رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

البشير في سوريا.. ما الذي يجري؟!


بلا مقدمات.. يصل الرئيس السوداني "عمر البشير" امس إلى سوريا ويستقبله بمطار دمشق الدولي الرئيس ""بشار الاسد" ويصطحبه إلى قصر الشعب المطل على جبل المزه (بفتح الميم ) بالقرب من جبل قاسيون الشهير.. وبما يؤكد للمرة الألف أن الرئيس بشار يدير شئون الحكم من قصر الحكم الرسمي الذي تدار منه شئون الدولة منذ ما يقرب من أربعين عاما!


ماذا تعني الزيارة؟ ولماذا السودان؟.. خصوصا أن مصادر صهيونية أعلنت قبل أيام بقرب وصول مسئولين إسرائيليين إلى السودان على غرار ما جري من سلطنة عمان.. ثم تبدل الكلام إلى قرب موافقة السودان على فتح مجالها الجوي لعبور طيران العدو الإسرائيلي!

والآن.. نري العكس تماما.. "البشير" في دمشق التي توصف بأنها "قلب العروبة النابض"، وبها يردد خطابا عروبيا كاد أن يختفي من قاموسنا حيث قال حرفيا: "إن سوريا دولة مواجهة وإضعافها يشكل إضعافا لجميع الدول العربية"!.. وبالطبع يقصد أن سوريا دولة مواجهة مع العدو الأساسي للعرب وهي إسرائيل! أي عكس ما تردد الأسبوع الماضي!

هل أراد البشير نفي الإشاعات عمليا؟ لا يمكن فعل ذلك إلا بدراسة ردود الأفعال المختلفة.. رد الفعل الأمريكي المعادي لسوريا وبالتالي سيكون ضد الزيارة.. والسعودية التي تتخذ موقفا معاديا للرئيس بشار ودعمت إسقاطه طوال السنوات الماضية.. وقطر التي دعمت كل المنظمات الإرهابية على الأرض السورية ومولت تسليحها ثم تركيا التي دربت وهربت كل الإرهابيين الموجودين على الأراضي السورية انطلاقا من أراضيها.. وتقاتل على الأرض السورية حلم تأسيس الدولة الكردية لإدراكها أن تأسيسها في سوريا يعني تمددها لاحقا إلى كافة المناطق الكردية ومنها الموجودة في تركيا!

كيف كانت حسابات البشير إذن؟.. هل يمكن بعد ما قلناه إنها الزيارة جرت بإرادة سودانية مباشرة؟.. أم أنها تعكس رغبة سودانية حقيقية تأجلت حتى لاقت دعما من أطراف عربية ترغب الآن في لملمة الصراع في سوريا نكاية في تركيا واقتناعا -أخيرا- بأن التفاهم مع دمشق الحل الوحيد لحصار الوجود الإيراني؟

وبالتالي فإن فتح الطريق لعودة سوريا للجامعة العربية يبدأ بإذابة الجليد العربي -الرسمي وليس الشعبي- من خلال بدء زيارات لقادة عرب إليها؟

هذه الزيارات ليس منطقيا أن تقوم بها دولة خليجية ولا دولة اتخذت موقفا جذريا من الصراع في سوريا سواء مع أو ضد ومن هنا تكون السودان الأنسب للقيام بالمهمة؟! أم أن العكس هو الصحيح وهناك من يريد استكمال انتصار سوريا باعتباره هزيمة للسعودية وهنا لا يكون أمامنا إلا التحالف التركي القطري؟! أم ذهب البشير يحمل رسائل من السعودية؟

هذا الاحتمال ضعيف لأن مصر واتصالاتها مع سوريا تحت أي ظرف لم تنقطع أصلا حتى في ظل حكم الإرهابية إذ حملت أجهزة ومؤسسات مهمة مصرية وقفت ضد إسقاط سوريا ووصلت خيوط العلاقات مع الدولة السورية وبالتالي كانت يمكن الرسائل تصل عبر القاهرة كما يمكن أن تقوم روسيا أيضا بحمل رسائل سعودية إلى دمشق..

بغض النظر عن الإجابة الصحيحة إلا أننا نقف بين ملاحظتين.. الأولى موقف البرلمان العربي قبل أيام وقد طالب بعودة سوريا للجامعة العربية.. والبرلمان يرأسه الدكتور مشعل السلمي وهو أكاديمي ومثقف وسياسي سعودي بارز يمثل السعودية في البرلمان.. وكذلك لفت نظرنا اهتمام مؤسسات إعلامية عربية ذات صلة وثيقة بالسعودية- إلى حد معقول- بزيارة الرئيس البشير!

نتمني أن تكون الزيارة فاتحة الزيارات لدمشق فعلا.. إن حدث ذلك يعني الإعلان النهائي بانتصار سوريا.. وهذا يعني في المقابل وبلا أي جدال الهزيمة الساحقة الثانية لإسرائيل بعد الأولى في 30 يونيو بمصر.. إسرائيل وهي المستفيد الأول من مخطط تفكيك المنطقة وهو ما لن يحدث بعون الله!
Advertisements
الجريدة الرسمية