رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

48 ساعة تاريخية.. السيسي يترأس القمة الـ 32 للاتحاد الأفريقي.. الرئيس يستعرض رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي المشترك وتجربتها في مكافحة الإرهاب.. يسلم جوائز نكروما للتميز العلمي.. ويلقي البيان الختامي

فيتو

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، في افتتاح أعمال القمة الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي، والتي عقدت خلال الفترة من 10-11 فبراير الجاري بأديس أبابا.



وقال السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس شارك في الجلسة الافتتاحية للقمة التي شهدت إلقاء الرئيس للكلمة الافتتاحية، وذلك عقب تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي من رواندا.


وأشار المتحدث الرسمي إلى أن كلمة الرئيس تضمنت رؤية مصر تجاه سبل وآليات تعزيز العمل الأفريقي المشترك من أجل إيجاد عالم أفضل للشعوب الأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بملفات التنمية، وتمكين المرأة والشباب، والسلم والأمن، والعلاقة مع الشركاء الإستراتيجيين للاتحاد الأفريقي من الدول والمنظمات المانحة، فضلًا عن تناول أبرز محاور الرئاسة المصرية للاتحاد، خاصةً من خلال تعزيز مساعي تحقيق التكامل الإقليمي في القارة عن طريق تطوير البنية التحتية الأفريقية، وكذلك دفع جهود الاندماج القاري عبر تسريع وتيرة إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية، وتطوير أنشطة الدبلوماسية الوقائية وإعادة الإعمار في القارة للحيلولة دون تفشي النزاعات بالقارة.


كما ناقشت الجلسة الافتتاحية موضوع عام 2019: "اللاجئون والعائدون والنازحون داخليا: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا"، حيث أكد الرئيس أهمية العمل على تعزيز التعاون لمعالجة التحديات المتعلقة بتفشي ظاهرة اللجوء والنزوح بالقارة وابتكار حلول عملية سريعة التأثير وقوية المردود للتغلب عليها.


وأوضح السفير بسام راضي أن الجلسة الافتتاحية أعقبها جلسة مغلقة للقادة الأفارقة للتباحث بشأن تقرير حالة السلم والأمن في القارة، والذي استعرض الموقف بالنسبة لعدد من الأزمات في أفريقيا، وكذا جهود تطوير هيكل السلم والأمن الأفريقي، لا سيما في ضوء الانفراجة التي شهدتها الفترة الماضية في عدد من الملفات، كالقرن الأفريقي والكونغو الديمقراطية، فضلًا عن عرض مستجدات تطبيق مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020، والتي تستند إلى رؤية طموحة لتحقيق التنمية كأساس للتحرك على طريق تحقيق الاستقرار وإنهاء النزاعات في القارة.


وأشار الرئيس إلى التهديدات الإرهابية التي تفاقمت في العديد من أركان أفريقيا، مستعرضا في هذا الصدد تجربة مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكدًا أن تماسك المؤسسات الوطنية في الدول الأفريقية وتعزيز التعاون الأمني فيما بينها سيؤدي دون شك إلى دحر كافة الكيانات الإرهابية المتوطنة بالقارة وسيجعل منها ظاهرةً عارضة.



كما ترأس السيسي رئيس الجمهورية، بأديس أبابا أعمال اليوم الثاني والأخير من القمة الأفريقية الثانية والثلاثين للاتحاد الأفريقي.

وقال السفير بسام راضي، إن اليوم الثاني من القمة الأفريقية تحت رئاسة الرئيس شهد في مستهله جلسة مغلقة تناولت التباحث بشأن عدد من التقارير المقدمة من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لإطلاع الاتحاد على آخر المستجدات في الموضوعات ذات الاهتمام للقارة الأفريقية، ومن أهمها موضوعات تغير المناخ، وإصلاح مجلس الأمن الدولي، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة من خلال أجندة أفريقيا 2063، والاندماج السياسي القاري، ومكافحة الفساد، ومعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتطوير كافة جوانب قطاع الصحة، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.


وأعقب ما سبق اعتماد عدد من الصكوك والآليات القانونية التابعة للاتحاد الأفريقي، وهي معاهدة إنشاء الوكالة الأفريقية للأدوية، والنظام الأساسي للجنة الأفريقية للسمعيات والبصريات والسينما، والنظام الأساسي لإنشاء المعهد الأفريقي الدولي لتعليم النساء والفتيات في أفريقيا، وسياسة الاتحاد الأفريقي للعدالة الانتقالية.


وأوضح المتحدث الرسمي، أن الجلسة المغلقة شهدت كذلك اعتماد عدد من التعيينات في بعض لجان وأجهزة الاتحاد الأفريقي، وهي لجنة الاتحاد الأفريقي للقانون الدولي، واللجنة الأفريقية للخبراء حول حقوق الطفل ورفاهيته، ومجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد، ومجلس السلم والأمن، وتعيين خمسة أعضاء في لجنة الشخصيات الأفريقية البارزة المعنية بتقييم المرشحين لمناصب المفوضين.


أما بالنسبة لاعتماد المقررات الصادرة عن القمة؛ فقد أوكل إلى الرئيس ريادة موضوع "إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات" بالاتحاد الأفريقي، وذلك في إطار العمل على ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية" للحيلولة دون انتكاس بؤر النزاعات بالقارة، وربط تحقيق الاستقرار والسلام بالتنمية بما يراعي خصوصية دول القارة ويحمي حقها في الملكية الوطنية لمسار إعادة الإعمار والتنمية بها، كما تم اعتماد قرار المجلس التنفيذي بإسناد استضافة وكالة الفضاء الأفريقية لمصر.


وأضاف السفير بسام راضي، أن القمة انتهت أعمالها بانعقاد الجلسة الختامية، حيث اضطلع الرئيس بتسليم جوائز كوامي نكروما للتميز العلمي، تلاها جوائز الإنجازات المتعلقة بتمكين المرأة، وكذلك جائزة خاصة لمدير عام منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وأتبع ذلك قيام الرئيس بإلقاء البيان الختامي للقمة.


وألقى الرئيس السيسي كلمة نصها:

أود في مستهل حديثي أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لمُشاركتكم الفاعلة ومُساهماتكم الصادقة في قمتنا، كما أُعيد الترحيب بالأشقاء من القادة الأفارقة المُشاركين بقمتنا للمرة الأولى، متمنيًا لهم التوفيق والسداد في مهامهم.

لقد استطعنا خلال يومين من العمل المكثف تحقيق نجاح ملموس يُضاف إلى سجل العمل الأفريقي المُشترك، وأبرزت مُناقشات القمة توافقنا حول أولويات تحركنا خلال عام 2019 وفي مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القاري، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الأفريقية. كما بدا جليًا ضرورة إيلاء الاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات لنبني على التقدم المُحرز على جبهة بناء السلام، والعمل على تعزيز قُدرات الدولة الوطنية ودفع عجلة التنمية لتحصين كل تقدم نحرزه على مسار تحقيق السلام من الانتكاس، فضلًا عن تهيئة الأوضاع لعودة النازحين إلى ديارهم في أقرب وقت.


كما سيشهد العام الحالي استمرار الجهود المبذولة لإصلاح اتحادنا في إطار عملية إصلاح عميقة ودقيقة تقودها وتمتلكها الدول الأعضاء، تُفرز اتحادًا أكثر قوة ومفوضية أكثر كفاءة بما يمُكننا من تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية.


وسنعمل أيضًا خلال عام 2019 على تعزيز أُسس التنمية المُستدامة بما يُطور من إمكانات مُجتمعاتنا، ويوفر المزيد من فرص العمل لشبابنا، ويمهد الطريق نحو أفريقيا المزدهرة القوية، معتمدين في ذلك على علاج جذور الأزمات التي تعاني منها القارة، ومُسلطين جهودنا على حل أزمات النازحين والمهاجرين واللاجئين بشكل شامل وجذري، تتكاتف فيه جهود الدعم الإنساني العاجلة مع خطط بناء السلام وإعادة الإعمار، وكذا مساعي تعميق التنمية ووصول عائداتها لكافة ربوع القارة بشكل عادل.

كما شهدت قمتنا ترسيخ التضامن الأفريقي فيما يتعلق بمواقف قارتنا الموحدة إزاء العديد من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها ضرورة تأمين التمويل الأممي لأنشطة السلم والأمن بالقارة لضمان استدامة السلام، وأهمية رفع الظلم الواقع على القارة الأفريقية فيما يتعلق بعضوية مجلس الأمن الدولي، واستمرار قارتنا في التعبير عن موقفها الموحد تجاه إصلاح مجلس الأمن وفقًا لتوافق إيزولويني وإعلان سرت، بالإضافة إلى تأكيد الملكية الوطنية لبرامج ومشاريع التنمية.


وسنعكف معًا كذلك في 2019 على تعميق أواصر التعاون مع الشركاء الدوليين من مُنظمات دولية وتجمعات إقليمية وتكتلات اقتصادية ومؤسسات التمويل ودول فاعلة على الساحة الدولية، للعمل على تعزيز قُدرات القارة الصناعية وتطوير منظومة الاقتصاد الأفريقي، وتنويع مصادر الطاقة، والعمل سويًا على الحد من الآثار الضارة لظاهرة تغير المُناخ، لتتضافر الجهود في إطار من المصلحة المُشتركة لتحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030 وأهداف أجندة 2063 الأفريقية، بما يُعزز من صون السلم والأمن الدوليين.


لقد حان الوقت لنتخذ خطوات أكثر فاعلية لإشراك القطاع الخاص الأفريقي معنا في تنفيذ خطط وبرامج الاتحاد التنموية بمختلف المجالات، لا سيما وأن القارة الأفريقية واعدة ومليئة بالفرص، كما أن أبناء أفريقيا المُستثمرين يتطلعون للإسهام في بناء مُستقبل قارتهم.

في ختام أعمال قمتنا أتقدم لكافة الأشقاء من القادة الأفارقة بخالص الشكر والتقدير، لما أبدوه من حرص على المُشاركة في قمتنا ومعاونتي على تسيير أعمالها وإثراء مُناقشاتنا. كما أُعرب عن خالص التقدير للوفود المُرافقة على ما بذلوه من جهود خلال الاجتماعات التحضيرية لأعمال القمة.


وأود تأكيد خالص الإعزاز والتقدير لدولة إثيوبيا الشقيقة قيادة وشعبًا لما لاقيناه من حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.


وأخيرًا وليس آخرًا، أود أن أعرب عن تقديري لكافة العاملين بمفوضية الاتحاد الأفريقي بدءًا من أصغر الموظفين، مرورًا بالسيدات والسادة المفوضين، ووصولًا للسيد رئيس المفوضية لما يبذلونه من جهود دؤوبة ومستمرة، وبالأخص في الإعداد لأعمال القمة السنوية، مُتطلعًا للتعاون معهم خلال الفترة القادمة لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، وإنجاز ما وجهت به اجتماعات القمة من خطط وبرامج، هادفين إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعوب نحو أفريقيا التي نحلم بها، نامية مُزدهرة مُستقرة.

Advertisements
الجريدة الرسمية