رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الحب جوهر الحياة


قد يغيب عن البعض أن الأصل في العلاقة التي هي بين العبد وربه -عز وجل- الحب، لقوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، ومحبة الله تعالى توجب محبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"..

ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام توجب محبة أهل بيته وصحابته رضي الله عنهم، لقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وعترتي أحب إليه من عترته، وأهلي أحب إليه من أهله، وذاتي أحب إليه من ذاته"، وقوله: "أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي".

هذا والحب هو مداد الحياة وعبيرها وأنفاسها، فلا حياة دونه، فهو جوهر الحياة وسرها، وقد عبر أهل المحبة عن حالهم فقالوا عن الحب "كمونه في الحشى ككمون النار في الحجر، إن قدحته أورى وإن تركته توارى"، إن حال المحبين كحال فتية أهل الكهف في كهفهم لم يدروا كم في كهفهم قد لبثوا، هذا ويتولد من الحب الشوق فما من محب إلا وهو مشوق لمحبوبه، وللشوق نيران تشتعل وتستعر في قلب المحب فتحرق كل تعلق بغير المحبوب. 

ولما كان لقاء الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم وآل بيته، في الآخرة، فلن تسكن الأشواق حتى يتم اللقاء، ولكن الله تعالى من رحمته جعل للمحبين ورودا على بيته الحرام وعلى حرم حبيبه صلى الله عليه وسلم، وعلى مراقد أهل بيته رضي الله عنهم حتى تهدأ نيران الأشواق في القلوب، وتسكن مؤقتا إلى أن يتم اللقاء في الآخرة.

وعندما يصدق العبد في محبته يفتح الله له باب الوصل والمودة ويجعل له ورودا على أعتاب الأحبة فيهنأ ويسعد قلبه ويبرد من نيران الأشواق التي يكابدها، هذا ومن باب التحدث بفضل الله تعالى على عبده الفقير إليه سبحانه كاتب هذا المقال أن جعل لي سبحانه ورودا ومقاما وجوارا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بمدينته المنورة، أحب بقاع الأرض إليه عز وجل تلك المدينة المعمورة بمراقد خيرة وصفوة الأمة.. 

فبها بقيع الغردق، الذي يضم بين جوانبه سادة آل البيت الأطهار، وعلى رأسهم السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وشبيهة أبيها عليه الصلاة والسلام خلقا وخلقا رضي الله عنها، والإمام الحسن سبط رسول الله وإحدى ريحانتيه، والإمام علي زين العابدين جد الإشراف، والكثير من أهل البيت وأمهات المؤمنين والصحابة والتابعين وتابع التابعين، وأكابر علماء وفقهاء وصالحي الأمة رضي الله عنهم وأرضاهم.

وكذا يقع في الجوار مرقد سيد الشهداء وأسد الله ورسوله عم النبي الكريم سيدنا الحمزة بن عبد المطلب، وشهداء أحد رضي الله عنهم، هذا ويوجد بالمدينة المنورة سيد الجبال وهو جبل أحد، الذي اهتز فرحا وشوقا حينما اعتلاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ومعه سيدنا أبو بكر والإمامان الحسن والحسين رضي الله عنهم، وخاطبه النبي بقوله: "اثبت أحد فوقك نبي وصحابي وشهيدان"، وفيه قال عليه الصلاة والسلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه".

وبالمدينة المنورة عدة مساجد شرفت بأنفاس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وصلاته فيها، منها مسجد قباء الذي رغب رسول الله في الصلاة فيه حتى أنه قال: "ركعتان في قباء تعدل عمرة"، ومسجد الجمعة الذي صلى فيه رسول الله وصحابته أول جمعة في الإسلام، ومسجد القبلتين الذي صلى رسول الله فيه صلاة العصر وهو متجه إلى المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى في الركعتين الأولى، ثم توجه وهو في صلاته إلى بيت الله الحرام وأتم الصلاة بعد نزول آية تحويل القبلة، هذا وبالمدينة المنورة مزارات كثيرة وجو روحاني خاص لا تجده في مكان آخر سوى بيت الله الحرام.

Advertisements
الجريدة الرسمية