رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المستبعدون من جنة الإعلام


الحديث عن أزمة الإعلام لا يتوقف، وربما لم يعد هناك جديد من نقد أو اتهامات توجه للقائمين عليه، قلنا الكثير، وقال غيرنا، فلا أحد سمع، ولا شيء تغير، وهو ما يؤكد أن ما نقرأه ونسمعه ونشاهده يأتي وفقًا لإستراتيجية وضعها أصحاب القرار، وهم فقط من لمسوا إيجابياتها..


أما السلبيات فلا مكان لها في تلك الإستراتيجية، حتى لو تحدث عنها الرئيس أكثر من مرة، أو خبراء الإعلام، أو حتى الذين اختصهم أصحاب القرار بالعمل دون غيرهم، أو عزف بسببها المواطن عن المنتج المحلي، وتوجه إلى المنتج القطري والتركي، لذلك لن نخوض فيما تم الخوض فيه من قبل، فلسنا أكثر وطنية منهم، ولا أعلم منهم بأهمية الإعلام كسلاح ربما يحتاجه فيما بعد من ليس بحاجة إليه الآن، علينا فقط احترام التجربة المحسوبة بالطبع على أصحابها.

أما وقفتنا هذه المرة فتخصنا نحن الذين ننتقد ونتهم، فلسنا منزهين عن الهوى، خاصة أن القاسم المشترك بين غالبيتنا هو الاستبعاد من جنة إعلام أصحاب القرار أو الانسحاب منها، ومنا من فقد عائدًا ماديًا كان بحاجة إليه، أو فقد نجومية بفقدانه الجلوس أمام الكاميرا..

لذلك وجدنا من تبدل حاله وتحول إلى واعظ من خلال صفحته على فيس بوك، يذكر ليل نهار بالموت المفاجئ وأن الدنيا فانية، والمناصب لا تدوم، وآخر يتحدث عن المؤامرة التي أزاحته من عمله، وخيانة من كان يعتقدهم أصدقاء، ووجدنا بيننا من جعل من نفسه مذيعًا تمت الإطاحة به وعمره أمام الكاميرا لم يتجاوز شهورًا، ومن تغنى بوطنية لا تتوفر في مقدمي البرامج الحاليين الذين تلونوا مع الأنظمة المتعاقبة..

ومن هدد بالعمل في قنوات خارجية بعد الإطاحة به لمصلحة آخرين، ومن لم يخجل من إعلانه أمام الجميع حاجته للعمل بعد أن أدار له الكثيرون ظهورهم، ومن بيننا من جعلت من نفسها عارضة أزياء، تعرض إطلالتها بفساتينها على صفحتها الخاصة مع التركيز على مفاتنها ربما تلفت أنظار من بيدهم القرار، ومن جلست تندب حظها بسبب مذيعات تظهرن يوميًا وهن دون المستوى، وهناك من أصبح معارضًا للنظام بعد الإطاحة به من برامج كان يقدمها ومقالات كان يكتبها.

خلاصة القول.. إذا كان أصحاب القرار قد أقحموا أهواءهم في اختيار من يعمل معهم.. فأغلب المنتقدين لديهم الهوى نفسه، ولو عاد أحدهم إلى الشاشة لتوقف عن النقد، ولأن الوضع القائم ربما يستقر على ما هو عليه طوال الفترة المقبلة.. فعلى المستبعدين أن يكتفوا بالفرجة أو يواصلوا النقد والوعظ وعروض الأزياء، أما العودة للعمل.. فلا أمل فيها، وعلى أصحاب القرار أن يستمروا في تجربتهم، وأعتقد أن بعض النقد لن يضيرهم.
basher_hassan@hotmail.com
Advertisements
الجريدة الرسمية