رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فريق ألماني يترجم رسالة البابا في عيد الميلاد لـ«الهيروغليفية»

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية

ترجم فريق علمي بألمانيا، رسالة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال عيد الميلاد المجيد، إلى اللغة الهيروغليفية القديمة.


وأكد الفريق الألماني أن رسالة قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال عيد الميلاد، مهمة خاصة أنها تأتي في حدث تاريخي، يشهد افتتاح أكبر مسجد وكاتدرائية بالشرق الأوسط في العاصمة الإدارية الجديدة.

وقدم قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، التهنئة لجموع الشعب القبطي في كل العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وجاء في نص الرسالة التي بعث بها البابا تواضروس، عبر فيديو مسجل بثه المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: أهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد وأرجو للجميع كل خير وكل بركة في كل مكان، أرسل تهنئتى القلبية وتهنئة كل الكنيسة هنا في مصر، أرسلها إلى الجميع، إلى جميع الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة والخدام والخادمات والأراخنة ومجالس الكنائس والشباب وكل الشعب والأطفال في كل كنائسنا القبطية في سائر قارات العالم في أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأستراليا، وفي كل الأماكن التي يتواجد فيها الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد وفقا للتقويم الشرقى.

وقال البابا تواضروس: "عاش الإنسان بعد أن خلقه الله وأراد له أن يكون إنسانا كاملا، وأعطاه وزوده بالمواهب الكثيرة، ولكن هذا الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش في ظلمة، وهذه الظلمة نسميها الظلمة الروحية، عاش فيها الإنسان بعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية، اختار أن يعيش في الفراغ وفي اليأس وفي الخطية، فقد الرجاء وعاش في الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وسار تعبير الكتاب المقدس "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"، وانهارت إنسانية الإنسان، وفقد الإنسان أهم ما عنده وهو الإنسانية، وسار رويدا رويدا وجيلا بعد جيل يفقد إنسانيته، ويفقد الحب الذي يعطيه هذه الإنسانية، وسار الإنسان جائعا إلى الحب، وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير جدا، رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الشديد بين كل أطراف المسكونة.

وأين العلاج؟.. كان العلاج هو الحب، أن يأتي من يقدم له الحب وأن يأتى حبا فيه فجاء السيد المسيح، كما نقرأ في الإنجيل المقدس: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية".

وجاء السيد المسيح يقدم لطفا وحنانا وحبا وكان قصده من كل هذا أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته، ولم يكن هناك سبيل إلا هذا الأمر، أن يتواجد الله معنا فسار عمانوئيل الله معنا والكلمة سار جسدا في وسطنا.

لم يرسل الله ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا نبيا ولا رجل سياسة ولا سفيرا، ولكن جاء بنفسه، جاء لأن الله يحب الإنسان بالحقيقة وليس بالكلام، لذلك نحن نحتفل في كل سنة بعيد الميلاد، وتتجدد هذه المناسبة، كأننا نجدد العهد بالله الذي اتى حبا فينا يقدم لنا الحب لكل أحد. 

في الميلاد المجيد نراه يحب القرية الصغيرة بيت لحم، ويحب المدينة الكبيرة أورشليم، ونراه يحب الرعاة المنسيين وسط زحام البشر، ونراه في نفس الوقت يحب المجوس الذين في بلاد بعيدة عن اليهودية وعن أورشليم، يحب العذراء الفتاة الفقيرة واليتيمة، ويحب في نفس الوقت المرأة المترملة "حنا النبية"، يحب يوسف النجار الشيخ الوقور حارس سر التجسد، ويحب أيضا الشيخ الوقور القديس سمعان الذي انتظر مجيء المسيح، لقد أحب الإنسان كله وجاء ليشبعه من الحب، الحب الذي يحتاجه لكي ما يعود إلى إنسانيته. 

لذلك في عيد الميلاد المجيد، الله يرسل حبه إليك وإلى كل أحد، يرسل هذا الحب ويقول لك إن الله ليس بعيدا عنك، يقول إن الله لا ينساك أبدا، يقول لكل أحد إن الله لا يكره إنسانا، هو يكره خطية الإنسان ولكنه يحب الإنسان ذاته، هو يبحث عن كل أحد، هو جاء لكى يملأك رجاء وفرحا وتهليلا، الله بالحب يعيد إنسانية الإنسان، لذلك أيها الحبيب في كل مكان احترس أن يجف قلبك من الحب، احترس أن يكون قلبك دافئا بالحب الذي يقدمه المسيح لك، اعرف أن الأمور العصرية التي نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود في العالم كله الذي جعله قرية صغيرة، ولكن الإنسان من كثرة تعامله مع الآلات جف قلبه من الحب وازدادت ضعفات كثيرة أمام الإنسان، ازداد ضعفه في علاقاته مع الآخرين وفي حبه للآخرين وفي حبه للحياة، نجد في العالم ازديادًا في العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الأسري والانحرفات المتعددة وكل هذا لأن قلب الإنسان جف من الحب.

لذلك عيد الميلاد، فرصة ورسالة لكل أحد فينا أن يأتي ويشبع من هذا الحب، كما يقول السيد المسيح في العظة على الجبل: "طوبي للجياع والعطاش إلى البر".. إلى المسيح إلى الحب.. لأنهم يشبعون. 

أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد نتذكر أحباءنا الشهداء الذين يفرحون أيضا بوجودهم في السماء ونتذكر المصابين ونصلي من أجل شفائهم، ونصلى من أجل سلام العالم كله، من أجل بلادنا في مصر، ومن أجل كل إنسان، من أجل كل كنيسة، ومن أجل خدمة ونصلى أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد.. كما تقول أنشودة الميلاد: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، وفي الناس الفرح.

تحياتى وكل أمنياتى لجميعكم.. راجيا لكم أياما مقدسة في هذا العام الجديد وفرحة الميلاد التي تملأ قلوبكم جميعا وتستطيعون أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد ولكل المجتمعات التي تعيشون فيها.. يبارك الله حياتكم ويبارك كل ما تمتد إليه أيديكم ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.
Advertisements
الجريدة الرسمية