رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الثلوج تحتضن نخبة العالم.. ما الذي سيجلبه دافوس 2019؟

فيتو

بداية من اليوم الإثنين، ستجتمع النخبة العالمية من رجال السياسة والأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وفي ظل أوقات تطبعها النزاعات التجارية والقومية، سيكون منتدى دافوس اجتماعًا صعبًا هذا العام. فقد النمو الاقتصادي العالمي من قوته، وتتزايد النزاعات التجارية، كما أن مشكلات البيئة وتغير المناخ لم تحل بعد، وفي نفس الوقت هناك انقلابات ضخمة تلوح في الأفق من خلال التحول إلى الرقمنة.

ويقول بورجه برنده، وزير الخارجية النرويجي السابق، والرئيس الحالي للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس): "كل واحدة من تلك القضايا تحد كبير، كما أنها مجتمعة تعتبر مهمة شاقة، ولا يمكن التغلب عليها إلا من خلال التعاون".

ومع ذلك، هناك نقص متزايد في الرغبة في التعاون. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو معارض معروف للاتفاقيات متعددة الأطراف، كما أن الرئيس البرازيلي الجديد يتحدث بنبرة قومية. أما في أوروبا، فكل شيء يدور حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وفي إيطاليا يحكم الشعبويون، وفي فرنسا يتظاهر أصحاب "السترات الصفراء". أما منطقة الشرق الأوسط فما زالت برميل بارود، وتستعرض الصين العضلات في مواجهة تايوان.

كلاوس شفاب، المدير الإداري، يرى أن المنتدى الذي أسسه في عام 1971 هو مكان للتفاهم ويقول: "الحوار من أجل تسهيل التفاهم المتبادل اليوم هو أكثر أهمية من أي وقت مضى".

كثير من المشاهير ونقاشات متعددة
بدا بورجه برنده، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، متحمسًا وهو يعدد أسماء كبار الشخصيات رفيعة المستوى التي ستشارك في المنتدى هذا العام، وكأنه صاحب خيمة في سوق سنوي ينادي لجذب الزبائن إلى خيمته.

"(سيحضر) عندنا 37 من قادة أوروبا وآسيا ومن الشرق الأوسط. وهناك ستة رؤساء من أمريكا اللاتينية وستة أو سبعة من أفريقيا"، يروي الرجل. "من الصين سيأتي نائب الرئيس وانغ ونتوقع مشاركين كبار من مجلس الوزراء الأمريكي".

وإجمالا، سيكون هناك نحو ثلاثة آلاف مشارك في المؤتمر، من بينهم نحو 70 من رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية. بالإضافة إلى ذلك سيكون هناك 300 وزير و1000 رئيس شركة والعديد من العلماء وممثلين عن المنظمات البيئية والتنموية.

وماذا سيفعل كل هؤلاء في الجبال السويسرية؟ ليس أقل من تحسين حالة العالم، ففي النهاية، هذه هي المهمة الرسمية للمنتدى. ويقول رئيس المنتدى: "التحدي الذي يواجهنا هو السعي مع جميع قادة وممثلي المنظمات الدولية ومجتمع الأعمال والمجتمع المدني لإيجاد حلول للمشكلات الأكثر إلحاحا في العالم".

غياب ترامب وماكرون
ومع ذلك لن يتم توقيع أي اتفاقات دولية في دافوس. ولن يحضر أيضا دونالد ترامب، ذلك الرجل الذي لا يشبهه أحد في التشكيك في الترتيب الحالي للأشياء. وبسبب نزاع الموازنة، الذي لم يحله مع الكونغرس الأمريكي، ألغى ترامب مشاركته.

وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبقى في الوطن. رسميًا، بسبب جدول أعماله المزدحم، أما السبب غير الرسمي، فهو لأن مشاركته في جمع نخبوي قد تضر على الأرجح بمصداقيته في الحوار، الذي بدأ للتو مع المواطنين الفرنسيين.

وفي المقابل ستأتي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وكذلك خليفتها في زعامة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنيغريت كرامب كارينباور، ووزير الصحة الألماني ينس شبان. وفي دافوس سيلقي رئيس البرازيل الجديد، جائير بولسونارو، خطابه الأول إلى جمهور دولي.

بالنسبة لمنتدى دافوس، فإن غياب دونالد ترامب هو بالتأكيد خسارة من وجهة نظر العلاقات العامة. فقبل عام واحد، تواجد ترامب في العناوين الرئيسية، على الرغم من أنه ليس لديه ما يساهم به في مناقشة القضايا العالمية.

وبدلًا من ذلك، ناشد ترامب رجال الأعمال الحاضرين الاستثمار في بلده. وهذه مسألة يفعلها في دافوس العديد من القادة، ولكن عدد قليل جدا فقط من يجرؤ على أن يقتصر على الترويج لنفسه كما يفعل ترامب.

تطلع إلى المستقبل
موضوع المنتدى هذا العام هو تأثير العولمة والرقمنة الصناعية، وتحت شعار "العولمة 4.0، البحث عن نظام عالمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة"، سيكون هناك تشجع على النظر إلى المستقبل.

ويرى البروفيسور شفاب، مؤسس المنتدى، أن العالم لديه نقص في الرؤى وأنه من الممكن أن يساعد المنتدى في هذه المسألة- رغم أنه على علم بأن المقترحات التي تقدمها النخب يقابلها العديد من المواطنين بالتشكيك بشكل متزايد.

"النخب، ينظر إليها على أنها غير موثوق بها، عندما تلقى عيناك فقط نظرة على الانتخابات المقبلة أو التقرير الفصلي المقبل" يقول شفاب، ويضيف: "لكن في المقابل نتبع في دافوس عن قصد منهج عمل طويل الأجل، ونحن نسير وفقا للفرص التي نريد تشكيلها".

انتقادات موجهة للنخبة
ومع ذلك، فإن انتقاد النخبة لا يمر على شفاب بدون أثر؛ ولذلك يسعى إلى وضع حدود. ففي حين أن العولمة هي حقيقة وأنتجت العديد من الفائزين، إلا أنه لم يكن هو ولا المنتدى من المؤيدين لإيديولوجيا إخضاع كل شيء لقوى السوق الحرة. فهو حذر في عام 1996 من أن العولمة في شكلها الحالي ليست عولمة مستدامة، كما يقول.

ويضيف شفاب "إذا كنا نتحدث الآن عن العولمة 4.0، فيجب أن تكون أكثر شمولية واستدامة" ويتابع حديثه: "يجب أن تستند أكثر إلى المبادئ الأخلاقية، فنحن بحاجة إلى خُلُق، وأن نعيد هذه الأخلاق إلى العولمة".

في هدفها الذاتي المتمثل في زيادة عدد النساء المشاركات بشكل كبير، فإن المنتدى الاقتصادي العالمي يتقدم ببطء فقط. فحصة النساء المشاركات هذا العام هي 22 في المائة، بعدما كانت 21 في المائة في العام الماضي.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية