بابه مفتوحا للجميع، وكان المرضى من أسوان إلى الإسكندرية يسألون عنه بالاسم.

وزيرة الصحة ليست أمينة على مصلحة المرضى، ولم تحقق شيئا يذكر في تاريخها سوى إصرارها أن يناديها الجميع سيادة الوزيرة، والويل لمن يطلق عليها لقب دكتورة، هي دائمة الانفعال والغضب لأى سبب، ومتوترة دائما، قبل شهر افتعلت أزمة مع عدد كبير من النواب بسبب إصرارهم على مقابلتها في أمور تتعلق بالوضع الصحى السيئ بدوائرهم، إلا أنها أنكرت وجودها رغم علمهم أنها داخل مكتبها، وكادت الأزمة تصل إلى طريق مسدود لولا تدخل العقلاء من أعضاء مجلس النواب.

أزمة وزيرة الصحة أنها تريد أن ترى نفسها فقط على شاشات التليفزيون، وأنها الوحيدة صاحبة الحق في الحديث عن الصحة، وأنها صاحبة القرار في تقرير مصير المرضى، تغضب بشدة عندما تجد أحدا من الأطباء أو المسئولين ينازعها هذا الاختصاص، ولهذا غضبت بشدة عندما وجدت الدكتور جمال شعبان يتحدث في أكثر من برنامج عن قوائم الانتظار والطفرة التي تحققت.

شخصيا لا أعرف الدكتور جمال شعبان ولم أتشرف بلقائه، ولكن أعرف عددا كبيرا من المرضى طرق باب مكتبه دون سابق معرفة أو كارت توصية، وتم عمل اللازم لهم وأكثر، فما الذي نريده من مسئول أكثر من هذا؟.. أليست الحكومة هي من تطالب مسئوليها بفتح أبواب مكاتبهم للمواطنين البسطاء وحل مشاكلهم، وعندما يفعل أحدهم هذا يكون مصيره الإبعاد.

ربما يكون جمال شعبان خسر منصبه، ولكنه كسب محبة المرضى الذين دافعوا عنه، لأنهم لم يجدوا منه سوى المساندة والحب والرعاية وفتح الأبواب المغلقة لهم، وهذا أهم كثيرا من المنصب.

أما السيدة الوزيرة كما تطلق على نفسها، فأقول لها لقب الطبيب هو الأبقى والأهم، فالدكتور أحمد عماد وزير الصحة السابق عندما خرج من الوزارة عاد مرة أخرى إلى عيادته، يمارس عمله الأساسى وهو الطب، أيضا الدكتور عادل عدوى وزير الصحة الأسبق، ومن قبلهما الدكتور محمد عوض تاج الدين الذي ترك الوزارة قبل عشر سنوات، فالمهنة باقية، والوزارة إلى زوال يا سيادة الوزيرة.
الجريدة الرسمية